الأحد، 4 ديسمبر 2022

***دُمُــــوع***الشاعر..محمد إبراهيم الفلاح


 ***دُمُــــوع***


عَينَيَّ جُودا بِما في القَلْـبِ مِن ألَـمٍ

تَكادُ مِن وَطئِـهِ الأوتارُ تَنْتَحِـبُ


إنَّ الدُّمُـوعَ كما الصَّخْـرِ انْبِجاسَتُـها

لو فُجِّـرَتْ ماهَـتِ الأغـوارُ وَالسُّحُـبُ


مِن مائِها الملحِ تَروي العَينُ أودِيَـةً

صارتْ مِن الملحِ أصنامًا لها لَهَبُ


إنَّ الدُّموعَ إلى الإحساسِ مَرْجِعُها 

يا لَوعَـةَ القَلـبِ مِنكِ الدَّمْـعُ يَنْسَكِـبُ


فيا أخا النَّوحِ إنَّ الدَّمعَ مُدْرِكُنـا 

كَسَهْـمِ مَوتٍ بِـهِ نُرمَى فلا عَجَـبُ


فَقُـلْ لِمَنْ قد رأى في الدَّمعِ مَنْقَصَةً

أما اعْتَراكَ الجوى أو ذُقتَ ما الرَّهَــبُ؟


جِئنا إلى الأرضِ في دَمْعٍ وفي كَبَــدٍ

أَقدارُنا سُطِّـرَتْ... لِلدَّمْعِ نَنْتَسِـبُ


وَلو أتَيْنا بِغيرِ الدَّمعِ في بَشَــرٍ

سالتْ دِماءً إذا ما مَسَّنا وَصَـبُ


لَكنَّهُ الوَعد.. في دُنياهُ يَكْتَئِـبُ

هذا الَّذي في رَحى الأقدارِ يَنْسَـرِبُ 


كُلُّ الَّذين عَمُوا... عَن غَيبِهِـمْ حُجِبُوا

في غربةٍ ليس إيَّاها الوَرى اجْتَنَبُـوا


أيا صَفاءَ اللَّيالي كَيفَ تُكتَسَـبُ

أمْ تلك أُسطُورَةٌ عنها الوَرى جُنُبُ

ماهت: كَثُرَ ماؤها أو ظهر 

 النَّوح: الصراخ والعويل في البُكاء

رَهَب: 

وَصَبُ: وَجَع   يَنسَرِبُ: اختبأَ في مَخبَئهِ أو دخلَ في 

جُنُبُ: بَعِيدون


محمد إبراهيم الفلاح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق