الخميس، 15 ديسمبر 2022

إذا هجمَ الشّتاءُ... بقلم الشاعر..يونس ريّا


 إذا هجمَ الشّتاءُ و أنتَ أعزلْ

وهاجَ البردُ مثلَ الذِّئبِ أقبَلْ


وليس لديكَ وَقْدٌ أو رصيدٌ

و لا في مُنْجزاتِكَ ما يُؤمَّلْ


ولا  الآمالُ تُنْبِئُ  بِانفراجٍ

ولا يُبنى عليها أو يُعوَّلْ !


و لاتدري إلامَ الأمرُ يُفضي ..!

و أنتَ مُقيّدٌ بالهمِّ مُثقَلْ


وباتَ النّاسُ في هرجٍ و مرْجٍ

و في أعماقِهمْ رعبٌ تَغلغَلْ ..!


وصارَ القلبُ محزوناً يُعاني

هواجسَ ما تكبّدَ أو تحمّلْ ..!


و طيفُ الظُّلمةِ الكأداءِ أرخى

ستائرَهُ و جِنحُ الليلِ  جَلجَلْ


و نبضُ العروةِ الوثقى تَسامى

عنِ الغاياتِ ، في حذرٍ تَملمَلْ 


و بِتَّ كفارسٍ ألقى سِلاحاً

تَخلّى عن حصانٍ أو تَرجّلْ


فكُفَّ  عنِ  التّندُّبِ و لْتُثابرْ 

بِجدٍّ كي تصيرَ الحالُ أفضلْ 


و ما غير  التّصبّرِ  و التّأسّي ؟

بِمقدورِ الورى وعساهُ يَفعلْ !


لعلّ الصّبرَ  يُجدي ذاتَ يومٍ

و يُؤتي أُكْلَهُ إنْ لمْ يُفرمَلْ ..!


ولكنْ لنْ يُفيدَ الصّبرُ فيما

 إذا معناهُ أُجهِضَ أو تَرهَّلْ


ولنْ يُجدي التّواكلُ دونَ سعيٍ

لأنّ العبدَ يُنصَرُ  إنْ تَوكّلْ .. !


كما أنَّ التّوكّلَ  باتَ "طِرحاً "

فقدْ فقدَ العزيمةَ إذْ تَحوَّلْ


وليسَ يُفيدُ مَنْ يرجو خلاصاً

سِوى حظٍّ ، و معجزةٍ تُنزَّلْ ..!


ألا ياصاحِ  لِلمولى  تَضرَّعْ

إلى أسمائهِ الحسنى تَوسَّلْ


فَعِندَ اللهِ ليسَ يضيعُ حقٌّ

ومنْ يطلبْ حِماهُ فليسَ يُخذَلْ 


سيَحفظُ مَنْ يلوذُ بهِ و يرعى

فما يوماً قلى أو كانَ أهملْ ..!


و مَن يَكُنِ  الإلهُ  لهُ شفيعاً

يَصلْهُ العونُ والإمدادُ يُرسَلْ


فإنْ أنتَ التجأتَ إليهِ تَظفرْ

بِدعمٍ إنْ يَشاْ الرّبُّ المُبجّلْ 


وأمرُكَ يَنقضي  مِن بعدِ عُسرٍ

وشأنُكَ يَرتقي مِن غيرِ مَحمَلْ


تَرقّبْ في المدى  فرَجاً قريباً

-و لا تَجزعْ - وبِالبشرى تَأمَّلْ


فَخيطُ الشّمسِ حِيكَ بِنبضِ قلبٍ

-على ظلمٍ جرى - الأستارَ أسدَلْ 


غداً تصحو الضّمائرُ ثمّ تَصفو

نفوسُ النّاسِ و الأفكارُ تُصقَلْ


و تُسْتَجلى ذواتُ البينِ حتّى

يُصارَ إلى رفاءٍ  لا يُهلهَلْ ..!


و يُستَغنى عنِ الأحقادِ ثمَّ الْ

خلافاتُ التي علقتْ تُرَحَّلْ ..!


فَعَجِّلْ ما يُعجَّلُ  مِن  أمورٍ ..

و أجِّلْ -إن توجّبَ- مايُؤجَّلْ !


و لا تَحكمْ على أمرٍ سريعاً

وقبلَ البتِّ في فتوى تَمهّلْ ..!


وإنْ ضاقتْ بكَ الأسبابُ ذرعاً  

تَرفّقْ في حديثِكَ أو تَجمّلْ


و من أجلِ  الوصولِ إلى خلاصٍ

ألا "اعقِلْها ، على المولى تَوكّلْ"


ولا تَبخسْ حروفَ النّورِ حقّاً

فمِنْ صهبائها الأرواحُ  تَثمَلْ .

—————————————

يونس ريّا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق