الأحد، 6 أبريل 2025

المعلقة الغزاويَّه.. بقلم...أبو مظفر العموري رمضان الأحمد.


المعلقة الغزاويَّه

...................... 

يا غَزَّةَ الأحرارِ جٕئتُكِ خاشِعَاً

وَعلى ثَراكِ مَآذِنٌ وَقِبابُ


أَنَّى اتَجَهتُ فَثَمَّ وَجْهُ عُروبَتِي

فصمودُ شعبِكِ لِلوَرى مِحرابُ


وأنا الفُراتِيُّ الَّذي قَدْ حُطِّمَتْ

بِحروفِهِ  الأَصنامُ والأَنصابُ


أَنا طارٍقٌ  ... أحرَقْتُ كُلَّ مَراكِبي

فلَدى الكرامةِ ماهناكَ إيابُ


لا تَعتَبي... أبَداً على حُكَّامِنا

فَلَدى الحِجارَةِ لا يَفيدُ عِتَابُ


لا تَنتَخي إنَّ الرؤوسَ تَصَفَدَتْ

يا أُختُ.... إنَّ وُلاتَنا أذنابُ


يا أُختُ إنَّ المستحيلَ ثَلاثةٌ

الغولُ.... والعنقاءُ.... والأعرابُ


يَتَزَلَّفُونَ إلى العدوَّ بِذِلَّةٍ

وَكَأنَّهُم في بابِهِ  .... حُجَّابُ


(نَتِنٌ) يقودُ عصابةً نازِيَّةٍ

وَطُغاتُنا حول السياجِ كِلابُ


وسيوفُهُم بِوجوهِنا مصقولةٌ

وَسيوفُهم في وجههِ أخشابُ


هذي سيوفُ الخائنين فكم وكم 

نُحِرَت بِحَدِّ نِصالِهِنَّ.... رِقابُ؟ 


فعُروشُهُم عُهرٌ وتاجُهُمُ غِوَىً

تَبَّاً لعرشٍ تعتليه.... قِحَابُ


لا تَبتَغي أختاهُ نَخوةَ حاكِمٍ

لم يبقَ مُعتصمٌ ولا خَطَّابُ


تِيجانُهُم تخشى النُهى فَبأرضِنا

يُنفَى (نِزارُ)  وُيُطرَدُ (النَوَّابُ) 


يَتَهافَتُونَ عَلى الثريدِ تَفاخُرَاً

وَكَأنَّهُم فوقَ،  الثريدِ دَوَابُ


أنا فوق أشلاءِ النساءِ عَباءَةٌ 

دَيرِيَّةٌ... رِقِّيَّةٌ.... وَحِجابُ


هُنَّ اللواتي قد وَلَدنَ ضَياغِمَاً

عَشَقوا التُرابَ فَطَيَّبُوهُ وَطَابُوا


كُلُّ النساءِ إذا الحروبُ تَعاظَمَت

سَقَطَ الحياءُ وَضاعَت الأحسابُ


إلَّاكِ يا بنتَ الصمودِ فَكُلَّما

حَمِيَ الوطيسُ تُحيطُكِ الأطيابُ


عَلَّمتِ هذا الكون أنَّكِ حُرَّةٌ

وَلَدى الحرائِرِ تُجمَعُ الآدابُ


لَم أَنسَ أَطفالاً هُناكَ تَناثَرَتْ 

أشلاؤهُمْ، وَالقاتلُ الإرهابُ


إنِّي يَئِستُ مِن الحياةِ.. فحاكِمٌ

مُتَصَهيِنٌ وَحُويكمٌ  كَذَّابُ


يتفاخرونَ بِآلِ آلِ وَبِنْ وَبِنْ

زُوراً...... فَلا أصلٌ ولا أنسابُ


إنَّ العروبةَ لم تَعُدْ عَرَبيَّةً

أَبَدَاً، ولا  أعرابُها أعرابُ


فَسيوفُ هارونَ الرشيدِ تَكَسَّرَتْ

وَرِماحُ عُقبَةَ ما لَهُنَّ حِرابُ


يا أُمَّةَ المليارٍ  أَنَّكِ.....  أُمَّةٌ

مُنهَارَةّ  وَيَقودها  الأغرابُ


يا غَزَّةَ الشُجعانِ إنَّا أُمَّةٌ

يسمو بِها المُحتالُ وَالنَصَّابُ


سَلَبوا كَرامَتَنا بِجُبنِ وُلَاتِنا

فَمَتى تَعودُ لِأَهِلِها الأسلابُ


فإلى متى نُسقَى حُثالَةُ ذُلِّنا

وَإلى مَتى يَتَلَعثَمُ   الكُتَّابُ


شُعَراءُ هذا العصرِ بادٍ رَيبُهُم

ما أتعَسَ الشُعَراءَ إن يَرتابوا


يَخشَونَ ذِكْرَ القدسِ في أشعارِهم

تَبَّاً لِشعرٍ  قالَهُ  مُرتَاپُ


ثوروا فَإنَّ  الحَرفَ شُعلَةُ ثورةٍ

إنَّ الحياةَ  جَريمَةٌ  وَعِقَابُ


لا تستهينوا بالحُروفِ وَفِعلِها

إنّ الحُروفَ  أَسِنَّةٌ  وَحِرابُ


وَلتُوضِحوا للشَعبِ مَن هوَ صادقٌ

بينَ السُراةِ  وَمَن هُوَ الكَذَّابُ


جَعَلوا الشعوبَ كما القطيعِ مُشَرَّداً

بينَ البراري والرعاةُ ذِئابُ


لا الدَهرُ يُنسينا فَداحَةَ ذُلِّنا

إنْ لَم تُشَدُّ إلى الجهادِ رِكابُ


بَتروا أَصابعَنا وَنِصفَ لِساننا

وبرغمِ ذلكَ يَكتُبُ الكُتَّابُ


أعصابُ حَرفِي أُتلِفَت بِسِجونِهم

للحَرفِ أَعصابٌ وَلي أَعصابُ

 

فَتَكَت بِنِصفِ العُمرِ لُقمَةُ عيشِنا 

فَتكَاً...... وَنِصفُ حياتِنا اِستِجوَابُ


يَتَسَوَّلُ الشعراءِ لُقمَةَ عيشِهِم

وَتَعيشُ في أرقى القصورِ  قِحابُ

....................

أبو مظفر العموري

رمضان الأحمد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق