{ ولادة فراشة }
دقَّت ساعة الهروب
خرجت من شرنقتها
نفضت غبار ليلها
ورمت في وجهه ثوب عذابها
وأزاحت لثام ستائر فجرها
لـ ترى وجه نهارها المسلوب
.........
اليوم سوف ترمي في حضن السماء
آخر صرخة وجع
من كأس حُزنها المسكوب
اليوم سوف يفك قيد أسرها
سوف تنفصل الروح عن حبل ليل سرها
وتخرج الى مساحات حلمها
ستتحرر من ضجيج لهاث أنفاسها
ومن ساعات الإلتفاف ..... والإنغماس
داخل قلبها المتَّرع بصبر أيوب
..........
هي دوائر ودوائر .... قاتله
كانت تأخذها الى رقصات الجنون
مع أعمدة سنينها الصامتة
وغياهب قدرها المُعتم
ودهاليز العدم
تهدأ .... ثم تثور
ترفض أن يسكنها الخضوع
ترفض أن ينفلت قلبها من بين الضلوع
وأن يكون جسدها
المنحوت بالورد مليئاً بالندوب
...........
تلهث داخل أقبيتها وراء قبس من نور
.......وراء رائحة عنّْبر وخيوط بخور
يُلاحقها مساحب طيفها
فترى نفسها في نقطة انطلاقها
الى الفراغ اللا متناهي
فكل شيئ حولها طسم
وعدم ...
وعدم
.. وعدم
گ رهبة جوف حوت ( يونس )
في ظلمة بحره تجوب
.........
اليوم ..... سوف تكسر الدائرة
ولن تعود الفراشة الحائرة
ستتحقق بإن أحلامها ليست عاقرة
لم يبقى إلا ساعات متبقية
لـ تسمع صوت نبضها
ستتدفق جداول دمها
تروي افلاج شراينها
لتنبعث ويخرج من ثباتها .... صراختها الاولى
وتخلع نفسها من حبال أنفاس صقيعها
المنحوت على جدران صمتها المصلوب
..........
اليوم سوف تكتب تواشيح
على أجنحة السماء لذكرى ولادتها الثانية
فعربات الريح ملأَى بالحبور
زُينت بأقواس أكاليل الغار والزهور
وعناقيد الحياة تنتظرها على جسر العبور
سترى وجه السماء بعد ليالي القهر
وتتغلغل في جسدها دفءَ عيون الشمس
اليوم سوف ينكسر جدار جليد الروح
وتنفلت من عتمة الأمس
تُسابق فرحتها قهقهات النهر
وتغسل بنقاءه وصفاءه ولادتها
تُغازل الربيع وتلوِّن بريشته زُغابها
تنطلق تبحث عن جمال نفسها
عن بقايا أُنوثتها
عن طائر روحها الطروب
.......،،.
كانت تعلم إنها ستدخل في نفق الأقدار
وإن بعد وحشة الليل يأتي فجر النهار
وخلف مستنقعات الملح وحات من العسل
وخلف قفار سجنها
أشجار ثمارها أمل
وما كان عليها سوى الإنتظار
... والإنتظار
..... والإنتظار
اليوم انكسر الجدار
وبدأت حكاية ولادة فراشة
خرجت من براثن القهر والإعتقال
ليلامس خدها أصابع الفجر
وتعانق وجه النهار
وتكتب أشعار
على أوراق ربيعها الخضوب
علاء الغريب / كاتب صحفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق