الأحد، 4 ديسمبر 2022

* من طلاسمِ الحياة*بقلم سيد حميد عطاالله طاهر


 * من طلاسمِ الحياة*


قم داوِ لي ياخلُّ بعضَ جراحي 

فلقد غرقتُ اليومَ في أشباحي


ألقيتُ في الزمنِ العتيقِ إرادتي 

فتكسَّرت مما رُمي ألواحي


فشممتُ عطرًا قد تناثرَ حينما 

مُزجت بداياتي مع الأملاحِ


أمسيتُ أذرفُ في ظلامٍ دامسٍ 

من وجنتيَّ دُميعةَ المصباحِ


أنا لم أزل بلحًا بعثقٍ باسقٍ

أنا لم أزل ظلًّا على التفاحِ


أنا قد خسرتُ فما تدومُ تجارتي 

لمّا جمعتُ من الثرى أرباحي


ولقد تعبتُ فكم أطبِّبُ ما بدا 

مني وما حملتهُ منكم راحي


في لجَّةٍ ظلماءَ أكتبُ طلسمًا 

فجعلتُها سوداءَ مثلَ وشاحي


هيّا احيي لي بعضي فبعضي ميِّتٌ 

منذُ القديمِ أعاني من ذبَّاحي


بالفأسِ أحفرُ في انتصارٍ علَّني 

من بطنِهِ أستلُّ منه نجاحي


في ورقتي البيضاءَ أكتبُ فرحةً

لكنّها انقلبت إلى أتراحِ


قلتُ احيني بعضي تبدَّدَ في الثرى 

فأنا أسير مخرَّبَ الأرواحِ


في الأمسِ كنتُ كزهرةٍ عبقت هنا 

واليومَ زهري صارَ غيرَ فواحِ


ولقد كتمتُ بعظمتي سرًّا غدا 

والجرحُ يكتمُ ما أرادَ صياحي


من نهرِها اللاوردِ تشربُ مهرتي

فمتى تميلُ لنهريَ الضحضاحِ


عنُقي بسيفِ الظالمينَ ورمحِهم

فإلى متى أنقادُ للسفّاحِ


من ضحكةٍ سوداءَ باتت في يدي 

لم تمتزج في بسمتي ومزاحي


في الرملِ أبني قلعةً عفويةً

فتهدُّها للقاعِ نفخُ رياحِ


الشمسُ تمرضُ والنجومُ تعودُها

والليلُ يطعنُ بالثقيفِ صباحي


ألبستُ ماضيِّ القديمِ تفكّرًا

وأخذتُ خيطًا كي أخيطَ سراحي


أنا لا أقاتلُ أو أجورُ وأعتدي 

واريتُ في الشفقاتِ جلَّ سلاحِ


قد رحتُ أجمعُ دمعةً حرّى ولن

يبقى بما أجريتُ في الرحراحِ


أنا مثلُ دجلةَ والفراتِ تدفُّقي 

ويداي مثلُهُما فغيرُ شحاحِ


حتى أمطتُ عن العطاءِ لثامَهُ 

وجعلتُ بابي دونما مفتاحِ


أنا غيمةٌ مطرت قلوبَ أحبةٍ

وسقتهُمُ بالطيبِ والقداحِ


ولقد صحوتُ ولم أزل في غفوةٍ

فمتى ستوقظُني إذن ياصاحِ


بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق