زمامُ السنين
لاينبغي ألّا يقومَ سلامُ
إذ كيفَ تنشرُ فتنةٌ وظلامُ
لم تضطجع بعدَ المظالمِ أعينٌ
مافي المواجعِ علّةٌ ستنامُ
بل سوِّيت بالأرضِ كلُّ عزيزةٍ
وتعثّرت حتى هوت أحلامُ
ما أُبعدت عن ذي الجراحِ مخالبٌ
وتصيبُ أفئدةً تبادُ سهامُ
وحفرتُ بئرًا كي أمكّرَ بالجوى
وبه زللتُ وزلّتِ الأقدامُ
أحببتُ أن أسقي المكارمَ من يدي
فلعلَّ جني إن جنيتُ وسامُ
لأخُطَّ حتمًا إن بدأتُ مسلَّتي
وتعيدُ هيكلةَ المنى الأقلامُ
فرفعتُ أغصانَ السلامِ ورفرت
نفسي ليهدرَ في الضلوعِ حمامُ
فرفعتُ ساريةَ التحدّي مُبحرًا
نحو النجاحِ فلا تحطُّ الهامُ
وهناك في لبِّ الفؤادِ أحبةٌ
فكأنّهم وسطَ الوريدِ أقاموا
ونبذتُ في عامي الكثيرَ من الأسى
ونبذتُ من غرقوا هناك وعاموا
في العيشِ نجترحُ الخطيا دفعةً
ويُسبُ دهرّ ما بغى ويلامُ
لتموتَ أزهارٌ غُرسنَ على اللظى
ويموتَ في غمدِ البسولِ حسامُ
حقبٌ تمرُّ وما تزالُ عريشةٌ
في الأرضِ يُلحقُها الأذى الأقزامُ
ومنارةٌ سقطت بكفٍّ كبَّرت
وعلى الرفاتِ تجمّعَ استفهامُ
وعلى الدماءِ جماعةٌ قد كبّروا
فيؤمُهم في وسطهنَّ إمامُ
تحتَ الركامِ ملائكٌ لم ينتهوا
صلّى عليهم كي يُتمَّ ركامُ
لم أستطع عدَّ القبورِ بمفردي
كعديدِ نجمٍ أو حصًى أيتامُ
حتى الصحابةِ لو تجلّى صنعُنا
لرأيتَهم منذُ البدايةِ هاموا
وإذا افتتحنا للعوالمِ منهجًا
لكن بهذا قد يسوءُ ختامُ
عجزت لوصفِكَ يازمانُ قصائدي
واحتارَ في تصويركَ الرسّامُ
إذ كيفَ تجتمعُ المحاسنُ عندنا
وتجيءُ منّا سبةٌ وأثامُ
نُحي بذلكَ إفتقارَ نفوسِنا
فلأجلِ هذا قُتِّلت أنعامُ
نورٌ تشعشعَ واستضاءَت أنفسٌ
من عند ربي واستذلَ حرامُ
من صالحٍ فخذِ الهدايةَ وابنِها
ما خابَ من ثبتت به الاقدامُ
نفضت ملايينُ السنينِ جلاوزًا
وانزاحَ عن عينِ البريءِ رُكامُ
وقطعتِ يا أعوامُ حبلَ وصالهم
وجعلتِ معشرَهم بذاك يضامُ
ونكثتِ عودًا في الزمانِ وحفنةً
ظلَّت يلاعبُها هناك حطامُ
ودفنتِ أكوامَ الجبابرِ فانتهوا
بينَ الصوالحِ والطلاحِ خصامُ
ومحوتِ أغلبهم بوقتٍ ثابتٍ
وبذاكَ أضحى في يديكِ زمامُ
فبرئتِ من صنعِ الطغاةِ وإنّكِ
في ثورةٍ لاشكّ منكِ تقامُ
بقلم سيد حميد عطالله الجزائري
الاثنين، 15 مايو 2023
زمامُ السنين...بقلم سيد حميد عطالله الجزائري
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق