الثلاثاء، 3 يناير 2023

***الشَّـاعرُ الحَـدَّادُ***الشاعر.محمد إبراهيم الفلاح


***الشَّـاعرُ الحَـدَّادُ***


وَلَسْتَ بِناصِري يا شِعْـرُ لـكنْ

لِمِثلي لَيسَ غَيركَ مِن نَصيرِ


وَلَستُ بأخْطَـلٍ أو مِن ذَوِيهِ

وَلَستُ بِمُدَّعٍ أو ذا غُرُورِ


وَلَكـنْ في خَيالي كأسُ خَمْــرٍ

إذا تُسْقاهُ تَشْكُو: يا مُجيري!


وَما شِعري سِوى أنسامِ فَجْرٍ

وَلِلأنْفِ الأنُوفِ كما العُطُـورِ


وَلِي حَرْفٌ بَديعٌ حَيثُ يَمشي

غَداة أبُثُّهُ يَندى شُعُوري


لِذا رَقَّقْـتُ بالأشعارِ صَخْرًا

وَأصْبَحْتُ المَليكَ لِذي الصُّخُـورِ


كذا الأشجارُ مِن شِعري تَغَنَّتْ

تَمايَلَتِ الغُصُونُ مَعَ البُدُورِ


أنا مَن لَو مَضى شِعري إلَيْكُمْ

جَلا فِيهِ لَكُمْ فَجْرُ الضَّمِيـرِ


أنا مَن أسْكَنَ الحِبْرَ المَعاني

فَزاحَمَ سِحْرُهُ سِحْرَ الجَرِيـرِ


يُزَيِّنُ هِمَّتي في الشِّعْرِ صَبْوٌ

إلى قِمَمِ البَلاغَةِ وَالشُّعُـورِ


وَقالوا أنَّنـي آخَيْتُ جِنًّا

وَما شِعْري إليَّ سِوى السَّفيـرِ


أصُوغُ الشِّعْـرَ مِن قَهْـرِ اللَّيالـي

وَشاقَ الفَلْـسُ لِلْكِيـسِ الصَّغِـيــرِ


وَكَمْ وَجَدُوا الرَّبيعَ بِغَيـرِ زَهْــرٍ

وَأُسْنِدَ لي أنا أكلَ الزُّهُـورِ


وَكَمْ رَجَمُوكَ يـا جِسمِي لِبَيْتٍ

وَقالوا أنَّهُ أصْـلُ الشُّـرورِ


نَفَــونِي لِلْغَياهِبِ مِن بُحُورٍ

وَأسْمَعَ سَـوطُهُم أهْـلَ القُبُـورِ


فَذا قَدَرِي أنا ما دُمْتُ حَيّا

كَفـاف العَيـشِ أُؤتاهُ بِكِيــري


الكِير: جهاز مِن الجِلدِ يَستخْـدِمهُ الحَـدَّاد لِلنَفْـخِ في النَّـارِ أو لإِذكائِها


محمد إبراهيم الفلاح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق