السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجاراة الشاعر .. المتنبي
أبلَى الهوَى أسفًا يومَ النَّوَى بدنِي
وفرَّقَ الهوَى بينَ الجفنِ والوسَنِ
روحٌ تردَّدُ فِي مثلِ الخلالِ إذَا
أطارتِ الريحُ عنهُ الثوبَ لمْ يبِنِ
كفَى بجسمِي نحُولًا أنَّنِي رجُلٌ
لوْلا مخَاطبَتِي إيَّاكَ لمْ تَرَنِي
وَدِّعْ هَوَاكَ
______********______
أَخْشَى الْهَوَى أَبَدَا فِي السِّرِّ وَالْعَلَنِ
فِي الْبِيدِ كَانَ وَحَتَّى سَائِرَ الْمُدُنِ
فَرُبَّ يَوْمٍ أَضَاءَ الْحُبُّ لَيْلَتَهُ
مِنْ بَعْدُ أَمْحَقَ حَتَّى النُّورُ لَمْ يَبِنِ
الْعُمْرُ مَرَّ وَمُرُّ الْعُمْرِ أُنْفِقُهُ
وَمَاتَبَقَّى لَنَا تلقَى يَدُ الْمِحَنِ
إِنْ حَلَّ شَوْقٌ تَرَى قَلْبِي يُكَابِدُهُ
أَخْشَى عَلَيْهِ وَبَاتَ الشَّوكُ فِي بَدَنِي
شَكْوَايَ قَدْ ثَقُلَتْ مَا نَاحَ نَائِحُهَا
أَوْ بَاحَ بَائِحُهَا مِنْ شِدَّةِ الْوَهَنِ
يَسْرِي إِلَى الْفِكْرِ يَبْدُو الْفِكْرُ فِي كَبَدٍ
وَالْأَمْرُ شَقَّ عَلَيْهِ انْفَكَّ لَمْ يَزِنِ
يَعْمَى الْمَشُوقُ فَلَا الْأَلْوَانُ يَعْرِفُهَا
وَاسْأَلْهُ سَوْفَ يَرَى بَغْدَادَ فِي عَدَنِ
لَا الْحِبُّ يَرْحَمُهُ لَا اللَّيْلُ يَسْتُرُهُ
وَالْعَيْنُ تَجْهَلُ مَا يُفْضِي إِلَى الْوَسَنِ
وَاللَّيْلُ صَارَ نَهَارًا لَيْسَ يَلْبِسُهُ
يَمْشِي عَلَى وَجْهِهِ لَمْ يَدْرِ بِالزَّمَنِ
هَلْ عَادَ ( قَيْسٌ) يَطُوفُ الشَّامَ يَسْأَلُ عَنْ
( لَيْلَى ) فَعَادَ لَهَا زَحْفًا إِلَى الْيَمَنِ ؟
الْجَفْنُ أَسْهَدَهُ سَحٌّ وَأَجْهَدَهُ
وَالْعَيْنُ فِي الْمُقَلِ كَالعَارِضِ الْهَتِنِ
قَدْ يَنْبَرِي جَسَدٌ أَوْ يَنْطَوِي حَسَدٌ
تَبًّا لِحُبِّكَ لَا عَيْشًا مَعَ الْإِحَنِ
إِنْ تَنْأَ بِالنَّفْسِ عَنْ أَهْلِ الْهَوَى سَلِمَتْ
تُصْبحْ سَلَامَتُهَا حِرْزًا مِنَ الْفِتَنِ
وَدِّعْ هَوَاكَ وَلَا تَرْكَنْ لَهُ أَبَدًا
وَاجْعَلْ هَوَاكَ بِعِشْقِ اللهِ وَالْوَطَنِ
كلمات
وجيه أبو الفتوح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق