الثلاثاء، 10 أغسطس 2021

ذكَــرْتُــهــــــا.. بقلم الشاعر... حسن منصور


 ذكَــرْتُــهــــــا..

==========--------------------- الشاعر حسن منصور

************ 

ذَكَـرْتُـها وَدُمـوعُ العَـيْـنِ تخْــنُــقُــني  ||   والشوق برّح بي والـوَجْـدُ يَقْــتُـلُـني

وقـلتُ يا لـيْـتَـني ما كـنـتُ أبْرَحُــهـا  ||   أوْ قَـسْوَةُ العَـيْـشِ والأيّامِ تُـبْـعِــدُني

وَما ابْـتَـعَـدْتُ ولكنْ كـنتُ في سَفَــرٍ  ||    أسْعى إلى مِـنَّةٍ منْ صاحِـبِ الْمِـنَنِ

وَعُــدْتُ أحْـمِـلُ أشْـواقي فَـأوْقَـفَــني  ||    بِبابِهـا غـاصِبٌ مـا كانَ يَرْحَـمُــني

وأوْصَدَ الـبابَ في وَجْـهي وهَــدَّدَني  ||    وَصَوْتُهُ هـادِراً بِالـمَـوْتِ أوْعَــدَني

وَصَـدَّني قـــائِلاً أنْتَ الغـريـبُ هُــنا  ||     وَهــذهِ أرْضُــنا مـنْ غـابِرِ الـزَّمَن

 رأيْتُ نفـسي وَحـيداً عـاجِـزاً تَعِـساً  ||    قـدْ كُنتُ في غَفْلَةٍ وَالظُّـلمُ أيْقَـظـني

لا يَقـتُلُ النفْسَ مِثْلُ العَـجْـزِ عَنْ تِرَةٍ   ||    مــنْ مُجْـــرِمٍ مـاثِلٍ لِـلعَـيْنِ وَالأُذُن

فكـيفَ يَصْـبِـرُ مَـنْ كانـتْ تُلاحِــقُـهُ   ||   ثلاثةَ القـهْــرِ وَالأشْـواقِ وَالـمِـحَــن

وَالصَّـبْرُ ذُلٌّ إذا لـمْ يَــبْـقَ لي أَمَـــلٌ  ||     وَكُـنْتُ مِـثلَ سَـجـينٍ لازِماً سَـكَـني 

أرى العَـدُوَّ طَغـى لا شيءَ يَـرْدَعُـهُ   ||    لا الـثّأرُ يُقْــلِـقُـهُ أوْ شِـدَّةُ الضَّـغَــن          

بلْ يَطْـــمَـئِـنُّ إِذِ الـعُــرْبـانُ تَشْـهَـدُهُ  ||     وَكُلُّ ذي صَوْلَجــانٍ راعِـشُ الـبَدَن

يَرْجـو السَّلامّـةّ وَالكُــرْسِيُّ غـايَـتُـهُ  ||     وَأنْ يَنالَ الرِّضى في السِّرِّ وَالعَـلَن     

 تلــكَ الأمانِيُّ أقْـصى ما يُخـالِـجُــهُ  ||     من أجْــلِهـا كلُّ شيءٍ تافِـهُ الـثَـمَــن

 وليسَ يَخْجَلُ منْ شَـعـبٍ يُعـارِضُهُ  ||     أوْ منْ حِسابٍ سَيَتْلو النوْمَ في الكَفَن

                                  **********

وكُـلّـــنـا حــائِـرٌ وَالـهَـــمُّ يَقْـتُـلُــــنـا  ||    بِفِعْـلِ (مُنْـبَـطِـحٍ) للْخَـصْمِ مْـرْتَـهَــن

وَالعَزْمُ يُدْني المُنى مِنْ كلِّ ذي أَمَلٍ   ||   يَسْـعى بِلا كَـلَـلٍ يَمْـضي على سَـنـَن

 وَالعَـجْـزُ يُـبْعِــدُهُ إِنْ كان ذا خَــوَرٍ  ||    أوْ كـانَ ذا رِدّةٍ مَـعْ سـائِـرِ الـخَـــوَن

صارَتْ فِلَسْطينُ في الأحْلامِ أمْنِيَةً    ||   كالطَّيْفِ إنْ زارَني في النّوْمِ أسْعَدَني

كَأنَّهـا زَمَــنٌ أوْ حِـــقْــبَـةٌ طُـــوِيَـتْ   ||    وَلَمْ تَكُــنْ بَلَــداً مَـأْهـــولَـةَ الـمُــــدُن

ذكَـرْتُـهــا وَأَنـيـنُ الـقـلـبِ مُـتَّـصِـلٌ   ||   وَشَـوْقُـهُ النّـارُ، مَــوّالٌ مِـنَ الشَّـجَـن

وَالرّوحُ تَهْـفـو وَفي نَوْمي تُغادِرُني   ||   وَتَسْـألُ اللهَ أنْ تَـرْتــاحَ في الـوَطَــن

لِذا فَـفي النَّـوْمِ أحْــلامي مُـجَـنَّـحَــةٌ  ||     فَـلَـيْـتَـني مُدْرِكٌ ما كانَ في الوَسَــن 

لكنْ إِلامَ سَيـبْـقى الحُـلْـمُ يُنْـصِفُــني   ||   وَالـواقِعُ المُــرُّ لا يَنْـفَـكُّ يُحْـبِـطُـــني 

إلى مَتى سَـيَظَلُّ العُـمْـرُ مُـنْـتَـظِـراً   ||   وَالقَـلـبُ يَخْــفِـقُ والـدُّنْـيـا تُـعَــلِّـلُــني 

هذا سُـؤالٌ يُلـبّي السَّـيْـفُ لَهْـفَــتَــهُ   ||   في كَـفِّ شَهْـمٍ شَـديدِ البَأْسِ مُـؤْتَـمَــن

إيـمانُـهُ راسِـخٌ لا شَـيْءَ يُـرْهِــبُــهُ   ||   بِغَــيْرِ ديـنِ الـوَفــا وَالـحَــقِّ لـمْ يِــدنِ

يَنْقَضُّ في وَمْضَةٍ مِثلَ الشِّهابِ إلى  ||   مَــواطِـنِ الشَّـرِّ وَالإجْــرامِ وَالـفِـــتَـنِ

وَرايَةُ الحَــقِّ عِـندَ الحَـرْبِ واحِدَةٌ   ||   في أمَّـةٍ خَـلُصَتْ مِـنْ سَطْـوَةِ الإِحَـــنِ

هـذا الـذي إِنْ أتى يَـوْمـاً بِـهِـمَّـتِــهِ   ||   شَفى غَـلـيلي، مِـنَ الأعْـداءِ أنْـصَفَـني

************************************************************

الشاعر حسن منصور

من المجموعة الثالثة عشرة ـ ديوان جديد (دون عنوان) ص87

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق