الثلاثاء، 13 ديسمبر 2022

نخيلٌ على أرضِ العروبةِ... بقلم سيد حميد عطاالله طاهر


نخيلٌ على أرضِ العروبةِ


وجدتُ نخيلي أميرَ الشجر

بتاجٍ جميلٍ يُغطّي الثمر


تباهى بسعفٍ وغنّى بعثقٍ

وألقى علينا بجني دُرر


فجلَّيتَ قلبي بهذا البهاء 

بهذي الأناقةِ حتى النظر


ولدتَ عظيمًا تضمُّ السماءَ

تُحطِّمُ أرضًا تشقُّ الحجر


هنالكَ نخلٌ بأرضِ العروبةِ

فذلكَ رمزٌ سيبقى فخر


فإنّي عكفتُ بذكرِ النخيلِ

جمالٌ تسامى بحسنِ الصور


ويُلقي بجنيٍّ تراشقَ حتى 

لتحسبَ هذا نزولَ المطر


يُقالُ بأنّكَ مثلُ الجميعِ

تحسُّ وتشعرُ مثلَ البشر


ثمارُكَ تلمعُ حتى نراها 

تلألأَ نجمٌ وهلَّ القمر


فأنتَ جوادٌ بسيبٍ رهيبٍ 

وهذا العطاءُ فمنكَ انحدر


وهُزّي إليكَ بجذعٍ قويمٍ

تساقطَ خيرٌ ومنكَ انهمر


فمريمُ هزّت ليأكلَ عيسى 

فأنتَ كعيسى تشافي البصر


وجذعُكَ يبكي لفقدِ الرسولِ

يإنُّ وقلبي عليهِ انكسر


جُعلتَ هناكَ رفيقَ الرسولِ 

فأنتَ لدرسٌ كثيرُ العبر


فحبُّ نخيلي تعالى بقلبي 

ترامى بنفسي وثَمَّ انتشر


فسعفُكَ أيدٍ طويلُ الذراعِ

بفيءٍ سميك ٍيُزيلُ الأور


فأنتَ قويٌّ شديدُ المحالِ

قويُّ النبالِ غليظُ الأبر


نثرتَ صغارَكَ وسطَ الصحارى 

وعندَ الجروفِ وجنبَ الحفر


تُضحَّي بنفسِكَ تُعطي الكثيرَ 

فلست تبالي بهولِ الضرر


تساعدُ موسى فمنكَ العصا 

طريقًا فتحتَ بوسطِ البحر


بنيتَ بضلعِكَ بيتَ الجدودِ

رفعتَ السقوفَ بشقِّ الظهر


نخيلَ بلادي ولدتَ بأرضي 

فساقَكَ نحوي مشيُّ القدر


لبستَ المهابةَ حتى النخاعِ 

فهذا محبُّكَ فيكَ إئتزز


صمدتَ طويلًا بوجِه الرياحِ 

دفعتَ بسوسٍ ودودٍ نخر


كتبتَ إزدهارًا ونعمَ النماءُ

بعودِكَ هذا يخطُّ الأثر


فمنكَ الحصائرُ نعمَ الحصيرُ

فهذا السخاءُ ففيكَ انحصر


بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق