شَــاطِــىء الحِــرْمَــانِ
تَاهَتْ عَـلَى شَاطِىء الحِـرْمَانِ أُمْـنـِيَـتِي
وَاسْتَـوْطَـنَ الهَمُّ أيَّامِيْ وَسَاعَـاتِي
وَصَارَ دَهْرِي بِسَوطِ الـحِـقْـدِ يَـجْـلِـدُنِي
كَأنَّـمَـا الذُّلُّ مَـكْـتُـوبٌ عَـلى ذَاتِي
أبْحَرْتُ فِي يَمِّ حُزْنٍ لَا أمَانَ لَهُ
وَلا قَرَارَ سِوَى ذَبْحِ ابْــتِـسَامَاتِي
شُطْآنَـهُ الـفَـجَّـةُ الغَـبْـرَاءُ تَـرْفُـضُـنُي
أنَّـى اتْـجَـهْـتُ لأُلْـقِـي حَـبْـلَ مَـرْسَـاتِي
وَتَسْتَـبِـيْـحُ دَمِيْ حَـمْـقَـى خَـنَـاجِـرِهِ
فَـتَستَـفِـيْـضُ مِـنَ الشَّكْوَى جِـرَاحَـاتِي
وَهَـبْـتُ لَمْ أنْـتَـظِـرْ شُكْـرًا عَـلى هِــبَـتِي
بَلْ كَانَ نَـيْـلُ الـرِّضَا أوْلَى اهْـتِـمَامَاتِي
نَـثَـرْتُ عُــمْـرِيْ عَـلَى أَدْرَاجِهِمْ عَـبَـقًا
وَيَاسَمِـيْـنًا عَـلَى أَعْـتَـابِ سَادَاتِي
حُبٌّ تَـعَـمَّـقَ فِي نَـفْـسِيْ فَـأوْقَـعَـهَـا
قَــيْـدُ الـعُـيُـوْنُ الـتِي تَـهْـوَى احْـتِـضَارَاتِي
هُمْ خِـيْـرَةُ الأَهْلِ وَالـخِـلَّانِ أَحْـسَـبَهُـمْ
حِـيْـنًا وَحِـيْـنًا أرَىْ فِــيْـهِـمْ مَـسَـرَّاتِي
ظَـنَـنْـتُ خَـيْـرًا بِـهِـمْ إِنْ سَامَـنِيْ زَمَـنِيْ
سُـوْءًا وَإِنْ أَطْـفَـأَتْ نُـوْرِيْ حَـمَـاقَـاتِي
لَـكِـنَّ ظَـنَّي بِحُسنِ القَـولِ أوْهَــمَـنِيْ
خَـابَـتْ ظُـنُـوْنِيْ وَمَا أَجْـدَتْ قِـرَاءاتِي
مَا دَارَ فِي خَـلَـدِيْ ألْـقَـى مُــؤَامَـرَةً
يَـغْــتَـالُ فِــيْـهَـا الــدُّجَـى أضْـواءُ شَمْـعَـاتِي
عَــقْـدَانِ مَـرَّا وَأيَّامِيْ مُـبَـعْــثَـرَةٌ
مَابَــيْـنَ جَزْرٍ وَمَــدٍّ قَـضَّ رَاحَاتِي
أصِـيْـحُ لَا قَــبْـضَـةُ السَـيَّـافِ تَـعْـتُـقُـنِـي
يَـوْمًا وَلَا أَسْـمَـعَـتْ قَوْمِيْ صُـرَاخَـاتِي
تَـغَـلْـغَـلِيْ يَا نُـيُـوبُ الـدَّهْـرِ وَاقْــتَـطِـعِـيْ
شِـرْيَـانَ رُوْحِيْ وَزيْدِيْ حَـجْـمَ مَأْسَاتِي
لَا تُـبْـقِ مِنْ حِـقْـدُكِ الْـمَـسْـمُـوْمِ بَـاقِـيَـةً
وَلَا تُـبَـالِي إذَا اشْــتَـدَّ تْ مُــعَـانَـاتي
فَالشَّاةُ بَـعْـدُ الرَّدَى لَا طَـعْـنَ يُـؤْلِــمُـهَـا
وَلا تُـحِـسُّ إذَا حُـزَّتْ بِــمِـدْيَـاتِ
وَلَا رَضِيْـعٌ بِـيَـوْمِ الـبَـعْـثِ يَـشْـغَـلُـهُ
مَــــرُّ الـصِّـرَاطِ وَلَا فَــضُّ الـسِّـجِـلّاتِ
فَـــرُحْتُ أُحْـصِيْ قَـصَاصَاتِـي أُقَــلِّـبُـهَـا
لِأَكْـشِفَ السِّتْـرَ عَـنْ بَـعْـضِ الخَـسَاراتِ
كَـعَـادَةِ الــتّاجِـرِ الـمَـخْـدُوعِ رَاوَدَنِـي
رَصْـدُ الـفَـسَـادِ الذِي أرْدَى تِـجَـارَاتِي
أو أسْـتَـدِلُّ عَـلى رَقْـمٍ يُـسَـاعِـدُنِـي
فِي ذَاكَ مُـسْتَـخْـدِمًا أقْـصَى الـمَـهَـارَاتِ
فَـكَـانَـتِ اللّـعْــنَـةُ الكُـبْـرَى تُـطَارِدُنِـي
لَمْ تَـقْـبَـلِ الصَّرْفَ أفْــعَـالِي بِأكْـمَـلِـهـا
فِي كُلِّ سَـطْـرٍ أَرَى أشْلاءَ أمْوَاتِ
وَلَا تَـلاقَـتْ عَـلى نَـفْـعٍ إجَـابَـاتِـي
وَفِي الحِسَابِ كَـبَـوْتُ فِي مُـوَازَنَـتِـي
فَـأصْـبَـحَ الصِّـفْــرُ بَــرَّاقًـا بِـخَـانَـاتِي
تَـرَنَّـحِـي يَـا سِـنِـيْـنَ الـعُـمْـرِ وَانْـكَـسِرِيْ
مَاذَا تَــبَـقَّى وَمَـا يَـحْـلُـوْ لِــمَـوْلَاتِي
مَوْؤُدَ ةٌ كُلَّ أحْـلَامِـي وَمُـوْغِــلَـةٌ
فِي لُـجَّـةِ الـهَـمِّ أطْــويْـهَـا شِـرَاعَـا تِـي
وَالـرُّوْحُ ظَــمْـآى وَأغْـصَانِي مُـهَـشَّـمَـةٌ
وَالـطَّـيْـرُ حَـامَتْ بَـعِـيْـدًا عَـنْ فَـضَاءَاتِي
وَرُغْمَ هَذَا الـبَـلَا مَـا زِلْـتُ مُـعْـتًـصِـمًا
بِـحَـبْـلِ رَبٍّ أُنَـاجِـيْـهِ بِسَجْـدَاتِي
وَأسْـتَـعِــيْـذُ بِهِ مِنْ كًــيْـدِ مَـاكِـرَةٍ
مِـنَ الأنَامِ وَأبْـكِيْ فِي عِــبَـادَاتِي.
*********
شـعـر: خـلـف كلكول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق