*صفاءُ نفس*
أسقيتَني يا دهرُ كأسَ سلافِ
وتركتَني أمضي بغيرِ عفافِ
حيرانةٌ منّي الدموعُ بوجنتي
أتسيرُ في وجهي بلا مجدافِ
إستنّتِ الأيامُ قبلَ أفولِها
ودفنتُ منتقمًا سنينَ عجافِ
لكنّما حَوِلت عيونُ محبِّها
فوجدتُها تدعو إلى إيقافِ
في مهجتي ذُكرت معارفُ ربِّنا
فوجدتُها كالزرعِ يومَ قطافِ
بل سرتُ متّجهًا لذاتٍ أغمرت
سيبًا فغطّت في اللظى استضعافي
كرمٌ تعدّى ما تجودُ نفوسُنا
أنا في غنًى من كاملِ الأوصافِ
أنا قد خلعتُ بلا جحودٍ نزعتي
فأنا الفقيرُ المستكينُ الحافي
قد جئتُ أسعى في الصلاةِ بمهجتي
لأُتمَّ قبلَ لقائنا تطوافي
أنا مُثبتٌ عدلَ الإلهِ وعفوَهُ
أنا عنك ما لا ترتضيهِ النافي
أنا مستحٍ لمّا أعد بخطيئتي
فوجدتُ دمعاتٍ على إسرافي
أنا مثقلٌ من ذي الهمومِ فخلِّني
ألقِ إليك بما أتت أكتافي
أنا مرهفٌ في الودِّ ليس يشوبُهُ
دنسٌ ليعلو عندهُ ارهافي
أنا قد شربتُ من الكتابِ كلامَهُ
فرُويتُ من يس والأعرافِ
ذا الشوقُ يبقى في فؤادي لم يغب
أبدًا وما جُردتُ عن أحنافي
بل حنَّ قلبي للذينَ عرفتُهم
قد حنَّتِ الأعضاءُ للأسلافِ
فعدلتُ أحرثُ زيزفونَ تمرّدي
وأزيلُ ما غطّيتُ من أزيافي
فحزمتُ حبّي مذ طويتُ تولّهي
كيما ألوذُ بعزِّ عبدِ منافِ
وإليهِ حجّت ما حييتُ أواصري
وببابهِ نُحرت جميعُ خرافي
وقفوتُ أنثرُ ما استطعتُ بلاغةً
لمّا ابتدأتُ عقفتُ حرفَ القافِ
وقفوتُ أنظمُ من بديعِ فصاحةٍ
وأعدُّ في طه النبيِّ قوافي
فخليَّتي انفجرت فبانَ بأنّني
ذو فطرةٍ ضُربت على أليافي
لأطيرَ في كنفِ النبوةِ آمنًا
قلبي يرفُّ كطائرِ الرفرافِ
لك أثمرت حتى يدايَ بسيبِهِ
والآن تعجزُ شكرُهُ أطرافي
أتحفتُ فضلًا من كثيرِ عنايةٍ
وعمرتُ حتى قد علا اتحافي
صفتِ النفوسُ وما بها من كدرةٍ
فلقد تنقَّت في المعينِ الصافي
وبحبِّ آلِ المصطفى لم يرتعد
خوفًا فؤادي أو تُردَّ صحافي
فإذا دنا لهبُ السعيرِ وأحرقت
قدماي ما فتروا على إسعافي
وتركتُ خلفي ما كرهتُ قدومهُ
ورميتُ دون ندامتي استسخافي
فأنِفتُ أن أمضي وأهبطَ خاسرًا
ورجعتُ أحملُ للعلى استئنافي
وهناكَ أحصدُ ما زرعتُ مودةً
فاللهُ في عهدٍ أشارَ يوافي
بقلم سيد حميد عطاالله الجزائري
السبت، 6 مايو 2023
*صفاءُ نفس*بقلم سيد حميد عطاالله
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق