سَأهجرُ الشِّعرَ إنْ لم تَسْكُنِي جُمَلِيهذا الجمالُ حباهُ اللهُ للغزلِ
فما رأيت لذاك الحسنِ ماثِلةً
ألقت شغافي على جمرِ الجِوى الأزَلِي
وما عبرتُ بحورَ الشِّعرِ بامرأةٍ
كانت كمثلكِ في الإحساسِ والجَزَلِ
أقبلتُ نحوكِ والأمواجُ من وَلَهِي
مرت كجيشٍ يَقُدُّ الماءَ من قُبُلِ
أهوى اصْطِيادَكِ لو أيقنتهُ غرقاً
من لم يُغَامرْ مع الأخطارِ لم يَصِلِ
أنتِ الحقيقةُ مُذْ مَرَّتْ على سُحُبِي
جُلُّ الحسانِ فما راقت إلى رَجُلِي
يا سِدرةُ العشقِ في دنياي ما اقترفت
مِنِّي المنايا إلى أن ينتهي أَجَلِي
إنِّي اصفطيتكِ مُذْ أضرمتِ في كبدي
بالشَّوقِ نِارَكِ فانسابت كما العِلَلِ
عَدْواً تداعت على أهدابِ قافيتي
تؤرِّق العمرَ حَتَّى أرهقت مُقَلي
لي أن تعودي بما تَرْجِينَ مُعْلَنَةً
حتفي وحتفكِ بين الضَّم والخجل
أَنْ تَحْتَسِيْنِي كُؤوساً ظلَّ سِاكِبُها
يرنو لثغركِ حتَّى ذُروةَ القُبَلِ
أو فاطرحيني على نهديكِ معتنقاً
ما قد يفوقُ بياضَ الشَّمعِ بالعِسَلِ
ما قد يفوق صباهُ الجِمَّ أُمنيةً
أوغلتُ فيها بما أوتيت من أَمَلِ
لا شيءَ عندكِ لا أرجوهُ فامتثلي
صدري كنهرٍ ففي أمواههِ اغتسلي
أنتِ الحكايا التي رِدِّدْتُها زمناً
بيني وبيني على إغفاءةِ الطَّلِلِ
وأنتِ لحنٌ جرى كالنبعِ من شِفَتِي
بما اعتراني شَجِيُّ الهمسِ والزَّجَلِ
قاربتُ وجهكِ أستدنيهِ من حَدَقِي
فكدت أُفقدُ في معناكِ من خَلَلِي
كيف اتِّقَائي وفي عينيكِ أَرْقُبُنِي
من وقعِ سحركِ محمولاً إلى زُحَلِ
فاحت طُيُوبُكِ فَانْدَاحَتْ إلى رِئَتي
يا عطرُ رفقاً فلا أقوى على الزَّلَلِ
أكادُ أغرقُ في أقصاي من شَغَفٍ
كأنَّني الطيرُ بين العجزِ والبَلَلِ
هذا فؤاديَ في كفيكِ أسكبهُ
فليس فيه سوى الحرمان والمَلَلِ
ما كان يرجو سهاداً كيف أَدْرَكَهُ
رغم احتراسي وخارت هِمَّةُ الجَبَلِ
يا بؤرة الضوء يا أنثايَ يا قَدراً
تَرَصَّدَ الصَّبَّ في إعيائه الجَلَلِ
مُرِّي بذاتي مرور الشُّهْبِ ما تركتْ
فيما أرادتهُ إلا شهقة الأجَلِ
ما كنت قبلكِ في الأحياءِ أَحْسِبُنِي
الآن عادت لي النَّشْوَى على عَجَلِ
....
صلاح العشماوي
الأربعاء، 26 فبراير 2025
بقلم...صلاح العشماوي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق