الأحد، 14 ديسمبر 2025

‏اللاذقيةُ..الحُبُّ الأوّل... الشاعر..‏محمود أمين آغا


 ‏اللاذقيةُ..الحُبُّ الأوّل

‏اللاذقيّةُ دُرُّ حُسْنٍ يَبْرُقُ

‏شمسُ المدائنِ في سمانا تُشْرِقُ

‏تغفو على مَهْدِ الجمالِ بهدْأةٍ

‏و يطيبُ حُلْمٌ بالهناءةِ يُغدِقُ

‏كُنهُ التّسامُحِ جوهرٌ في أهلِها

‏مهما علا غبشٌ يَغمُّ و يُقلِقُ

‏ذوبُ المحبّةِ دافِقٌ في نسغِها

‏يسقي أديمَ الأرضِ روحاً تُشفِقُ  

‏و لَكَمْ عشِقْنا قهوةً في صُبْحِها

‏طابَ الأريجُ و طابَ أنفٌ ينشَقُ

‏في مجلسِ الأحبابِ جوٌّ عابِقٌ

‏يَسعُ العَوالِمَ دَفْقُهُ المُترقرِقُ

‏حاراتُها يزكو اللسانُ بذكرِها 

‏قصصُ الطفولةِ والصِّبا لا تَزْهَقُ

‏ساحاتُها شريانُ قلبٍ عامرٍ 

‏بالدّفءِ تنبُضُ.. بالمَحبّةِ تخفِقُ 

‏حيطانُها تحنو على خُلّانها 

‏تُخفي بداخلها خَواطِرَ تَدْفُقُ 

‏تروي حكاياتِ الأحبٓةِ لهفةً 

‏ذكرى تنامُ و ذكرياتٌ تنطِقُ

‏ما كانتِ الأحْجارُ صُمّاً عندَنا

‏قد يدمعُ الصخرُ الأصمُّ و يعشَقُ

‏و مراكبُ العُشّاقِ ترسو وهْلةً

‏فتدقُّ بابَ الأُمْنياتِ وتطرُقُ

‏أسواقُها .. ريحُ التوابلِ مِسْكُها

‏يزكو الشّذا عَبْرَ المكانِ و يَعْبَقُ

‏شطآنُها مُتنَّزَهٌ يسبي النُّهى

‏يحلو اللقا بينَ الصِّحابِ و يأنَقُ

‏ِمَوْجٌ رخيٌّ ينتشي في لَثْمِه

‏خدَّ الجبالِ كعاشِقٍ يتشوّقُ

‏روحانِ في دُنْيا الجمالِ تآلفَا

‏نِعْمَ العِناقُ و نِعْمَ حُبٌّ يسمُقُ

‏اسمعْ نسيمَ الفجرِ يهمسُ صافياً

‏و كأنّه القلبُ النّديُّ الشّيّقُ

‏و انظر قناطرَها تحنُّ للَمسةٍ

‏كمْ حنّ قلبٌ باللطائفِ يُشرِقُ

‏مدّتْ مآذنُها أكفَّ ضراعةٍ

‏فيها الرّجاءُ و دمعةٌ تترقرقُ

‏هذي المَرابِعُ ألبسَتْ حرفاً شدا

‏أزهى كساءٍ في الأناقةِ يرشُقُ

‏للأبجديّةِ ألفُ ألفِ مرافئٍ

‏زفّتْ لنا بُشْرى ربيعٍ يُوْرِقُ

‏كم موجةٍ حضنتْ شراعَ رسالةٍ

‏في كلِّ أفْقٍ كانَ ثمّةَ مَشرقُ

‏من ها هنا فاحتْ طيوبُ حضارةٍ

‏للعالَمينَ فغابَ جهلٌ مُطبِقُ

‏كُنّا و ما زلنا زهورَ حديقةٍ

‏من كلِّ لونٍ ناضِرٍ يتألّقُ

‏كنّا و مازلنا نمدُّ جذورَنا

‏في تربةِ الدّهرِ السحيقُُِ فنعمُقُ

‏فتنوُّعُ الأرواحِ حِسٌّ مُرهَفٌ

‏و تناسُخُ الأطباعِ داءٌ مُزهِقُ

‏اللاذقيّةُ لوحةٌ خلّاقةٌ

‏ألوانُها نَغَمٌ حلا.. مُتَمَوْسِقُ

‏يا عاشِقاً بلدَ الغريبِ بلَهْفَةٍ

‏عشقُ الدّيارِ هو الشّعورُ المُطلَقُ

‏حُبُّ البلادِ شَريعةٌ نسمو بها

‏من دونها تخبو الحياةُ و تغرَقُ

‏هذي حروفي مِنْحَةٌ أرجو بها

‏إرضاءَ محبوبٍٍ يدلُّ ويَرْفُقُ

‏محمود أمين آغا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق