الخميس، 4 أغسطس 2022

بيوت.. بقلم الشاعر..عادل الفحل


 بيوت


وها  عُصِرَتْ  سنينُ العمرِ نَخْبا

بكفِّ الظُّلمِ تسقي منْه ربَّا


ويُصْلَبُ في صحاري الخوفِ حسنٌ

ويشهدُ صلبَه حرفٌ تَنَبَّا


بآخرةِ السكوتِ على غرورٍ

يؤزُّ الشرَّ في حمإٍ... فتبا


تنبأ لا بأفلاكٍ وجنٍ

ولكنْ  شاعرٌ يرقى ويربا*

 

فما بُعثَتْ حياةٌ في قوافٍ

سوى من عاشقٍ ويكونُ خصبا


إذا ما العقلُ في الإيمانِ شبّا

سينحتُ قانِتا للخيرِ شِعْبَا


 وتشتاقُ العيونُ إلى قميصٍ

بهِ بصرٌ  بريحٍ لا تُخَبَّا


ولولا  زهرةٌ عبقتْ لتبقى

تناجي ربَّها والصبرُ هبَّا


لظلَّ السمُّ يهوي في دماءٍ

ويرسبُ في جراحِ الرّوحِ رسْبا


ويعوي فيه ذئبُ الآهِ حتى

يصيرَ الظَّبْيُ في العينينِ ذئْبا


وحتى يملأ الأكوان رهبا

وحتى يملأَ القسطاسَ ذنْبا

.............


بيوتٌ عايشتْ حبًّا وحرْبا

ستبقى بعدَهم للحزنِ نهبا


أجنةُ كلِّ بيتٍ ساكنوهُ

وإنْ قُطِعَتْ حبالُ السرِّ غَصْبا


رآهم ذاتَ عوزٍ وازدهارٍ

... رأى منهم شكاياتٍ ولعبا


تقومُ عجوزُهم في الفجرِ تدعي

بخيرٍ للأنامِ يعمُّ رحْبا


وذاكَ كبيرُهم يغذو حفيدا

... يخافُ حفيدُهُ ذقْنا وشيْبا


فيضحكُ وجهُه يُخفي دموعا

على عمرٍ تولّى خرَّ شُهْبا


هنا في صالةِ الخُطَّارِ لوحٌ

لإبنِهمُ الشَّهيدِ يصدُّ حرْبا


كأنَّ  ظلالَه في البيتِ تسعى

وتسحبُهم إلى عينيه سَحْبا


هُنا مرضوا  تداويهم أيادٍ

لأحبابٍ تصوغُ الحبَّ طِبّا


حديقتُهُ.. أرائِكُها ضلوعٌ

تحيطُ جليسَها بالودِّ قلبا


وهامَ بقُبلَةِ النَّحْلاتِ زهْرٌ

وفاحَ بعطرِ إحرامٍ ولبّى


هنا كانوا صفاءً وانسِجاما

هنا زعلوا هناكَ الصُّلْحُ دبَّا


فما أقسى الرحيل عليكَ بيتا

تُصَبُّ الذِّكْرَياتُ عليهِ صَبَّا


أيا وطنا يجوبُ الأرضَ حزنا

يرى أسرابَهم شرقا وغربا


 إذا بقيتْ  عزيمتُهم بضعفٍ

تراهم غادروا سربا فسربا


إذا أمنَ العدوُّ حرابَ قومٍ

يسومُ القومَ إرهابا ورعبا


كأنّ جهات أرضِ اللهِ لصٌّ

وتسرقُ من بلادِ العُرْبِ شَعْبا


......

يربا : ربأ في الأمر نظر فيه وفكر.


عادل الفحل / بغداد / 4_8_2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق