الخميس، 25 أغسطس 2022

(( إلى الأقصى نُسافرُ بِالقوافي )..بقلم الشّاعر المهندس مصطفى يوسف


(( إلى الأقصى نُسافرُ بِالقوافي ))


بُعَيدَ النَّومِ كَم يَحلو العِتابُ...

لُعابُ النَّحلِ في فَمِكِ الرِّضابُ


وتُسحِرُني عُيونُكِ في نُعاسٍ...

وأَهدابٌ يُكَحِّلُها العَذابُ


ويَشفيني كَلامُكِ مِن قَريبٍ...

ويُضنيني خِصامُكِ والغِيابُ


وأَسبَحُ في فَضائِكِ في سُكونٍ...

فَتُعجِبُني سُهولُكِ والهِضابُ


وها أَنذا كَسَوتُكِ مِن كِسائي...

فَنَحنُ لِبَعضِنا بَعضٍ ثِيابُ  


أَلِفُّ عَلَيكِ أَجنِحَتي غِطاءً...

كَرابِيَةٍ يُغَطِّيها الضَّبابُ


وأَلمَحُ في اخْتِلائي سافِراتٍ...

فَيُغْريني حِجابُكِ والنِّقابُ


وأَنهَضُ إذْ بَصَرتُكِ مِن بَعيدٍ...

كَطَيرِ اللَّيلِ يُبصِرُهُ العُقابُ


وكَم تَأْتي "رَبيعَةُ" في مَنامي...

وفي يَدِها الفَواكِهُ والشَّرابُ


تُسامِرُني، تُدَلِّلُني دَلالاً...

تُخاطِبُني، فَيُسكِرُني الخِطابُ


وأَسرَحُ بِالجَمالِ كَما جِمالٍ...

بِصَحراءٍ يُرَوِّيها السَّرابُ


ويَسأَلُني الجَمالُ فَلا جَوابُ!

فَصَمتي ،بَعضَ أَحيانٍ، جَوابُ!


لَعَمْرُكَ لَستُ أَدري ؛هَل أُعابُ؟!

فَعَنْ قَلْبي لَقَد كُشِفَ الحِجابُ!


بِحُبِّكِ تُرجِعُ الضَّمَّاتُ نَبضي...

يَعودُ إلَيَّ عَزمي والشَّبابُ


تَعالي نَنتَشِ الأَشواقَ خَمراً... 

فَيَذهَبَ ما يُضيرُكِ والصِّعابُ


تَعالي نَزرَعِ الأَحلامَ وَرداً...

على طَودٍ يُظَلِّلُهُ السَّحابُ


تَعالي نَمتَطِ الأَفراسَ طَيراً...

بِأَجنِحَةِ الهَوى ولَنا الثَّوابُ


إلى الأَقصى تَطيرُ بِنا بِعِشقٍ...

نُحَرِّرُهُ وفي يَدِنا الحِرابُ


سَنَنصُرُهُ، ونَدخُلُهُ بِحَقٍّ...

وهذا الوَعدُ يَذكُرُهُ الكِتابُ


تَعالي نَركَبِ الأَشعارَ بَحراً...

إلى أَرضٍ يُغَيِّبُها الغِيابُ


إلى أَرضٍ تَتوقُ إلى بَنيها...

تُهَوِّدُها، تُغَرِّبُها الغِرابُ


مُبارَكَة لَدى رَبٍّ عِظِيمٍ

مُقَدَّسَة ، تُنَجِّسُها الكِلابُ


إلى الأَقصى نُسافرُ بِالقَوافي...

فَحَرفي ثاقِبٌ، سَهْمٌ،  شِهابُ!


نَشِدُّ رِحالَنا، نَسري إلَيهِ...

على عَجَلٍ تَسيرُ بِنا الرِّكابُ!


تَعالي نَكسِرِ الأَغْلالَ عَنْهُ

فَكَم ضاقَتْ بِما رَحِبَتْ رِحابُ!


إلى الأَجداثِ يَوماً سَوفَ أَمضي...

عَلى جَسَدي سَيَنهالُ التُّرابُ!


دَعيني أَتبَعِ الشُّهداءَ وَحدي...

فَيُفتَحَ لي إلى الفِردَوسِ بابُ


أَموتُ لِأَجلِ أَن أَحيا طويلاً...

وَلَيسَ مَعي إلى مَوتي صِحابُ


غُرابُ البَيْنِ مُشتاقٌ  لِيَنعى!

فهَل سَيُضيرُني مِنهُ النُّعابُ؟!


ومَهما ماتَ مِنَّا يا يَهودٌ...

فَفي أَصلابِنا نُطَفٌ خِصابُ!


وفي أَرحامِ أُمَّتِنا رِجالٌ...

إذا صَدَقوا، سَيـرتَفِعُ "العُقابُ"


النُّعاب: النَّعيب والنَّعيق وهو صوت الغُراب.

العُقاب: طائر من أنواع الصقور مشهور بقوة بصره من بعيد.

والعُقاب: أيضاً راية الرّسول محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم.


بقلم الشّاعر المهندس مصطفى يوسف اسماعيل الفرماوي القادري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق