قال الأحوص الأنصاري :
ما عالَجَ الناسُ مِثلَ الحُبِّ مِن سَقَمٍ___وَلا بَرى مِثلُهُ عَظماً وَلا جَسَدا
ما يَلبَثُ الحُبُّ أَن تَبدو شَواهِدُهُ___ مِن المُحِبِّ وَإِن لَم يُبدِهِ أَبَدا
معارضة بعنوان :
الحبُّ لا يخفى ________________________________البحر : البسيط
سبحانَ مَن خلقَ الأكوانَ وانفرد ___بكلِّ حمدٍ وما من حاسدٍ حسدا
إذ قدَّر الحبَّ للأَحياءِ كي يصلوا ___ لكلِّ محبوبةٍ للنفسِ لا كمدا
والقلبُ في كلِّ حالٍ قد يقلِّبُهُ ___ ربٌّ عليمُ بمن في الكونِ قدرشدا
يرنو لكلِّ جميلٍ يعتلي جبلا ___حتَّى يعمِّرَ أرجاءً لها قَصَدا
والحبُّ شابَ أُموراً لن يثمّنَها ___ من كانَ يخلو بأفكارٍ وقد فسدا
لاعاشَ وصلٌ بغيرِ الحبِّ نطلبُهُ ___والشرُّ يبرأُ من حُبٍّ بدا سندا
..................
فالحبُّ يعلو بأرواحٍ لمنتفعٍ ___بكلِّ خيرٍ دعا من كانَ محتشدا
لا بدَّ من عقلٍ يقضي بأحكامٍ ___لكلِّ حُبٍّ جرى كي يهدمَ الجسدا
لا تتعب النّفسَ في صعبٍ تواصلُهُ___كالمستحيلِ إذا ما كنتَ منتقدا
والعشقُ أسوأُ داءٍ قد تجرِّبُهُ___ لا تستطيعُ فكاكاَ منه إن عبدا
سهامَ حوراء في قلبٍ لمحترقٍ ___لم يخفِ آلاماً والكلُّ قد شهدا
ما كانَ مختفياً في قلبِ محترم ___ما عادَ يكتمُ أشواقاً رمت مددا
...................
ثلاثةٌ لعيون الخلقِ ظاهرةٌ ___حبٌّ وحملٌ ومن للعال قد صعدا
في كلِّ عصرٍ نرى من كانَ منسحقاً___بكلِّ عشقٍ وكانَ الوجدُ قد عمدا
وحالَ بينَ وصولٍ للحبيبِ قضا ___من كلِّ عاداتٍ للأَهل لا سعدا
من باتَ ينشرُ أشعاراً يُوثقها ___قلبُ المحبِّ وما من صادحٍ سمدا
لو غضَّ من بصرٍ ما باتَ منشغلاً ___بأيِّ حبٍّ بدا في عينِ من فقدا
صلَّى الإلهُ على الهادي ومن سننٍ ___أنَّ الحياءَ قرينٌ للَّذي حمدا
...................
السَّبت 30 جماد أوَّل1444ه
24 ديسمبر 2022 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق