السبت، 5 أبريل 2025

بقلم الشاعر...محمد عصام علُّوش


 باللهِ هل هذا هو الإنسانُ؟


هل فيهِ ما يُلْفَى بهِ استحسانُ؟


 


أيْن القوانينُ الَّتي نادى بها


أيْن المحاكمُ؟ هل لها أركانُ؟


 


أيْن التَّقدُّمُ والرُّقيُّ بعالَمٍ


ما فيه إلَّا القتلُ والعدوانُ؟


 


أيْن الحضارةُ؟ هل ذوَتْ في مَهدِها؟


أيْن المبادئُ؟ هل لها أعوانُ؟


 


أيْن الشِّعاراتُ الَّتي نادى بها


وكأنَّها في عُرْفهِ القرآنُ؟


 


والعدلُ أيْن العدلُ في أحكامهِ


لا يَعتريهِ إذا قضى النُّقصانُ؟


 


أيْن التُّوافقُ حوْل نهْجٍ صائبٍ


بين الشُّعوبِ أساسُه الإعلانُ؟


أين الحقوقُ فكم تغنينا بها


لم يأتنا بصكوكها البرهانُ؟


 


أيْن الرُّجولةُ والمروءةُ إنْ غدا


 يكسو الشَّعوبَ الذُّلُّ والإذعانُ؟


 


أنا لا أرى إلَّا المظالمَ والفَنا


وبراءةَ الأطفالِ كيف تُهانُ


 


أنا لا أرى إلَّا الدِّما مسفوحةً 


وسلاسلًا قد شدَّها السَّجَّانُ


 


أنا لا أرى إلَّا سلاحًا فاتكًا


ومدمِّرًا ما كان فيه أمانُ


 


أنا لا أرى إلَّا ظلامًا دامسًا


ترتادُهُ الفِئرانُ والجُرذانُ


 


أنا لا أرى نحو المحبَّةِ ساعيًا


يسعى وفيه النُّورُ والإيمانُ


 


أنا لا أرى إلَّا وجوهًا بَشَّعتْ


ما كان يبغيهِ لها الرَّحمنُ


 


ما كان هذا الوجهُ وجهَ خليفةٍ


في الأرضِ كيْ يسمو به العنوانُ  


 


تلقاهُ في وزْن الأمورِ منافقًا


ولقد هوى في كفِّهِ الميزانُ


 


ولقد يُداريهِ قناعٌ زائفٌ


لكنَّه في خُبثهِ الشَّيْطانُ


 


كالضَّبعِ يفترسُ الضَّحيَّةَ حيَّةً


بالغابِ فيه تنافَسَ الذؤبانُ


 


لا فرقَ بين الوحشِ في عدوانهِ


أوْ بين باغٍ اِسمُهُ الإنسانُ


 


وحشيَّةٌ همَجيَّةٌ وتجاوزٌ


كلَّ الخطوطِ وللعمى ألوانُ


 


ولمجلسِ الأمـ ـ نِ اللَّـ ـئـ ـ يمِ حكايةُ


 كمْ فيهِ تُتقِنُ صوتَها الغِربانُ


 


والرِّبحُ فيهِ لمن تكبَّرَ واعتدى 


أو راقهُ الإجرامُ والطغيانُ


 


هل هذهِ مدَنيَّةٌ نحيا بها


أمْ إنَّها التَّزويرُ والبُهتانُ؟


 


لا والَّذي خلقَ الأنامَ لغايةٍ


عُلْوِيَّةٍ ما هكذا البنيانُ


 


لا والَّذي غذَّى العقولَ وراضَها


بالعلمِ ما هذا هو الإحسانُ


 


فالجمعُ إنْ لم تكتنفْهُ فضائلٌ


هَوَتِ المدائنُ وانطوى العمرانُ


 


ولسوف يُفني الشَّرُّ أزهارَ الرُّبا


وتَعمُّ تحت سمائِنا الأحزانُ


 


لا شيْءَ في هذي البسيطةِ كلِّها


إلَّا من الإنسانِ فهو مُدانُ


 


محمد عصام علُّوش


 


7/شوَّال/1446هـ  ـ 5/نيسان/2025م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق