الأربعاء، 4 يناير 2023

في سَبِيْلِ الرِّضَى.. بقلم الشاعر...عبدالحميد العامري


 في سَبِيْلِ الرِّضَى


في سَبِيْلِ الرِّضَى بِعُسْرٍ ويَسْرِ

وابْتِغَاءِ الخَلَاصِ مِن كُلِّ وِزْرِ


لثَنَاءٍ بهِ المَحَامِدُ تَتْرَى

ولِقَدْرٍ يَعلُو على كُلِّ قَدْرِ


لِنَعِيْمٍ بلا انقطَاعٍ تَنَلْهُ

وقُبُولٍ بهِ السَّعَادةُ تَجْري


اِبتغِ القُرْبَ من إلهٍ كَرِيمٍ

إنَّ بالقُرْبِ مُتْعَةً لِلْمُبِرِّ


وأَقِمْ بالأَعتَابِ تَلْقَ العَطَايَا

إنَّ مَنَّ الوَدُوْدِ بالوُدِّ مُغْرِ


لايَرُدُّ الإلهُ عَبْدًا أَتَاهُ

طَالَمَا العَبْدُ مُغْرَمٌ بالتَّحَرِّي


فالهُدَى رَأسُ كُلِّ فِعْلٍ رَشَيْدٍ

بَيْنَمَا الغَيُّ مُنْتَهَى كُلّ كِبْرِ


إنَّ بالكِبْرِ كَانَ بَدْءًا مَقِيْتًا

خَاضَهُ بالشُّطُوْطِ إبْلِيْسُ فَادْرِ


وافْتِتَانًا تَجَاوَزَ الفِعْلُ فِيْهِ

فانْتَهَى بالهُبُوطِ في مُسْتَقَرِّ


هذهِ الدَّارُ مُتْعَةٌ فزَوَالٌ

وإليها الرُّكُوْنُ مَدْعَاةُ خُسْرِ


إنَّ خَيْرَ الأرزاقِ لِلْمَرْءِ عَقْلٌ

مُسْتَنِيْرٌ يَقِيْهِ إِلْمَامَ ضُرِّ


وصِفَاتٌ بِهِا سَيَحْيَا سَعِيْدًا

خَيْرُهُنَّ امْتِلَاكُ وَعْيٍ وفِكْرِ


صَمْتُهُ حِكْمَةٌ، وبِالرُّشْدِ يُكْنَى

أَلْمَعِيٌّ رَزِيْنُ لَيْسَ بِغِرِّ


قَوْلُهُ حُجَّةٌ لِكُلِّ أَرِيْبٍ

وسِلَاحٌ ومُؤْنَةٌ طُوْلَ دَهْرِ


نَهْجُهُ البُعْدُ عن جَمِيْعِ الدَّنَايَا

والتُّقَى زَادُهُ بِسِرٍّ وجَهْرِ


ولهُ الصَّبْرُ عند كلِّ مُصَابٍ

مَسْلَكٌ رَاجِحٌ ومِيْزَانُ أَزْرِ


إنْ رَأىَ مُنْكَرًا أثَارَ اجْتْنَابًا

وإلى الخَيْرِ دَاعِيًا كُلَّ حُرِّ


فالتَزِمْ واسْتَقِمْ ولا تَتَرَدَّى

ومِن الخُبْثِ والشُّرُوْرِ فَفِرِّ


واتْخذْ يَافَتَى مِن الحِلْمِ حِصنًا

تَنْجُ مِمَّا يَكُونُ مِنْكَ بِشَرِّ 


وصُنِ الخَيْرَ يَا ابْنَ آدَمَ واحْذَرْ

أنْ تُرِي مِنْكَ مَا يُسَاءُ فَيُزْرِي


فَمِن السُّوْءِ عِلَّةٌ لا تُوَارَى

بِلِبَاسٍ ولا بِأمْوَاجِ عِطْرِ


واعْتِنَاقُ الرِّضَى نَعِيْمٌ وأمَّا

فاعْتِمَادُ الضَّلَالِ إعْيَاءُ أَمْرِ


؛؛؛؛

عبدالحميد العامري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق