((... كؤوسُ القهرِ...))
ها هو القلبُ منَ الحبِّ هربْ
واحتمى منهُ كثيراً و احتجبْ
كيفَ بي!! لو أنَّهُ منِّي دنا
كانَ وجداً و أواراً منْ لهبْ
أكتفي بالبعدِ حتَّى أنَّني
صحْتُ يا ويلاهُ لو منِّي اقتربْ
ليتَ هذا القلبَ يغفو مرَّةً
ناسياً ما كانَ منْ كانَ السَّببْ
كانَ ردحاً منْ زمانٍ سرَّنا
صارَ ذكرى في تلافيفِ الحقبْ
ذكَّرَتْني نسمةٌ ريَّانةٌ
كيفَ كنَّا نلتقي خلفَ القصبْ
نسرقُ القبلةَ، يهفو خلفَنا
كلُّ غصنٍ ينتشي حتّى الطَّربْ
ظِلْتُ أهذي، و بلادي تكتوي
طارَ لبِّي، باعَني حتّى العربْ
فتباكوا، دمعُهمْ أكذوبةٌ
دمُنا يحلو كثيراً، ما العجبْ
كلُّ جرحٍ في بلادي نازفٍ
نهرُ حبٍّ لترابٍ منْ ذهبْ
فدبيبُ القلبِ منها و لها
لا تسلْني يا صديقي كيفَ دبّْ
يحفرُ الآهاتِ أخدوداً كما
يحفرُ الماءُ أخاديدَ القربْ
يحتفي الأحبابُ باللقيا معاً
وأنا أشتاقُ أنْ أنسى الكربْ
زارَني طيفُ بلادي حاملاً
كأسَ قهرٍ عندَ رأسي وانسكبْ
فأحالَ الصُّبحَ ليلاً دامساً
و أحالَ الكونَ أشلاءَ لعبْ
و دنا منْ أذني يهمسُ لي :
كيفَ حالُ الشِّامِ ما حالُ حلبْ
أدلبُ الخضراءُ ما قصَّتُها
زيتُها، زيتونُها، طعمُ العنبْ
ألديرِ الزُّورِ منكمْ خبرٌ
جسرُها، والماءُ يعلوهُ الحببْ
تدمرٌ هلْ لكَ أنْ تخبرَني
كيفَ حالُ النِّخلِ ماطعمُ الرُّطبْ
سهلُ حورانَ ودرعا لمْ تزلْ
منبعُ الأمواهِ فيها و المصبّْ
ما استطعتُ النُّطقَ قدْ لعثمَني
حالُ أطفالٍ بلا أمٍّ و أبْ
جلُّهمْ مزَّقَهمْ باغٍ هنا
إرباً منثورةً تتلو إربْ
و بفعلِ الغازِ صاروا جثثاً
يكتبُ التَّاريخُ عنْها ما كتبْ
هزَّني، هزَّ فؤادي صارخاً
ماتتِ الأنسابُ تبّاً ألفَ تبّْ.
عبدالرزاق محمد الأشقر. سوريا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق