الاثنين، 8 مايو 2023

اصْبِرْ عَلىٰ الْمُرّ.. الشاعر... حافظ لفتة عباس


اصْبِرْ عَلىٰ الْمُرّ.. 


هُناكَ ضدّان قَدْ يُؤذي اجْتِماعُهُما

       حُلْوُ الَمَذاقِ وَطُعْمُ الْحَنْظَلِ الْمُرِّ


تُمْنىٰ بُكارِثَةٍ إنْ رُمْتَ جَمْعَهُما

          هٰذا يُسِرُّ وَذا فيهِ الْأذىٰ يَسْري


الْمَرْءُ في مَأْمَنٍ مادامَ  بَيْنَهُما

         وَ لَوْ يَميلُ فَلَنْ يَنْجو مِن الْضَرِّ


فَكُنْ عَلىٰ حَذَرٍ في السيْرِ إنْ كَثُرْتْ

          فيهِ الْمَطَبّات لا تُبْطِئْ وَلا تَجْرِ


كَفارِسٍ في الْوَغىٰ لَنْ يَخْلو مِنْ خَطَرٍ

            إنْ لَنْ يَرىٰ فُسْحَةً للكرِّ والفرِّ


فَاصْبِرْ عَلىٰ الْمُرِّ وْاجْرَعْ كَأْسَهُ مُضَضاً

           عَسىَ يَقودُكَ حَرّ الصبْرِ لِلْنَهْرِ


الصبرُ نهرٌ غَزيرُ الْماءِ ذو سِعَةٍ

          لديه تطفئ قَسْراً جذوة الجمرِ


في ضِفَّتَيْهِ نَسيمٌ طَيّبٌ عَذِبٌ

        حُلْوٌ جَميلٌ يُزيلُ الْهَمَّ في الصّدْرِ


وَكُلّما اسْتَنْشَقَتْ أطْيابَهُ رِئَةٌ

             النّفْسُ تَسْعَدُ وَالدُّنْيا بِلا وِزْرِ


اصْبِرْ فَفي الصّبْرِ ما يُشْفيكَ مِنْ وَجَعٍ

    فَهْوَ الدّواءُ لِضيقِ الْنَفْسِ في الْعُسْرِ


لِرُبّما في ظَلامِ الْلَيْلِ بارِقَةٌ

      تُهْدي خُطاكَ لِدَرْبِ الْخَيْرِ وَاليُسْرِ


عَساكَ بِالصَّبْرِ إنْ هاجَتْ عَواصِفُها

              وَبِتَّ في فَزَعٍ من ثَوْرَةِ الْبَحْرِ

 

تَرىٰ لَدىٰ الْمَوْج ما  يُنْجيكَ مِنْ غَرَقٍ

              لَدىٰ بَقِيَّة جِذْعٍ عائِمٍ يَجْري


     حافظ لفتة عباس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق