(( الإســـــــــراء والـــمـــعـــراج))
أشـاقـكَ الـوجدُ أم يـشتاقُكَ الـسّمر
أم اصـطفاكَ الـذي سـوّاكَ يـا قمر؟!
أم أنَّ قــلـبـكَ مــشــدودٌ لـخـالـقـهِ
وفــي جـوانـحهِ الآيـاتُ والـسُّور؟!
جـبـريلُ تـهـفو إلــى لـقـياكَ أعـينُهُ
والـعرشُ مِـنْ لـهفةِ الأشـواقِ ينتظر
فـيكَ الـبراقُ تـباهى وانـتشى مرحًا
لـما صعدتَ انحنى.. يا حبذا السّفر!
يـا بختهُ فيكَ - محظوظٌ - وحُقَّ لهُ
يـطوي الـمسافاتِ بـالمختارِ يَـفتَخِر
والـقـدسُ لـمّـا بــدت أنـوارُ طـلعتِهِ
تـــلألأت أرضُـــهُ وانـتـابَـهُ الـبِـشَـر
فـمـدَّ مِــنْ حـرقـةِ الأشـواقِ أذرعَـهُ
والـدّمـعُ فــي خـدّهِ يـجري ويَـنهَمِر
وضــمَّ أحـمـدَ فــي مِـحرَابِهِ شـغفًا
وقــال أهــلًا : بِـمَـنْ يـختارُهُ الـقدر
أهــلًا بِـمَـنْ نــورُهُ فــي كـلِ زاويـةٍ
وهـديُـهُ فــي رُبـوعِ الأرضِ يَـنتَشِر
أهــلًا بِـمَـنْ زانَـهُ فـي حُـسْنِهِ خُـلُقٌ
ومَـــنْ هـــوَاهُ بــأمـرِ الــلّـهِ يَـأتَـمِر
أهــلًا وسـهـلًا بِـمَنْ طـابت سـريرتُهُ
وطـابَ مِـنْ طيبهِ الأعرابُ والحَضَر
أهـــلًا بـخـاتـمِ رُسْـــلِ الـلّـهِ كـلـهِمِ
مَــنْ فــي مـحـبّتِهِ الأرواحُ تَـنـصَهِر
أهـلًا وسـهلًا أمِـامَ الـمُرسَلينَ وهـلْ
سِـــوَاكَ إلّا لــهَـا يـعـلـو ويَـقـتَدِر؟!
فَـقُـدْ لــواءَكَ يـا خـيرَ الـورى بـشرًا
وَطِــبْ مـقامًا ولا تـأبهِ بِـمَنْ كـفروا
هــذا زمـانُـكَ فـامـضِ فـيـهُمُ عـلمًا
وكـن شـفيعًا إذا حـاطت بِـهِمْ سَـقَر
بــكَ ارتـقـت أُمّــةٌ سـادت مـكانتهَا
أُزيـحَ عـنها الأذى والإصـرُ والـخَطَر
وراحَ يـخـترقُ الـسَّـبْعَ الـطِبَاقَ إلـى
أن نـــالَ مـنـزلةً لــم يـعـطْهَا بَـشَـر
وكــلـمـا زادَهُ ربُّ الــــورى كــرمًــا
صَـلّـى الـفـؤادُ إلـى الـرحمنِ يَـفتَقِر
يـقـولُ: يـاربِّ أهـلي أُمّـتي.. أمـلي
ألّا تــســومَـهُـمُ نـــــارٌ ولا شَـــــرَر
أدعـــوكَ مـبـتهلًا فــي كــلِ ثـانـيةٍ
ألّا يُــصِـيـبَـهُـمُ شَـــــرٌّ ولا ضَـــــرَر
يــاربِّ صــلِّ عـلى الـهَادِي وعـترتِهِ
وصـحبِهِ مـا هـمى فـي دارِنَـا مَـطَر
واجـعلْ صلاتي على المختارِ مغفرةً
لـكـلِ ذنــبٍ ومــا قــد فـاتَ أعـتذر
ولا تـكلني إلـى نـفسي فـكمْ سلفت
مـني الـمعاصِي وقد أوهى بيَ الكِبَر
أتــيـتُ بــابَـكَ مـكـسورًا ومُـفـتقِرًا
وما شَبِعتُ وهل يُغني الفتى حذر؟!
عـــبـــدالــمــلــك الــــعــــبَّـــادي.
السبت، 25 يناير 2025
(( الإســـــــــراء والـــمـــعـــراج)) بقلم..عـــبـــدالــمــلــك الــــعــــبَّـــادي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق