الأربعاء، 1 مارس 2023

مَأسَاةُ الزِّلزَال ..عبدالحميد العامري


 مَأسَاةُ الزِّلزَال 


البَهَاءُ     الَّذي    أَلِفْنَاهُ     غَابَا 

والدَّمَارُ   الَّذي   رَأيْنَاهُ     نَابَا *


والهَدِيْرُ  الَّذي  عَلَا   كُلِّ  شِبْرٍ 

صَارَ  صَمْتًا   مُشَوَّشًا  واكْتِئَابَا

***

كيفَ لِلْصَّمْتِ أنْ يُغَادِرَ مَدْحُوْرًا ..

..وهَذا الذُّهُوْلُ  يَأبَى انْسِحَابَا !


كيفَ لِلْعَيْنِ أنْ يُزَاوِرَهَا النَّوْمُ ...

.وقَد شَاهَدَتْ مع المَوْتِ نَابَا* !


كيفَ لِلْعَيْشِ أنْ  يَطِيْبَ ومِنَّا

طَعَنَاتُ  الأَسَى  تَزِيْدُ   انْتِهَابَا 


والزَّمَانُ الَّذِي وَهَبْنَاهُ عَهْدًا 

من (عَنَانَا) اشْتَفَى وزَادَ اكْتِسَابَا ؟!

***


لَيْتَهُ الوَجْدَ أنْ يَخِفَّ اشْتِعَالًا

لَيْتَهَا الرُّوْحَ أنْ  تَكُفَّ انْتِحَابَا 


لْيْتَهَا مُهْجَتِي تَكَفُّ عَن التَّبْ..

..رِيْحِ أو تَسْتَعِيْدُ عَنِّي الصَّوَابَا

***


(قَابَ قَوْسِيْنِ) والمَنَايَا أنَاخَتْ

طَائِرُ النَّوْحِ  قَد  أذَاعَ  الخَرَابَا !


(قَابَ قَوْسِيْنِ) والمُنَى عَالِقَاتٌ

والثَّوَانِي    تَعَقَّبَتَهَا    اسْتِلَابَا !


فَاسْأَلِ الذُّعْرَ كيفَ أَلْقَى الضَّحَايَا !

واسْأَلِ الرَُّعْبَ كيفَ أَنْهَى الخِطَابَا !


واسْألِ الآهَ كيفَ  أهْوَى  شَرُوْدًا !

واسْألِ الوَعْيَ كيفَ ذَابَ ارْتِيَابَا !


واسْألِ اللَّيْلَ  ما الوُجُوْمُ  ودَعْهُ

يُخْبِرِ الصُّبْحَ  أنْ يُصِيْغَ  الجَوَابَا 

***


مَا المَنَايَا وقَد وَعَيْنَا المَنَايَا !

مَا المُلِمَّاتُ إنْ أَرَدْنَا احْتِسَابَا !


مَا الدَّوَاهِي وقَد غَدَتْ مُؤنِسَاتٍ !

مَا الرَّزَايَا وإنْ بَلَغْنَ النِّصَابَا !


الأَنِيْنُ الَّذِي وَعَيْنَاهُ عَاتٍ

كيف نَرْوِي بِهِ مِن القُوْلِ بَابَا ؟


كُلَّمَا لَاحَ لِلرُّكَامِ سُكُوْنٌ

زَادَنَا غُصَّةً فَزِدْنَا اضْطِرَابَا 


(سُوْرِيَا) أَذْهَبَ (البَلَا) مُقْلَتَيْهَا

بَلْبَلَ الدَّهْرُ حَالَهَا واسْتَثَابَا


دُرَّةُ الشَّامِ يَا صُرُوْفَ اللَّيَالِي

كيفَ يَقْوَى العَنَاءُ فِيْهَا انْتِدَابَا ؟


(تُركِيَا) والمُصَابُ مَأسَاةُ دَهْرٍ

قَد أَكَلَّ الثَّرَى وأَبْكَى السِّحَابَا 


يَارَعَى اللَّهُ حُسْنَهَا مِن بِلَادٍ

كم أطَابَتْ وكم هَوَاهَا أطَابَا

***


البُيُوتُ الَّتِي نَمَا الحُبُّ فِيْهَا

أَينَ مِنْهَا غَدَا وأينَ اسْتَطَابَا ؟


قَهْقَهَاتُ الصِّغَارِ لَمَّتْ صَدَاهَا 

وشُجُونُ الكِبَارِ أَضْحَتْ ضَبَابَا 


ذِكْرَيَاتُ السِّنِيْنِ نَامَتْ حَيَارَى

كُلُّ شَيْءٍ هُنَاكَ أَمْسَى سَرَابَا

***


إنَّهُ الحَتْفُ لاخِيَارَاتُ فِيْهِ

قَدَّرَ اللَّهُ عِلْمَهُ و الكِتَابَا


سَلْ طُلوْلَ الدِّيَارِ هل ذَا بِمَنْأَى ؟

عن أيَادِي البَلَاءِ أو ذا مُحَابَى ؟


كم نَعِيْمٍ يَدُ الرَّدَى أَبْدَلَتْهُ

وَأَهَالَتْ عَلَى عَظِيْمٍ تُرَابَا !


مَا علَى الأَرضِ من خُلُودٍ لِحَيٌّ

فَاقْصِرِ الطَّرْفَ واتَّخِذْهَا رِكَابَا 


عبدالحميد العامري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق