الأربعاء، 15 يوليو 2020

زكية ابو شاويش ( معارضه بعنوان .. الهروب )

قال الشَّاعر / حسين عوفي البابلي :

طالعتُ في مقلِ العراقةِ دارها ___وشممتُ في  لغةِ الكرامِ  عرارها

معارضة  بعنوان  :

الهروب  إلى  البحر _________________البحر  : الكامل

حُبُّ  الحياةِ  محطِّمٌ  أسوارها ___ والشَّوقُ يجلو للمنى أسرارها

قد  راقَ  يومٌ  والهوى  متحفِّزٌ ___إذ  رحلةٌ  للبحرِ برَّت جارها

ها نحنُ في صيفِ العناءِ دوارُهُ ___ سئمت جلودٌ والتَّعرُّقَ زارها

لا  بُدَّ  من  دفعِ  العناءِ  برحلةٍ ___ تُحيي بأنفاسِ العليلِ  نهارها

للبحر كانَ  هروبنا  من  قائظٍ ___ يمحوعلى شطِّ النوى أسفارها

يا غزَّةَ الحُبِّ الَّذي  ملآَْ الدُّنى ___ والنَّصرُكانَ مصيرَها وقرارَها

قلبٌ   كبيرٌ  بالحنينِ  مُضمَّخٌ ___ يعلوعلى الأفلاكِ  يُطفئُ نارها

...................

عانت وفي قلبِ الحزينِ كنارُها ___ عزفَ الأمانَ وقد أدانَ دمارَها

عبرت  إليها  كُلُّ  قافلةٍ   بها ___ ذاكَ الوباءُ  ولم  يُمِت إصرارَها

والحجر كانَ وما يزالُ مُجنزراً ___ما عاثَ في مُدنٍ وشلَّ  مدارها

ها نحنُ نمضي في الطَّريقِ لباعثٍ ___أمَلاً على سطحِ الإخاءِ أنارها

ولقد  وصلنا   شاطئاً   متيقِّناً ___  أنَّ  الجمالَ  لهُ  فكانَ  جدارها

هبَّت رياحُ الشَّوقِ تبعثُ سابياً ___ لعيونِ مَن حضروافكفَّ شنارها

يا للجمالِ وقد  تجاوبَ أهلُهُ ___ مع كُلِّ  من قرُبت  وشدَّ  خمارَها

.................

والموجُ يعلو  إذ  يُحذِّرُ هِمَّةً ___ فدخولُ  بحرٍ  هائجٍ  ما  خارها

من صوتِ إسعافٍ تجنَّبَ سابحٌ ___ ذاكَ الدُّخولَ فقد يهابُ إزارَها

من كانَ في شطِّ المعاني جاهزاً ___ أضحى لهُ قلبٌ يرومُ بِدَارَها

والسَّيرُ  يُلهِمُ  شاعراً  أفكارَهُ ___ وبحورُ قافيةٍ  لحرفٍ  دارها

تأتي القصائدُ مُفعماتٍ كالَّذي ___ نظمَ اللآلئَ  إذ أزالَ محارَها

باتت  قناديلُ النوى تأتي لنا ___من كلِّ لونٍ  قد  أخافت جارها

لدغاتُها تحذيرُ أحياءٍ دنت ___من عرضِ بحرٍ لا يرومُ قرارها

.................

حذفت لنا الأمواجُ كُلَّ غريبةٍ ___ مثلَ العناكبِ إذحملنَ صغلرها

والرَّملُ يحثوهُ الشَّديدُ من الصَّبا___ويكيلُ مِن زبدٍ يُعيدُ  كرارها

تلكَ الشِّباكُ بها القواربُ تنحني ___ في شاطئٍ جثمت تُقيلُ عثارها

يا ساكني مُدنَ الجمالِ بربِّكم ___ هل كانَ من غرقٍ ألانَ شرارها؟!

يا ربِّ  فارحمنا وكن لبراءةٍ ___ نعمَ  المُربي  حافظاً  أقمارها

إنَّ الطعامَ  حلا  بُعيدَ سباحةٍ ___ والجوعُ لم يرحمْ بطوناً  مارها

والعودُ  للماءِ الَّذي  مِن غطسةٍ ___ قد  جرَّ أعواناً  وكفَّ شنارَها

.................

ها  قد  توافدَ  للشَّواطئِ حاملٌ ___ همَّ الحياةِ  مُداهنٌ  أوزارها

سبحانَ مَنْ أعطى البحارملوحةً ___حفظت لنا حيَّاً يرومُ فنارها

تلكَ القواربُ قد  حظينَ  بصائدٍ ___من كُلِّ نوعٍ كانَ حوتٌ زارها

حمداً  إلهي  بعدَ  كُلِّ   مشقَّةٍ ___ تحلو النُّفوسُ وتنتقي  أزهارها

ونعودُ قد تركت شواطئنا شذى ___من كُلِّ ودٍّ قد  أدامَ  عرارها

قد  راقَ  يومٌ  والحياةُ  مريرةٌ ___ تهفو  لكلِّ   مُفرِّحٍ  أعمارها

صلَّى  الإلهُ على  النَّبيِّ محمَّدٍ ___ ما  دامَ  حيٌّ  قد أدامَ بحارها

.................

الأربعاء  24  ذو  القعدة  1441  ه

15  يوليو  2020  م

زكيَّة  أبو شاويش _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق