وعادت القطرات ..لتطرق زجاج نافذة الروح من جديد .. ويستعذب قلبي النظر عبر تلك النافذة التي أغلقتها عنوة ... علني أحبس بعض الحنين المترامي في أوصالي ...وتسعدني جدا تلك القشعريرة المرافقة للهطول ... فأسارع للتدثر بملاءة الذكريات ...ويطربني مزراب سطحنا الذي كان يتناغم حبا مع أول قطرة .. فينقر بقوة على وتر روحي الذي كان أصما و أبكم قبل الهطول ..وأتوق لمسح البخار المتكاثف على زجاج نافذتي التي أضحت الآن محطمة ..وأتوق لكتابة أسماء أحبها فوق صفحة البخار ... ولأرسم قلبا كبيرا ..يخترقه سهم نافذ كما كنا نفعل بعفوية الأطفال ... أتوق لشقاوة الأطفال وهم يركضون تحت المطر ..ولمنظر الدجاجات اللائذات تحت الدرج ... ولمنظر الفلاحين العائدين من الحقول بوجوه يعلوها الفرح والحبور ... أتوق لكل شيئ يحرض ذاكرتي الشتوية ... فأشتاق لاحتساء الشاي الساخن المغلي فوق مدفأتي المكتظة بالجمر ... كم كنت جميلا في بلدي أيها المطر ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق