تاؤها .....
مزقت جميع قصاصاتها الورقية
التي خبأتها بين دفتي كتبها المدرسية القديمة ...
ورمتها من نافذة قصرها الشامخ
مع بعض بتلات الياسمين المحنطة منذ سنين .. تهاوت القصاصات سابحة
في ذاك الفضاء الفاصل
بين مقعدها الرزين في الأعلى
وبين سطح الأرض ...
رمقتها بحزن ...
كانت تناشد من أعماق
نفسها قانون الجاذبية ليتوقف قليلا ..
كانت تود لو يتجمد المشهد برمته ...
لترى آخر محتويات حقيبة ذكرياتها
معلقة بالفضاء أمام عينيها الثكلاوين ...
إنهمكت كفاها
بمسح عبراتها المتدحرجة بغزارة
فوق خديها الشامخين ...
وبرقت عيناها
من فرط اغتسالها بالدموع ...
فبدت أكثر سحرا وجمالا ...
خانها قانون الجاذبية الأرضية ...
فأردى قصاصاتها صرعى
تدوسها نعال العابرين ...
تنهدت من أعماق قلبها ألما ...
أحست أنها مزقت بدم بارد
كل امتيازاتها المدرسية القديمة ..
ووثائق تفوقها ...
وعبارات الإطراء من أساتذتها ...
وتقييمات آخر العام الدراسي
التي كانت مثار فخر لها أمام أقرانها ...
شعرت بضيق يعتلي صدرها ...
نظرت إلى ساعة معصمها ...
رأت عقاربها ترمقها ساخرة ...
أحست أنها أصبحت مهزلة العصر ...
يزدريها كل ما يحيط بها ..
لكنها ما لبثت أن لملمت شعثها المتناثر
ثم رفعت رأسها باتجاه الشمس ...
ابتسمت ابتسامة تفوق كبير ...
أحست برغبة شديدة للاستحمام
ببريق الشمس ..
علها تغسل أدران اليأس ...
وتعتلي صهوة المجد والفخار ...
فهي امرأة معجونة بماء الإباء ...
لن تضعفها سفاسف الأشياء ...
ولن يثنيها تهاوي أحلامها العرجاء
من قمة صعدت إليها بمشقة وكبرياء ...
هي ليست مستعدة لأن تنزل درجة واحدة
من ذاك السلم العريق ...
وطلبت من شمسها
ان تبقى ساطعة
تشرق فوق مساحة وجهها الأنيق ...
لتمده بالنور والنقاء ....
إنها تعشق أن تظل غيمة عطر
تخيم في سماء الإباء ...
وتعشق ذاك التاج
الذي يكلل رأس تاء التأنيث ...
التي تنحني أمامها كل حروف الهجاء ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق