الأربعاء، 1 فبراير 2023

الجاحد الأعمى المسكين.. الشاعر...محمود أمين آغا


 الجاحد الأعمى المسكين

هذه مشاركتي المتواضعة في السجال المقيّد،و قد صغْتُ فكرتي المنشودة في قالب قصصي بسيط توخّياً للتنوّع و السرد الطريف..أتمنّى أن تنال إعجاب الجميع:

_تمنّى ضياء العين و هْيَ ظلام 

 وضاق بتصوير السقام كلامُ


و قد دارت الأيام هوجى كليمةً

فأدمتْ له عيناً و طال سقامُ


فغام ضياء العين فيه فجاءةً

و غطّى على فجر الشروق قتامُ


و لكنّ فضلَ الله للعبد غامرٌ

و مُزْنُ الرجا للمُجدِبينَ رِهامُ


و كان لهذا العبد زوجٌ رئيفةٌ

شريك حياةٍ للخطوب سلامُ


فؤادٌ رؤومٌ بل فيوضٌ من السنا

حبالُ وفاءٍ للعهود ذمامُ


فكانت له بدراً منيراً و هالةً

 وميضٌ له ملْءَ الزمان دوامُ


تراءتْ له الأكوانُ أزهى خميلةٍ

كأنّ الدُّنا روضُ الشذا و حَمامُ..!


وكانت ليُمناه العصا لانَ لمسُها..

و في وحشة الدرب العتيم رُكامُ


و في يده اليُسْرى عصاً يتّكي بها

هما دون هوجاء الرياح دِعامُ


و لبّى دعاءَ الزوج ربٌّ بليلةٍ

فعاد له وهْج الضيا و وئامُ


و بين تجلّي الكاف و النون بعدها

تجلّى به فجرٌ و زال غمامُ


فلم يرَ بُدّاً من حُطام عصيّه

و هاجَ عقوقُ النُّكر فيه و ذامُ


و هذي العصا كانت تشقّ مَجاهلاً..

و فوق رصيف العابرين زحامُ


و زاغَ عن الوجه الأليف لِحاظُه

و هام فؤادٌ دونها و هيامُ


تناسى يداً مُدّتْ و فيضَ أدمعٍ

و في الدمع آمالُ القلوب تُرامُ


فيا عجباً من زهو حقلٍ مُجانفٍ

لودق نعيمٍ جاد فيه رُغامُ..!


فيا أيّها الإنسان..ما لك جاحداً ؟!

تنام عن الحُسنى و قلبك جامُ..!


تعضّ يداً هلّت عليك سحائباً

و تفقأ عيناً في الوداد تنامُ


فمن لا يصنْ فضلاً لعبدٍ من الورى

فليس له ذكرٌ سما و مقامُ


و من لا يرَ المعروف عهداًيصونه

فأولى به موت الخنا و زؤامُ


و من يُنكرِ الإحسان سرّاً و جهرةً

فقد أنكر المولى..فحُمَّ ضرامُ


محمود أمين آغا..البحر الطويل

في ٢٠٢٣/٢/١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق