للموتِ طَعْمٌ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
أسْتَسْهِلُ الموتَ كي أحظَى برؤيَتِهَا ... سِحرٌ تَمَثَّلَ في عينَيهَا يَجْذِبُنِي
لو شِئْتُ أسبَحُ في أمواجِهِ فأنا ... لستُ المُغامِرَ بالتَّأكيدِ يَغْلِبُنِي
الفجرُ يُشرِقُ في ضوءٍ لِيَعْكِسَهُ ... في موجةِ العشقِ حرفًا صارَ يَكْتُبُنِي
أحتاجُ مَيْلَكِ صَوبِي كلّما هَجَعَتْ ... مِنِّي مُيُولٌ, فهذا المَيلُ يُطْرِبُنِي
ما زلتُ أطمعُ في فَوزٍ أُحَقِّقُهُ ... وَصلٌ يُدَاعِبُ أحلامِي ويُلْهِبُنِي
ليتَ الأمانِي تَخَلَّتْ عَنْ هَوَاجِسِهَا ... جاءتْ لِواقِعِ أيّامِي تُوَاكِبُنِي
أسْتَسْهِلُ الموتَ حَقًّا دونَما وَجَلٍ ... إنْ مُتُّ فيها فَمَا مَوتٌ يُعَذِّبُنِي
بِالموتِ حَظٌّ أكيدٌ في مَشارِفِهِ ... أحيَا سعيدًا بروحِ الحَظِّ يَطْلُبُنِي
أحتاجُ شَمسًا بِطُولِ العُمرِ تُدْفِئُنِي ... في نَسمةِ الطِّيبِ بِالإنعاشِ تَصْحَبُنِي
هذي مَزايَا خِصالٍ كُلُّهَا عُرِفَتْ ... عَنْهَا وشاعَتْ فكانَ الكُلُّ يُعْجِبُنِي
للمَوتِ طَعْمٌ متى كانتْ لهُ سَبَبًا ... إذْ فيها سِحْرٌ وإطرابٌ يُذَوِّبُنِي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق