السبت، 4 مارس 2023

《قسورة》الشاعر....أحمد رستم دخل الله


《قسورة》


تبكي العيونُ على العروبةِ خُسْرَها

      وتصبّ دمعاً من محاجِرِها سرى


ما بالُ أرضٍ قد تسامى مجدُها

         والآن في سِفلِ المكانةِ لا تُرى


بين الحقيقةِ والخيالِ مُصيبةٌ

     أدّت لِصدعٍ قد تشعّبَ في الورى


بل قد أماتت بِالصُّدورِ عزائماً

          وأذلَّت النفسَ التي لا تشترى


وأحالَت الأرضَ السّهيلةَ زلزلاً

          حتى تَباعَدَ بين أطباقِ الثّرى


مَن لا يجهِّز لِلكوارِثِ حِصنَهُ

            لا بد يمسي بِالتّرابِ مُدثَّرا


هلّا أنادي إن تعذّرَ صوتُكم

             لِلعالقين مُسائلاً عمّا جرى


ما من سبيلٍ أو طريقٍ مُهِّدَت

   في دربٍ شِعبٍ قد تردّى واهترى


مَن لا يحدِّد بِانتمائِهِ موقِفاً

        حتّام .. يمسي مثلَنا مُتضرِّرا


كأسيرِ فِكرٍ جاهلٍ في عقلِهِ

        وسيدّعي مجداً بِقولٍ مُفترى


مَن ذا يحضِّرُ لِلمصائبِ نفسَهُ

      ويعينُ قلباً في المصابِ تفطّرا


تُبنى الدّيارُ بِأهلِها لا سيّما

       إنْ لمْ يخنْ أهلُ الدّيارِ المِنبرا


الله يفتحُ بابَ خيرٍ لِلورى

           ويصدُّهُ عمّن تعالى واغترا


وسيكتبُ التّاريخُ أيَّ تهاونٍ

        حتى يعرّيَ بِالدلائلِ مَن عرى


لا زهرَ ينبتُ دون ماءٍ صيِّبٍ

     أو أيْكَ تُسكَنُ دونما ليثٍ ضرى


حتى الذِّئابَ تموتُ في عزٍّ إذا

  هجمت عليها في البراري قسوره


لا يُنكِرُ الفَطِنُ الأبيُّ بلادَهُ

       مهما اعتراها أو غدا مُتَحَدِّرا


يا ربُّ رِفقاً بِالبلادِ وأهلِها

      إنّا شعوبٌ دون مأوى أو قِرى


أحمد رستم دخل الله .. A, R, D

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق