الأحد، 14 ديسمبر 2025

نَعيشُ على الهوامش... الشاعر...محمد الدبلي الفاطمي


 نَعيشُ على الهوامش


تعدّدتِ المساوئُ بالصورْ

وقد سقط الخريفُ من الشّــجرْ

ولوْلا القرُّ ما ارتعشتْ بلادي

ولوْلا القهرُ ما انْتحرَ البـــشرْ

نعيشُ على الهوامشِ في زمانٍ

به الإملاقُ في وطني انتـشرْ

وحالُ الشّعبِ أصبحَ مُستباحاً

كأنّ النّهبَ في وطنــــي قدرْ

وما نهبُ الشّعوبِ سوى انْحلالٌ

سيذهبُ بالجميعِ إلى ســـقرْ


يُزوّدنا بطاقتهِ الأمـــــــــلْ

فنسعدُ بالذّهابِ إلى العـــــملْ

ومنّا الطّامحونَ إلى المعالي

ومنّا من تشــــبّع بالحِــــــيَلْ

وهذا الفرقُ في الأشخاصِ طَبعٌ

وتربيةٌ يُجسّدُها المـــــــثلْ

فإمّا أن يكونَ الشّخصُ حرّا

يفكّر في الأداءِ وفـــي الأمــــــلْ

وإمّا أن يكون بلا ضميرٍ

يراوغُ في الأداءِ بلا خَـــجلْ


تطبّعتِ النّفوسُ على الطّمعْ

فساد السّحتُ وانتشرَ الجشــعْ

وهذا الطّبعُ شرٌّ مُستطيرٌ

تجدّدهُ الضّلالةُ بالبِـــــــدعْ

وإنّ ثقافةَ التّضليلِ مَكرٌ

بها الإرهابُ ضلّل فاتّـــــــسعْ

ألم تر كيْف صدّقَها شبابٌ

فكانتْ طعْـــنةً لمـــــنِ انْخــــدَعْ

وهذا واقعٌ لا لُبْس فيــــــهِ

يُشخّصُ بالنّوائبِ ما وَقــــــعْ


دعوني أستعيدُ شهيق صدْري

فإنّ الدّهرَ بالأعمارِ يجـــري

أُحسُّ بأنّني مازلتُ حيّاً

ومازال اليراعُ يقودُ فـــــكري

أقاومُ بالحروفِ ضَلالَ قوْمٍ

وكيف سأسْتمرُّ فلســــتُ أدري

وفي عجْزِ الرّقابِ أرى غباءً

تغلغلَ في العقولِ فحارَ أمـري

وما أدري لعلّ الله يوماً

سيُشْعِل شمعةً في جوْف صــدْري


تعثّرَ في ثقافــــتنا اليراعُ

ومنْ أطفالنا انْتقمَ الضّــباعُ

مدارسُنا مَناهجُها استحالتْ

إلى رُقَعٍ يُفـــصّـــلُها الرّعاعُ

وعجْزُ العاملينَ بها فظيعٌ

عواقبهُ يُشخّـــصُها الضّـــياعُ

ألمّ بأسرة التّعليم ضعف

وعنْ تدْريسِها سقــطَ القــــناعُ

ولا أدري متى تصْحو بلادي

وكيف سيرتقي هذا القطاعُ


أضعْنا في مدارسنا الأمانهْ

وفضّلنا التّورّطَ في الخـيانهْ

نعلّم نسلنا لغْواً عقيماً

ونزعــمُ أنّنا نرْعـــــى الأمانهْ

نُلقّنهمْ بلا فهمٍ مُبينٍ

ولا لغةٍ تعينُ علــــى الصّـــــيانهْ

وقدْ دقّ الأسى جرساً مُخيفاً

ودمدمتِ الجــــرائدُ بالإدانهْ

وما التّرقيعُ في التّدريسِ إلاّ

كمهزلةٍ يُرادُ بها الإهـــــــــانهْ


أرى الفقراءَ في وطني عبيدا

كأنّ الفقرَ قد أضــــحى وَعيدا

تراهمْ في الشّوارعِ نائمينَ

وفي كلّ القُرى سَــــترى المزيدا

حُفاةٌ في تنقّلـــــهمْ عُراةٌ

وقد أمسوا بموْطــــننا عديدا

وهذا الوضعُ في الأوطانِ عارٌ

وكارثةٌ ســتُمطرُنا الجليدا

وما لمْ نستطعْ حلّ القضايا

سنبقى في مواطِـــننا عَبــــيدا


محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق