يقول الشاعر علي القيرواني المتوفى سنة 488 هجرية:
يا ليلُ الصبُّ متى غَدُهُ؟!
وهذه القصيدة غَنّتها المطربة اللبنانية القديرة فيروز.
ها هو ذا الشاعر ينادي اللَّيلَ ويسألُهُ: المشتاق العاشق مثلي متى يأتي غَدُهُ حتّى يرى معشوقتَهُ، فيا لك من ليلٍ طويل!
ويقول الشّاعر أحمد شوقي:
مُضناكَ جفاهُ مَرقدُهُ
هي قصيدة غَنّاها العديد من المطربين العرب أهمهم عادل مأمون والفنان محمد عبد الوهاب.
مُضْنىً اسم المفعول من فعل أضنى ؛ نقول: أضناه الحبُّ، أي أسقمه. يقول الشاعر أحمد شوقي: مضناك مثلي -أي الذي قد مرض بسبب حبّك- قد جفاه مرقده، فلم ينم وأصابه الأرق؛ والمرقد: الفراش.
وأنا قلت:
يا لَيلَ الصَّبِّ وأدمعِهُ!
فاللّيلُ جفاهُ مَرقدُهُ
أتعجّب من ليلِ المشتاق الولهان ودموعِ عشقِهِ ، فهذا اللّيلُ بقي ساهراً لم يرقدْ أبداً.
والقصيدة كانت في مجاراة الشاعر الكبير أحمد شوقي بقصيدته ( مضناك جفاه مرقده ):
(( أَغْرانِي صَدرُك ))
أَغْرانِي صَدرُكِ مُقْعَدُهُ
الهَمُّ عِناقُكِ مُبْعِدُهُ !
فالقَلْبُ أِسَرَّ إِلى صَدرِي
بِالسِّرِّ أَباحَ تَنَهُّدُهُ !
حُبًّا ، حُبًّا ، ما أَصدَقَهُ !
شِعرًا ، شِعرًا ، كَمْ أَنْشَدَهُ !
مَنْ لِي بِالصَّدِّ أُعاتِبُهُ ؟!
فَالقَلْبُ وِدادُكِ أَسْعَدَهُ
وَالجَفْنُ تَكَحَّلَ مِنْ تَعَبٍ
كَمْ لَيْلٍ حُبُّكِ أَسْهَدَهُ !
يا لَيْلَ الصَّبِّ وأَدمُعِهُ !
فَاللَّيْلُ جَفاهُ مَرقَدُهُ
إِنِّي آوَيْتُ إِلى عِشْقٍ
فَالرَّاهِبُ يَعشَقُ مَعبَدَهُ !
(البحر المحدث)
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
المُقعد: الثّدي الناهد لا ينكسر .
الصَّدُّ : الهجران.
الصَّبُّ: المشتاقُ العاشق.
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
مصطفى يوسف اسماعيل
(الفرماوي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق