الثلاثاء، 13 ديسمبر 2022

الطَّواف الأخير ... بقلم الشاعر السيد العبد


 الطَّواف الأخير 


قلبٌ تنَـازَعَ فِيهِ اليأسُ والأمَـلُ 

يشكُو إلَى ربِّهِ ما ليْسَ يحتَـمِلُ


لا رابِحٌ فيَـرَى التاريخَ مُبتهِجًا 

أو خاسِرٌ ؛ فيَدُومَ الخِزْىُ والزَّللُ 


قد علَّمُونَا ـ صِغَارً ـ أنَّـنا وطنٌ 

كالشمسِ ؛ ليسَ بغيْرِ المجدِ ينشغِلُ


وحِينَما نضَجَتْ ويْلاتُ حاضِرِنَا 

صِرْنَا لِأكبَـرِ مَـا نَخشَـاهُ نمتَـثِلُ 


يَا طُولَ مَا ضلَّلُـونَا قبْلَ مِحنتِـنَا 

وحظُّنَا الجهلُ والإخفَـاقُ والجدَلُ


هذِي فِلسطينُ رهْنَ الأسْرِ مُؤمِـنةٌ 

أنَّ المُحِـبِّينَ عَن مِحرابِهَـا رحلُـوا


مادامَ يبكِي علَى لُبنانَ ـ شاعِـرُهُ 

، وكلُّ قافيةٍ مِنْ شِعرِهِ مثَـلُ 


فليسَ ينفَعُ فِي وجهِ الرَّدَى قلَمٌ

فِي العِشقِ يبكِي وفِي مَعناهُ يبتَهِـلُ


نعُودُ للكهفِ يَا بغدادَ قصَّـتِنَا 

لو أنَّ جُرحَكِ بِاسْمِ الصبرِ يندَمِـلُ


مِنْ أوَّلِ الدَّربِ مفتُونُونَ ، أشجَعُنَا 

إلَى نهايةِ مَـا يَـرجُوهُ لَا يَصِـلُ 


فإِنْ سعَيْنا إلَى مجـدٍ ، فلَا هِمَـمٌ 

وإِنْ وَرَدْنَا علَى حَربٍ ، فلَا بطَلُ 


قُلْنا : علَى أرضِنَا تَمتَـدُّ مملكَـةٌ 

وليسَ إلَّا الأسَى والخوفَ نرتَجِـلُ 


أُحصِي هزائِمَ تارِيخِي إِذا أُمَـمٌ

هبَّتْ ودُستورُها الإِيمانُ والعمَـلُ 


هِىَ النُّفوسُ إلَى أوطانِهِم بُذِلَتْ 

وفِي سبيلِ العُلا والنَّصرِ مَا بَـذَلُوا 


وأُمَّـتِي عَنْ ضِياءِ الشمسِ غائِبةٌ 

تشكُو فَتُهزَمُ ، أو تشقَى فتنعَـزِلُ 


مدَدْتُ كفِّي لِأجْلِ الأنْقِياءِ ، إلَى 

حيثُ السّماءُ بصَوتِ الحقِّ تكتَحِـلُ 


فلَمْ أجِدْ غيْرَ آمَـالِي مُبَعـثَرةٌ .. 

وعِلْيَةُ القوْمِ لا قالُوا ، ولا فعَـلُوا 


قلْبي الذِي قدَّسَ الأمجادَ خالِدةً

قلبٌ تنَازَعَ فِيـهِ اليأسُ والأمَـلُ


بقلم الشاعر السيد العبد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق