الصلح المنتظر ____________________البحر : الوافر
لقد طالَ الخصامُ ألا أراكا ___وأنتَ تهيمُ في بعدٍ جفاكا
وذاكَ القلبُ يرنو كلَّ يومٍ ___بكلِّ تفاؤلٍ يدني نواكا
لقد صهلَ الحصانُ على شفيرٍ ___ رأى في دربِهِ ظلَّا سواكا
ومن جلست على أملٍ تراءى___لدمعِ الشوقِ سبحاً في هواكا
ومن بعثَ اعتذاراً قد يوافي___ محبَّاً لا يريدُ لهُ عراكا
.....................
ومن زهر البراري كانَ قطفٌ ___ بألوانِ الحياةِ جلا فناكا
أيا حبَّاً لغير اللهِ يبني ___ جداراً فوقَ قلبٍ لا يراكا
وللأحلامِ أوتارٌ توارت ___بلا عزفٍ أدام لها شراكا
فللشيطانِ دوراتٌ برأسٍ ___تجلت في سعيرٍ من جناكا
ألا فابعد فأنتَ بلا ضميرٍ ___ يعذِّبُ كلَّ مخلوقٍ هواكا
..................
أتذكرُ إذ بدأتَ بغزل ثوبٍ ___ من الأشواقِ في رَبعٍ جفاكا
وقد أعددتَ من شعرٍ جميلٍ ___يُميلُ القلبَ عن وصلٍ قلاكا
وقد بانَ الهوانُ على وجوهٍ ___يريدُ من الفضاءِ سَناً حواكا
ألا يا من خدعتَ رفيقَ دربٍ ___بكلِّ محاسنٍ تبدي نداكا
دخلتَ إلى القلوبِ بغيرِ إذنٍ ___وكانَ زواجنا يبغي مناكا
..................
لقد ظهرت حقيقةُ من ملكنا ___ بعقدٍ لا يريدُ لنا فكاكا
لهُ طبعٌ غريبٌ لا يبارى ___ بقلبِ الحزنِ أفراحاً وهاكا
من الأحزانِ ما يجلو ابتساماً ___ويقلبُ كلَّ أفراحٍ شراكا
ويضربُ بعدَ شتمٍ إن تمادى ___نقاشٌ قد يقرِّبُ من سماكا
ألا إنَّ الخصامَ بغيرِ ذنبٍّ ___يحرَّقُ نبضَ شريانٍ رجاكا
..................
عرفتُ الحبَّ لا أرجو بديلاً ___وللأطفالِ شوقُ قد بكاكا
فهل عاينتَ وصلاً من حسودٍ ___يدمِّرُ ما بدا ،مثلَاً سواكا
زرعتَ الحقدَ في قلبٍ لئيمٍ ___وقد يرجو فراقاً من هناكا
ألا فاحمد إلهاً أن عرفنا ___سرائرَ من يريدُ لنا فراكا
وصلِّ على الحبيبِ وقل سلاماً ___على الدُّنيا إذا فقدت رضاكا
..................
الجمعة 8 جماد أوَّل 1444 ه
2 ديسمبر 2022 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق