الأربعاء، 5 فبراير 2025

المصيف...بقلم السيد العبد


المصيف


كثر البكاء لدي الوداع، فسافري  

وانسي جراحاتي وفيض مشاعري  


وقف المحب كما ترين مودعا  

وجه الملاحة في الجبين الناضر  


ودموعه تسبق كلماته  

شوق الفؤاد المستهام الثائر  


هذا حنين البحر ينتظر التي  

تبكي وتصرخ في وداع الشاعر  


حسناء يتبعها الجمال فراشة  

بيضاء في بستان ورد زاهر  


تركت الأوجاع والقصيد عاشقا  

يشكو هواه لكل ضيف زائر  


سبحان من سواك فتنة شاعر  

وسراج مبتهل وضحكة شاكر  


إن كان وجهك عن رياض راحلا  

فأنت في كنف الرحيم القادر  


هذي حقيبتك الصغيرة، فاجعلي  

فيها صباي وصورتي ودفاتري  


ضمي إليك كلتا يديك معذبا  

واسلي جفونك عن حبيب ساهر  


يا شعرها، أفديك منذ لمستني  

من نوارس رغم الدموع مهاجر  


في شارع الأحزان فارق إلفه  

ومدينة القلب الأسيف الحائر  


ومضى إلى حضن سواه، فليته  

فقه العطاء من السحاب الماطر  


يا حضنها، إن كنت عني راحلا  

فلأنت ظلي من الزمان الغادر  


ليلى، فلا تشغلك عني وردة  

تغازل كل قلب طاهر  


كلتاكما أخت الجمال وبنته  

يا ضحكة الآمال ملء خواطري  


مهما دعاك إلى الشواطئ حسنها  

فأنا ابن شاطئك البديع الآسر  


لا يلمحنك بعد وجهي ناظر  

أخشى بحبك كل فجر عاطر  


إني أغار عليك حتى أنني  

لا أغادر من شفتيك وناظري  


قد علمني إن أغار على السنا  

عيناك من قبل النسيم العابر  


لا تفتني البحر الخضم وموجه  

في نظرة وإشارة وضفائر  


لا تهمسي للبحر باسمي طالما  

جاءته فاتنتي بوجه سافر  


يكفيه إن لمحته أجمل ظبية  

من خُرد حور العين جآذر  


غني قصيدي فوق رمل خاشع  

وفا ذكريني عند موج هادر  


وخذي لذاك البحر كل رسائلي  

عنوان ملهوف موثق حائر  


ما أنت وحدك عند أبعد شاطئ  

عينايا ظلك كل صباح باهر  


ولسوف تسبق خطوتيك إلى  

هناك يدي قيثاري وغنوة طائري  


معك الفرشات التي كحلتها  

لتكون صوتك في المساء الساهر  


مهلا قبيل رحيل وجهك أبتهل  

بالشعر بين يدي حبيب جائر  


مهلا قبيل رحيل وجهك أقتبس  

من لفظك العذب الرقيق الساحر  


وإذا بكينا قلت لا من رغبة  

كثر البكاء لدي الوداع فسافري


بقلم السيد العبد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق