أعمارُ البشرِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
ما طالَ عمرٌ مِنَ الإنسانِ أو قَصُرَا ... إلّا بِإذنٍ مِنَ الدَّيَّانِ قد أمَرَا
مهما فَعَلْنا و عَبْقَرْنا إرادتَنا ... فالأمرُ أمرٌ بِما مِنْ شأنِهِ حَضُرَا
لا يُمكِنُ الفَهْمُ إلّا حينَ نُبْصِرُهُ ... مَدْعاةَ وعيٍ بإيمانٍ هُوَ انتَصَرَا
أحداثُ دهرٍ على الإيقاعِ اِختَلَفَتْ ... أنواعُها سَبَبًا والكلُّ قد نَظَرَا
للرّبِّ شأنٌ بهذا فَهْوَ خالِقُنا ... لا يقصدُ السُّوءَ و الإيذاءَ و الضّرَرَا
أعطاكَ عقلًا لكي تَسعى مَدارِكُهُ ... مِنْكَ اتِّساعًا لِفَهْمٍ كانَ مُنْتَظَرَا
لا تَجْعَلِ اليأسَ و الإحباطَ مُنتَصِرًا ... قطعًا بِعُمرِكَ، خَلِّ الصّبرَ مُقتَدِرَا
حتّى تُعايِنَ ما الأحداثُ مُنْتِجَةٌ ... هذا السُبيلُ الذي لا يُغْفِلُ الأثَرَا
إنْ تَفقُدِ الصّبرَ فالأيُامُ مُوجِعةٌ ... يَزدادُ وَقعُها تأثيرًا حَوى خَطَرَا
لا شكَّ أنّكَ مَحكومٌ بِعامِلِهِ ... مِنْ منطقِ الفَهْمِ إذ يدعوكَ مُعْتَبِرَا
إنّ الخليقةَ و الأكوانَ ما وُجِدَتْ ... لولا إرادةُ دَيّانٍ بها اخْتَصَرَا
هذا المُكَوِّنَ مِنْ لا شيءَ أنطَقَهُ ... لَفْظًا و حُسْنًا رآهُ العقلُ مُنْبَهِرَا
إنْ طالَ عُمْرٌ فَلِلخَلّاقِ حِكمَتُهُ ... أو جاءَ يَقْصُرُ فالمعنى أتَى عِبَرَا
هذا المُؤكَّدُ مِنْ أمرٍ و مِنْ زَمَنٍ ... كانَ البدايةَ للأعمارِ و القَدَرَا
هذي عِنايةُ مَنْ أرسى ركائزَها ... ربُّ الخليقةِ قد أوفَى بِما نَذَرَا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق