الأربعاء، 22 يوليو 2020

محمد القصاص ... ذابت حشاشة خافقي

ذابتْ حشاشةُ خافقي
 قصيدة
 بقلم الشاعر الدكتور محمد القصاص
ذابتْ حشاشةُ خافِقِي فتبــــــدَّدَتْ  ***  بينَ الضُّلوعِ تنوءُ بــــــــالأوزارِ
تمضي وقلبي لا يَرومُ غيابَهَـــــا  ***  أبدا وتُثقَلُ بالنَّوى أشْعَـــــــــارِي
تَبْكي العيونُ إذا تماثلَ للهــــــوى  ***  قلبِي وتدْمعُ بالأسى أوْتَــــــاري
والدَّمْع يَجْرَحُ وجْنتي فعوارضي  *** وَوِسَادَتِي تبكي لهُ ودِثــــــــارِي
فاجتاز أحْداقي وأجْفَاني معَـــــــا  ***  للهمِّ أسلمَني وَبُؤْسِ إسَــــــــاري
فلتعلمي أنَّ الفؤادَ مُمـــــــــــــزقٌ  ***  إرَباً فَهَلْ يُجِدِي بذاكَ حُــــوَاري
أمَّا فؤادي مَزِّقِيه وحَــــــــــاذري  ***  أنْ تَتْرُكِيهِ بِحرقتي وَجِمـــــاري
ما بين بؤسي وانبعاثِ مشاعِـرِي  ***  فَحَذَارِ من وَهَجِ الغَرَامِ حــذاري
فَمَصُونَةٌ منذُ البِدَايَةَ في دَمِـــــــي  ***  تحتَ الضُّلُوعِ وخافقـي وإزاري
في عطرِ أنْفاسي تعاليْ وارقـــدي  ***  يا أنْتِ أنْتِ بعُهدتي وذِمَـــــاري
ما لي بلومِكِ قدْ يقولُ ليَ النَّـــوَى  ***  ما الذَّنْبُ ذنبُك والخيارُ خَيَـارِي
يا ليلُ دعني في غموضِكَ ساهراً  ***  أرْنو لِفَجْري أو طُلُوعِ نَهَـــاري
ما عُدْتُ أبْصِرُها وليلُكِ حالِـــــكٌ  ***  والليلُ يَغْشَى بالظَّلام مَــــدَارِي
فأنا طلبْتُكَ مخلصٌ بمشاعِـــــري  ***  تمحو حِكَايَةَ غُرْبتي ومَـــرَارِي
هل كنتَ تَرْحمُ من يهيمُ بهِ الأسى  ***  زَمَناً لتُبْكى بالأسى قِيثَـــــــارِي
ردِّدْ على وَتَرِ الهُمُومِ مَتَاعِبِــــــي  ***  غنِّي بها فالهمُّ صَارَ شِعَــــاري
وامْض لآمالي فقلبيَ مُوجَـــــــــعٌ  ***  واسْرِ لأشواقٍ كَجَمْرِ النَّـــــــــارِ
يا ليلُ أرْجهْ أوْ تُغَادِرَ ساحِتِـــــــي  ***  فغداً يُغَادِرَ ساحَتِي سُهَّـــــــارِي
أنَّى مَضَيتُ وما بجَفني مُثْقَــــــــلٌ  ***  بؤسَاً فخوفي يَنْتَهي مِشْــــوَارِي
أمَّا طيورُ الروضِ ظلَّتْ تَشْتَكِـــي  ***  تُخْفِي أسَاها بالهوى وتُـــــدارِي
ظلَّتْ تُناشدها الحَنِينَ ولحنُهـــــــا  ***  فوقَ الغُصُونَ يَنوءُ بالإيثَـــــــارِ
طالَ الفراقُ فهلْ لحُبكَ أوْبــــــــَةٌ  *** رفقاً فهَجْرُكَ زاد مِنْ إصْـرَارِي
أمْ أنَّ قلبَكَ لا يَزَالُ مُكَابِــــــــــرَاً *** ما زِلْتُ أَقلي في الجَفَا أسْفَـاري
واطوي حِكَايةُ حبِّنا وهيامِنَــــــــا  ***  ودعْ الحياةَ وما حَوَتْ أسْرَارِي
الدكتور محمد القصاص - الأردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق