الجمعة، 3 مارس 2023

الشاعر...حمدي أندرون


 هو  الفزعُ العظيمُ كما تراني

وقد زحفتْ جنودُ اللهِ زَحفا 


تدكُّ الأرضَ زلزلةً  وصدعا 

تصدّعَ قلبُنا رعباً و خوفا


فمن موتٍ أكيدٍ قد تنادى

يزمجرُ هادراً والموتُ لفَّا


يحاصرُ كلَّ مفْترقٍ وقلباً

ترجّى سائلاً ياربُّ لُطفا !


فكمْ مِن قلبِ أمِّ اِرتجى رَبْ

بَهُ ياربُّ خذْ ذا الطّفلَ عَطفا !


وكمْ مرّتْ سويعاتٌ ومرّتْ 

ليالٍ أَعجزتْ ذا الشّعرَ وَصفا


ترى عينَ النّجيِّ تفيضُ دَمعا 

على طفلٍ و حلمٍ ماتَ عَسفا

 

فما ذاقتْ عيونُ الطّفل نوماً

لأيّامٍ   فَوَا   قلباهُ  جفَّا  ! 


فلا بيتٌ يقيني أو جدارٌ

تهدّمَ بيتُنا ردماً وخَسفا


فيا ربَّ السّما أَلطفْ بدارٍ

وأدوارٍ هوتْ رُكناً وسَقفا!


فيا ربَّ السّما أَعييتَ جسماً

فلا يقوى ولمْ أحسبْهُ رِدفا!


أُخيّاتٌ وأولادٌ وأمٌّ 

لقد رحلُوا بعمر الوردِ حَتفا


ذهولٌ لم يزلْ يجتاحُ رأسي

بليلٍ  قد أتى الزّلزالُ عَصفا 


أتى مُستمطراً  بؤساً  و حزنا

أتى مُستعجلاً قد جاءَ خَطفا


أتى همساً دبيباً مثلَ لصٍّ

بليلٍ يقطفُ الأرواحَ قَطفا


تهالكَ كلُّ حلمٍ تحتَ ردمٍ

بثانيةٍ تهاوى الحلمُ نَسفا


أحالَ مدينتي يُتماً  وثكلى

أحالَ مدينتي رسماً وطَيفا


فما  بيني و بينَ الموتِ  سترٌ

وقد كُشفَ الغطا

 والموتُ رفَّا


بأجنحةٍ مُرقّشةِ الخوافي 

تظلِّلُ مُوكباً بالنّور حفَّا


إلى جنّاتِ  ربّي   ألفُ  ألفٍ

لقد قدموا إلى الرّحمان صفَّا


حمدي أندرون

سورية

٢ /٣/ ٢٠٢٣

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق