الاثنين، 15 مايو 2023

((دموع الفراق)) الشاعر..عبدالملك العبـَّادي


 ((دموع الفراق)) 


قصيدة رثـاء في المنتقل إلى رحمة اللّه 

تعالى العارفِ بالله الشيخ نـاصر بن صالح

 بن أحمد بن قاسم العبـَّادي رحمه الله 

وغفر له وأسكنه فسيح جناته.

                   *   *   *   


هَدَّني الخطبُ، واحتواني الرِضَاء

إذ  هَدَانِـي  إلى  الصوابِ  القَضَاء


مالكُ  الملكِ  جَــلَّ  شأنـًا   تعـالى

مَنْ لـهُ الحكـمُ  ينتقي  مَنْ  يشـاء


يـا   إلـهـي   وخـالـقي   وملـيـكي

أنتَ حسبي ، وفيكَ طـابَ الرَجَـاء


ضيفُكَ  اليـومَ  خـيـرُ  عَـبْـدٍ  تقيٍ

نـاصـرٌ   مَنْ  بـهُ  استنـارَ  الفَضَـاء


قـد  عـرفـنــاهُ  ذاكـــرًا  ومُـحِــبـًا

وجــوادًا   يُـدْعَى  إلـيـه  الـعَـطَـاء


كـانَ فـجـــرًا مِنْ الـكـتــابِ مُضيًا

قبـسٌ  لـاحَ  في  الـوجـودِ  ضِيَـاء


كـانَ بــدرًا  لـلـســائــريـنَ  مَـنــارًا

يقتفي   ضوءَهُ   الـمـريـدُ   اهتدَاء


أيُ  خطبٍ  قد  حــلَّ  بينَ البـرايا

بِـمُـصَـابٍ   تـبـكي   ذُرَاهُ   السمـاء


عـانقتْ روحَـهُ الـسحـابُ فجـادتْ

بـدمـوعٍ  حتى  استـطـابَ  الـثَـرَاء


جـاءَهُ الـمـوتُ فـاسـتـجـابَ ولـبَّـى

وأجــابَ   الـنِـدَاءَ   نـعمَ   الـرِضَـاء


أيـها   الـراحـلُ   الـهـمـامُ   المُغطى

فـاز  فيـكَ  الـثـرى، وفـازَ  الـكِسَـاء


أظهرتْ   شَوقَـهَا   إلـيـكَ   فضمّتْ

كـلَ  عضوٍ  مِنْ  جِسْمِـكَ  الـغَـبْـرَاء


هـذهِ   إبُّ   والـشِـعَــابُ   وسَـورَق

أجهضَ   الدمعُ   عينَـهَا   والـبُـكَـاء


صوتُهَا  في  السماءِ  يعلـو  نحيـبـًا

وعـلـيـها   مِنْ   الـذهـولِ  الـغِـشَـاء


قد  تـداعَى  مِنْ  حزنِـهَا  كـلُ  شبرٍ

وتشظتْ   مِنْ   كــربِـهَا   الأحـشـاء


فـاخـلُـفِ ”اللّهُ“  فـقــدَهُ   بِــهُــدَاةٍ

مِنْ أولي الـرشــدِ مِنْ بَـنِـيـهِ الإبــاء


مَنْ  لهم  في  التُقى  ثـبـاتٌ وعـزمٌ

وعُــلــــومٌ   وهِــمَـــةٌ   وارتِـــقَــــاء


واجـعـلِ  الخـيـرَ  فـيـهـمُ  يـا  إلهي

واهـدِهـمْ   لـلـتـي   إلـيـها   الـهُـدَاء


واشمـلِ  اللّهُ   مِنْ   اتــاكَ   بـعـفــوٍ

وأنـلــه   مِنْ   الـعـطــا   ما   تـشـاء


وخـتـامـًا   صـــلِ  وســلـــم  دوامًا

ما  همى  الغيث أو  أُجيبَ  الـنِـدَاء 


وعلى  الـتـابـعـيـنَ   والآلِ  جـمـعـًا

وعلى  الصحبِ  ما  تـراءى  الـبِـنَـاء


عبدالملك العبـَّادي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق