هموم صغيرة
----؛ ----
بكى بحرقة الثكلى، وقعى وهو يواري رأسه الصغير بين ركبتيه، ونسائم الربيع تلهو بخصلات شعره،مغطيا عينيه الرائعتين بكفيه الغضين... هرع اليه مناديا في هلع: مالك يا حبيبي؟.. وهو لا يجيب، بل يعلو نحيبه تباعا خطوات جده المهرولة تجاهه، ترى هل اصابه مكروه؟.... عجبا كان بخير ويلاعبني ... ولم تلمسه الكرة حتى، بل مرت بجانبه وهو يحاول الامساك بها!.. ترى هل أصابه مغص مفاجىء؟.. أم لدغه عقرب؟ هذا ليس وقت عقارب.. ! ام وكزه ثعبان تخفى بين اعشاب الحديقة؟.. الثعابين لا تزال في سباتها الشتوي.. . ام.. أم..؟ اسئلة كثيرة راودته ريثما يقطع الامتار القليلة التي تفصله عنه وهو لا يكف عن مناداته بقلق ترتفع وتيرته مع كل خطوة، حتى وصل اليه، واطمأن عليه، وطوقه بحدب وحنان ممطرا وجنتيه الناعمتين كندى الفجر قبلات الحب.. هامسا في اذنه: مالك يا صديقي الصغير؟.. اخبرني! .. أ لم نتفق ان نكون اصدقاء؟.. أ لا يخبر الصديق صديقه؟.. هيا.. اني مصغ إليك.. تكلم! وأخيرا تملك الصغير نفسه و اجاب والنهنهة تتخلل حروفه القليلة: إني... إني فاشل يا جدي!.. رد مستفهما بود وجدية وهو يمسح الدموع من خده الاسيل: ولماذا يا حبيبي؟ اجاب: لم اتمكن من مسك الكرة التي رميتها إلي!.. قال ضاحكا مطبطبا: وانا لم اتمكن من الامساك بها حين رميتها إلي وجريت خلفها حتى سور الحديقة، فهل انا فاشل أيضا؟.. اجاب بحزم : لا... فأنت بارع في كل شيء.. وتابع بحسرة لكنها ليست المرة الأولى التي افشل فيها... تكرر الامر مرات كثيرة وانا ألعب بالكرة مع رفاقي في المدرسة!.. قال ونبرة الحنان تعلو حروفه الجادة: وهل هذا كل ما يزعجك؟ .. اجاب ببراءة: نعم!.. وأردف : وهل هذا امر بسيط؟.. اجاب مطيبا خاطرته : لا.. ولكن هل تريدني ان احل لك المشكلة؟... اجاب الصفير بلهفة كمن لمح طوق النجاة في بحر يعج باسماك القرش مستفهما: وهل تستطيع؟.. قال بجدية واعتداد: نعم ياصديقي!.. والحل يكمن في جملتين، شرط ان تلتزم بالأولى، كي اخبرك الثانية.. اتفقنا؟؟ .. أجاب باستسلام : اتفقنا! قال : لا تهتم بالامور الصغيرة، فهي تافهة!... اجاب باقتناع: حسنا! قال: والثانية هي أن كل الامور تافهة!!
انفرجت اسارير الصغير، وملأت قلبه سعادة رسمت محياه، وطوق جده بذراعيه وهو يمطر اخاديد الخبرة والتجارب المثيره في وجنتيه قبلا حارة وقال مستبشرا:
هيا ياصديقي نتابع اللعب!
----؛ ----
بكى بحرقة الثكلى، وقعى وهو يواري رأسه الصغير بين ركبتيه، ونسائم الربيع تلهو بخصلات شعره،مغطيا عينيه الرائعتين بكفيه الغضين... هرع اليه مناديا في هلع: مالك يا حبيبي؟.. وهو لا يجيب، بل يعلو نحيبه تباعا خطوات جده المهرولة تجاهه، ترى هل اصابه مكروه؟.... عجبا كان بخير ويلاعبني ... ولم تلمسه الكرة حتى، بل مرت بجانبه وهو يحاول الامساك بها!.. ترى هل أصابه مغص مفاجىء؟.. أم لدغه عقرب؟ هذا ليس وقت عقارب.. ! ام وكزه ثعبان تخفى بين اعشاب الحديقة؟.. الثعابين لا تزال في سباتها الشتوي.. . ام.. أم..؟ اسئلة كثيرة راودته ريثما يقطع الامتار القليلة التي تفصله عنه وهو لا يكف عن مناداته بقلق ترتفع وتيرته مع كل خطوة، حتى وصل اليه، واطمأن عليه، وطوقه بحدب وحنان ممطرا وجنتيه الناعمتين كندى الفجر قبلات الحب.. هامسا في اذنه: مالك يا صديقي الصغير؟.. اخبرني! .. أ لم نتفق ان نكون اصدقاء؟.. أ لا يخبر الصديق صديقه؟.. هيا.. اني مصغ إليك.. تكلم! وأخيرا تملك الصغير نفسه و اجاب والنهنهة تتخلل حروفه القليلة: إني... إني فاشل يا جدي!.. رد مستفهما بود وجدية وهو يمسح الدموع من خده الاسيل: ولماذا يا حبيبي؟ اجاب: لم اتمكن من مسك الكرة التي رميتها إلي!.. قال ضاحكا مطبطبا: وانا لم اتمكن من الامساك بها حين رميتها إلي وجريت خلفها حتى سور الحديقة، فهل انا فاشل أيضا؟.. اجاب بحزم : لا... فأنت بارع في كل شيء.. وتابع بحسرة لكنها ليست المرة الأولى التي افشل فيها... تكرر الامر مرات كثيرة وانا ألعب بالكرة مع رفاقي في المدرسة!.. قال ونبرة الحنان تعلو حروفه الجادة: وهل هذا كل ما يزعجك؟ .. اجاب ببراءة: نعم!.. وأردف : وهل هذا امر بسيط؟.. اجاب مطيبا خاطرته : لا.. ولكن هل تريدني ان احل لك المشكلة؟... اجاب الصفير بلهفة كمن لمح طوق النجاة في بحر يعج باسماك القرش مستفهما: وهل تستطيع؟.. قال بجدية واعتداد: نعم ياصديقي!.. والحل يكمن في جملتين، شرط ان تلتزم بالأولى، كي اخبرك الثانية.. اتفقنا؟؟ .. أجاب باستسلام : اتفقنا! قال : لا تهتم بالامور الصغيرة، فهي تافهة!... اجاب باقتناع: حسنا! قال: والثانية هي أن كل الامور تافهة!!
انفرجت اسارير الصغير، وملأت قلبه سعادة رسمت محياه، وطوق جده بذراعيه وهو يمطر اخاديد الخبرة والتجارب المثيره في وجنتيه قبلا حارة وقال مستبشرا:
هيا ياصديقي نتابع اللعب!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق