السبت، 4 مارس 2023

ثكلَ الفؤادُ.... الشاعر..محمود أمين آغا


هذه قصيدتي المتواضعة للمشاركة في السجال العام عن الزلزال في سوريا :

ثكلَ الفؤادُ....


ثكلَ الفؤادُ برجفة البنيانِ

إذ غار جوفُ الأرض بالخلّان


الكون داجٍ مكفهرٌّ لاهبٌ

و الموتُ يرعدُ صولة الغضبانِ


و تبدّدتْ أعوادُ عشٍّ دافئٍ

و تشرّدت أفراخُهُ بهوانِ


و تقطّعت سُبُلُ النجاة بأرضنا

بل غاصتِ الأطباقُ بالأكفان


ما للطبيعة زمجرت مثل الوغى..؟!

أنيابها فتكتْ بنا بثوانِ.!


في غفلةٍ من وسْن حُلْمٍ باسمٍ

لطفولةٍ سُحِقَتْ على السندانِ


المهدُ للأطفال ريشٌ ناعمٌ

و غدا لدينا شائكَ العيدانِ


جار القضاءُ على بلادي كلِّها..

أم جارت الأحقابُ بالحِدْثانِ.؟!!


بل إنّه تدبيرُ ربٍّ مُحكِمٍ

لعباده في شامة البلدانِ


يبلو الإلهُ عبادَه في محنةٍ

لسموّ قدْرٍ فائض الإحسانِ

            *******

انظر إلى كبد السماء كئيبةً

شحُبتْ أسىً من هزّة الميدانِ


و انظر إلى جوف الثرى مُتلهِّباً

صهرَ الشوى من زفرة الغَلَيانِ


و انصت إلى همس الضمير بخَلْجةٍ

في كلّ حرفٍ ناطقٍ و بيانِ


فيضُ البيان تفجّرَت دفقاتُهُ

أمست دموعاً في جوى الإخوانِ


مَن قال: ضاعتْ نخوةٌ عربيّةٌ..؟!

مَن قال:صارت في حشا الحيتانِ؟!


الخيرُ باقٍ ما  تدفّقَ خافقٌ

حتّى نؤولَ بقبضة الديّانِ

          ************

أمواجُ شاطئنا تئنّ لغرسةٍ

قد هدّها الزلزالُ في القيعانِ


و صدى الأنينِ و قد تشرّدَ دربُهُ

طرقَ النوافذَ في صدى الوجدانِ


ها قد مضى عشرون يوماً بائساً

ما بين زعزعةٍ و هتْك جَنانِ


هذي رسالةُ خالقٍ نذرَ الورى:

اصحوا عبادي من غوى الشيطانِ


عودوا إلى نهْج السلامة و الهدى

و تفكّرُوا بمغبّة الخذلانِ


يا أيّها الإنسانُ..ما لك مُعرضاً..!

اردم رُكامَ الحقد و الأضغانِ


طهّرْ رحابَ الروح من شهواتها

و اجعل هواكَ محبّةَ الإنسانِ

                **********

محمود أمين آغا..البحر الكامل /الشوى:جلدة الرأس.

في٢٠٢٣/٢/٢٥

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق