@@@ رحلة سنوية @@@
دُرَرٌ حروفي بالجَمَالِ مُطَهّمَةْ
وَبِرَوعَةِ القافِ المُؤَبْجَدِ مُفْعَمَةْ
ونِظَامُها نَسَجَ الخَيالَ بِمَتْنِهِ
صُوَرَاً منَ الضّوءِ المُعَتَّقِ مُلْهَمَةْ
نُسِجتْ على نَسَقِ الخَليلِ وََنَهْجِهِ
مَسْبوكَةٌ مَوزونَةٌ وَمُعَلّمَةْ
صِيغَتْ كألْماسِ العَقيقِ تَسَلْسُلاً
كالعِقْدِ في عُنُقِ الفَتَاةِ المُسْلِمَةْ
فإذا نَظَرْتَ إلى القصيدةِ نَظْرةً
أنْسَتْكَ بَدْرَ الليلِ ذاكَ وأنْجُمَةْ
وكَأنَّها فوقَ القُصورِ مَنارَةٌ
وَخَريدَةٌ وسَطَ المُلُوكِ مُنَعَّمَةْ
نَظَرَتْ إلى الأُفُقِ البعيدِ بِفِطْنَةٍ
وَحصَافَةٍ تَجْلو الخُيوطَ المُظْلِمَةْ
فَرَأَت منَ الأهْوالِ ما صَعَقَ النُّهَىٰ
وَرَمَىٰ الفؤَادَ مِنَ القذائفِ أَسْهُمَهْ
وتَشَظَّتِ البَدَنَ العَليلَ كَوارثٌ
سَقَطَتْ على جِسْمِ العُروبَةِ مُبْهَمَةْ
يمَنُ العروبةِ والخُطوبُ تَحُفُّهُ
منْ كلِّ حَدْبٍ والمَواجِعُ مؤلِمَةْ
فَقْرٌ وحَرْبٌ وانقِطاعُ رَواتِبٍ
وطُفولَةٌ ضاعتْ وأُسْدٌ مُلْجَمَةْ
أَثْقَلْنَ ظهرَ الرَّاسِياتِ تَحَمُّلاً
إذْ كيفَ يحمِلُها الضّعيفُ بِأَحْزِمَةْ
والشامُ كَلْمَىٰ والزلازلُ أكمَلَتْ
وَجَعَ القلوبِ الباكياتِ المُعتِمَةْ
والمغربُ العَرَبيُّ أَسْلَمَ روحَه
لِحَوادثٍ صَرَعَتْ شُعوباً مُعْدَمَةْ
وأتتْ براكينُ الرَّدَىٰ تَجْتثُّها
حِمَماً تسيلُ على البِنا المُتهدِّمَةْ
وغَزَتْ أعَاصيرُ الدّمارِ عَرينَنا
في ليبِيا قَبلَ العُطاسِ وهَدّمَهْ
والتُّرْكُ زلزلَها الرَّدَىٰ بزلازلٍ
جَعَلَتْ قلوبَ المسلمين مُحَطّمَةْ
يا أيها الأَتْراكُ إنَّ قلوبَنا
قبْلَ الدُْمَوعِ تَنوحُ دونَ مُقَدِّمَةْ
وَسَكَتُّ يا ألَماً تَموضَعَ في دَمي
وسَرَىٰ يبُثُّ سُمومَهُ.. ما أجْرَمَهْ
لكِنْ سُكوتيَ لَمْ يَدُمْ إلّا كمَا
يَغفو المُوَجَّعُ والعُيونَُ مُتَيّمَةْ
فَسَكَتُّ كي أَرْعىٰ النجومَ وأهتدي
وأَصِفُّ حَرْفَ قصيدتي كي أنْظِمَهْ
وأَتُوهُ في غَزّ العَظيمَةِ أَسْطُرَاً
تُوحي بِرِفْعَةِ مَوْطِنٍ ما أَعْظَمَةْ
يا غزّةً صَرَخَ اليَراعُ وأَحْرُفي
زَأَرَتْ كَأُسْدٍ في الوَغَىٰ مُتَبَرِّمَةْ
فَوَهبْتُكِ الحُبَّ الكَبيرَ بَقَصّتي
وَلَقَدْ كَتَبْتُكِ بالحُروفِ المُعْجمَةْ
يَا سائلي كُلُّ الخُطوبِ تَهونُ في
خَلَدِ الرّجالِ العارِفينَ المُلهَمَةْ
وتَهَونُ كلُّ قضِيَّةٍ مهما طَغَتْ
ودَهَتْ شُعوباً في المَصائبِ مُرْغَمَةْ
وتَهُونُ في الدنيا الرّزايا كلُّها
مَهما تكنْ في الحالكاتِ مُنَظّمَةْ
إلّا قضِيَّةُ غَزَّةَ العُظمَىٰ التي
رَمَتِ اليَهودَ بنارِها المُتَقَدِّمَةْ
طوفَانُها زَرَعَ الرَّدَىٰ بِقُلوبِهم
وأذَلَّ رأسَ العَاهِراتِ المُجْرِمَةْ
أمْريكَةَ الشَّرِّ المُؤَبّدِ في الورىٰ
وَذُيولهَا ورُوَيْبِضاتِ الأَنْظِمَةْ
وَأذاقَ حِلْفَ الرّومِ في ثَكَناتِهِ
كأسَ الهَوانِ ومَنْ طَغَىٰ وَتَزَعَّمَةْ
ستعيشُ يا شَعْبَ الأُبَاةِ مُكَرَّماً
وَتَعيشُ غَزَّةُ في القلوبِ مُكَرَّمَةْ
تتَعاقَبُ الأعْوامُ إذْ عَامٌ قَضَىٰ
وأتَـىٰ جَديدٌ والبَشائرُ قَيِّمَةْ
وَتَلُوحُ في أُفُقِ المَجَرَّةِ رَايَةٌ
كالشمسِ بالنَّصْرِ المُؤَزّرِ مُفْعَمَةْ
عيسى دعموق الأشول
2023/12/30م
2024/1/1م
الخميس، 2 يناير 2025
@ رحلة سنوية @شعر..عيسى دعموق الأشول
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق