اللاذقيةُ..الحُبُّ الأوّل
اللاذقيّةُ دُرُّ حُسْنٍ يَبْرُقُ
شمسُ المدائنِ في سمانا تُشْرِقُ
تغفو على مَهْدِ الجمالِ بهدْأةٍ
و يطيبُ حُلْمٌ بالهناءةِ يُغدِقُ
كُنهُ التّسامُحِ جوهرٌ في أهلِها
مهما علا غبشٌ يَغمُّ و يُقلِقُ
ذوبُ المحبّةِ دافِقٌ في نسغِها
يسقي أديمَ الأرضِ روحاً تُشفِقُ
و لَكَمْ عشِقْنا قهوةً في صُبْحِها
طابَ الأريجُ و طابَ أنفٌ ينشَقُ
في مجلسِ الأحبابِ جوٌّ عابِقٌ
يَسعُ العَوالِمَ دَفْقُهُ المُترقرِقُ
حاراتُها يزكو اللسانُ بذكرِها
قصصُ الطفولةِ والصِّبا لا تَزْهَقُ
ساحاتُها شريانُ قلبٍ عامرٍ
بالدّفءِ تنبُضُ.. بالمَحبّةِ تخفِقُ
حيطانُها تحنو على خُلّانها
تُخفي بداخلها خَواطِرَ تَدْفُقُ
تروي حكاياتِ الأحبٓةِ لهفةً
ذكرى تنامُ و ذكرياتٌ تنطِقُ
ما كانتِ الأحْجارُ صُمّاً عندَنا
قد يدمعُ الصخرُ الأصمُّ و يعشَقُ
و مراكبُ العُشّاقِ ترسو وهْلةً
فتدقُّ بابَ الأُمْنياتِ وتطرُقُ
أسواقُها .. ريحُ التوابلِ مِسْكُها
يزكو الشّذا عَبْرَ المكانِ و يَعْبَقُ
شطآنُها مُتنَّزَهٌ يسبي النُّهى
يحلو اللقا بينَ الصِّحابِ و يأنَقُ
ِمَوْجٌ رخيٌّ ينتشي في لَثْمِه
خدَّ الجبالِ كعاشِقٍ يتشوّقُ
روحانِ في دُنْيا الجمالِ تآلفَا
نِعْمَ العِناقُ و نِعْمَ حُبٌّ يسمُقُ
اسمعْ نسيمَ الفجرِ يهمسُ صافياً
و كأنّه القلبُ النّديُّ الشّيّقُ
و انظر قناطرَها تحنُّ للَمسةٍ
كمْ حنّ قلبٌ باللطائفِ يُشرِقُ
مدّتْ مآذنُها أكفَّ ضراعةٍ
فيها الرّجاءُ و دمعةٌ تترقرقُ
هذي المَرابِعُ ألبسَتْ حرفاً شدا
أزهى كساءٍ في الأناقةِ يرشُقُ
للأبجديّةِ ألفُ ألفِ مرافئٍ
زفّتْ لنا بُشْرى ربيعٍ يُوْرِقُ
كم موجةٍ حضنتْ شراعَ رسالةٍ
في كلِّ أفْقٍ كانَ ثمّةَ مَشرقُ
من ها هنا فاحتْ طيوبُ حضارةٍ
للعالَمينَ فغابَ جهلٌ مُطبِقُ
كُنّا و ما زلنا زهورَ حديقةٍ
من كلِّ لونٍ ناضِرٍ يتألّقُ
كنّا و مازلنا نمدُّ جذورَنا
في تربةِ الدّهرِ السحيقُُِ فنعمُقُ
فتنوُّعُ الأرواحِ حِسٌّ مُرهَفٌ
و تناسُخُ الأطباعِ داءٌ مُزهِقُ
اللاذقيّةُ لوحةٌ خلّاقةٌ
ألوانُها نَغَمٌ حلا.. مُتَمَوْسِقُ
يا عاشِقاً بلدَ الغريبِ بلَهْفَةٍ
عشقُ الدّيارِ هو الشّعورُ المُطلَقُ
حُبُّ البلادِ شَريعةٌ نسمو بها
من دونها تخبو الحياةُ و تغرَقُ
هذي حروفي مِنْحَةٌ أرجو بها
إرضاءَ محبوبٍٍ يدلُّ ويَرْفُقُ
محمود أمين آغا
الأحد، 14 ديسمبر 2025
اللاذقيةُ..الحُبُّ الأوّل... الشاعر..محمود أمين آغا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق