تساؤلات شاعر
نأى إلفي ولستُ أراهُ آبا
أعاتبُهُ على أملٍ عتابا
وكم أدنو وكم ينأى كثيرا
أناديهِ وكم يأبى الجوابا
ويسمعني ولا يُبدي اهتماما
وهل ترك الغرور له صوابا؟
أعاتبهُ وهلْ يُجدي عتابٌ؟
وأسألهُ المودةَ ما استجابا
أُذَكِّرُهُ بماضي الأمسِ دَوْمًا
وأنشدُ فيهِ أمْسَهُ والشبابا
فيأبى العوْدَ رغمَ دموعِ عيني
أنا البكَّاءُ وازددتُ انتحابا
وأطلبُ منْهُ عَوْدا بعدَ هجرٍ
ورغمَ الهجرِ ما أغلقتُ بابا
ولا يعنيهِ دمْعٌ شَقَّ خدًّا
كأنَّ الودَّ يُغْتَصَبُ اغتصابا
وكيف نلوم يَمًّا فيهِ غَرقَى؟
أليسَ نلومُ من شقَّ العُبابا؟
وكم حُمِّلْتُ من أوزارِ خلِّي
وكم يعصِي ولا ألفيهِ تابا
عن الهجرانِ ليته ما تناءى
فكيف ألومُ إلفا قد تغابَى؟
تناسَى الودَّ لم يُبْدِ اعتذارًا
ويأبى الوصلَ لم يبدِ اقترابا
كأني النارُ يخشاها وينأى
وكم أشتاقُ من يخشَى العذابا
أنا الملتاعُ مِنْ وَجَعٍ أعاني
وكمْ أدمنتُ من ألَمِي العذابا
ولو أخطأتُ ما أخفيتُ عيْبًا
ولستُ أخافُ لَوْمًا أو عقابا
وأهلُ الوُدِّ لا يأبوْنَ وصلًا
وأهل الوصلِ كم ذاقوا الرضابا
فعفوًا منك يامَنْ بعْتَ وُدِّي
فهلٓ يرضيكَ نزادادُ اغترابا؟
نلومُ النارَ إذْ زادتْ أُوَارا
وليتَ نلومُ مَنْ ألقَى الثِّقابا
وكمْ في الناسِ مَنْ بَشَرٍ مُعَنَّى
وسيفُ الصدِّ كم أحنَى الرِّقابا
وأهلُ الودِّ كَمْ ظُلِمُوا كثيرًا
وأهلُ الصدِّ. قد ملكوا الرِّكابا
فكيفَ يُلامُ مذبوحٌ بِصَدٍّ
وليسَ يُلامُ من غلبَ الذئابا؟
وكم في الليلِ مِنْ سُهْدِ التمنِّي
وكم يشتاقُ مَنْ فقدَ الصحابا
وكم في القلبِ آمالٌ تسامَتْ
تكادُ تطالُ بالوهمِ السحابا
فهل لليلِ شمسٌ في دجاهُ؟
فكيف تروم في الشمس الضبابا؟
وكيف تطالُ نجما في علاهُ
وأنت الغِرِّ تلتحفُ الترابا؟
تظن الدرَّ سَهْلًا مُستباحًا
فأنتَ تعيشُ وهما أو سرابًا
خيالُ النفسِ وهمٌ ليسَ يُجدي
فكيفَ تطيرُ مُمْتَطِيًا عقابا؟
فأينَ الودُّ مِنْ إلفِ بعيدٍ؟
وكيفَ أرومُ مَنْ يأبى الإيابا
أنا ماكنتُ رهنًا لانتظارٍ
لإلفٍ غابَ كم عشقَ الغيابا
فكيفَ أزُمُ ماءً من بخارٍ؟
أتَى كالطَّلِ وانسكبَ انسكابا
مَحاقُ البدرِ لا يبقَى طويلّا
أتاهُ الصبحُ فاحتجبُ احتجابا
الطائر المغادر
د.ممدوح نظيم الشيخ
طملاي في ٣٠/ ١/ ٢٠٢٤
السبت، 1 فبراير 2025
تساؤلات شاعر... الشاعر..د.ممدوح نظيم الشيخ
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق