سبكتُ شعراً...شاعر البيداء/سعود أبو معيلش

 .....سبكتُ شعراً....

ٰلَوْ شِئتُ زخرفتُ الحُروفَ بِعَسجَدِ

وَسَبَكتُ شِعراً نسجهُ كَزبرْجدِ

وأضأتُ ما بينَ السطورِ

ِ لآلئاً

أسماطُ قَزٍّ زُيِّنَتْ بِزُمُرِّدِ

وجعلتها فوق النجوم قلائداً

برَصينِ شعرٍ كالقديمِ الأتلَدِ

فيها السيوفُ إذا ذَكَرتَ سَجَنجَلاً

فيها الفَخارُ لعهدِ عِزٍّ أَمجَدِ

فيها العذارى الخَوُد أسرابَ المَها

ترمي النبال بلحظها مِن إثمِدِ

أبدت على رأس الخدود تَوَرُّداً

كالرّسمِ  بالحِنّاءِ في راحِ اليَدِ

وخَريدةٌ جارت عَليَّ بلحظها

وأضعتُ بينَ الناسِ كُلّ تَجَلُّدي

الجيد منها جيد ظبيٍ نافِرٍ

إمّا رَمَتْ سَهماً سَتَقتُل بالدَّدِ

في وجهها آياتُ حُسنٍ قد بَدَت

بَجّلتُها لكنّني لم أَعبُدِ

َ

وأنا الذي كتبَ الحياةَ قصائداً

صَفّدتُ فيها الجنّ لَيلاً للغَدِ

وَلَقَدْ عَلَوتُ الفرقدين كأنّني

نِسرٌ  علوتُ الجو لم يتأَوَّدِ

تأتي الحروف إذا طلبتُ مطيعةً

وإذا أمرتُ الضادَ لم يتمرَّدِ

زهرُ الأقاحي قد نثرت على الثرى

فوق الثريا قد مشقتُ مُهنَّدي

وإذا العذولُ أتى ليبخَسَ حقَّنا

سَأردُّ كيد الحقد لم أَتَردّدِ

شاعر البيداء/سعود أبو معيلش