قصيدة بعنوان " هي ...." كاملة
هي الزمردُ المتمردُ على صفاتهِ
تعِد لك متكأً في منفاكْ و تنساكْ
و تدوخُ ليلكَ كبعوضةٍ
فتستنفرُ حواسكَ كلها
كأنكَ تُصغي إلى شبحٍ يغتابُ شبحاً
قد تمنحكَ خوخةَ خدِّها
و قد تشنُقكَ بخيطٍ من حريرْ
أنثى خرافيةٌ ، من شدةِ تقشفها تفيضُ
كأنكَ فيها عاصفةٌ لا تحركُ قَشةً
أو كأنكَ طائرٌ نسي كيفَ يطيرْ
لا هي غيبيةٌ تماماً و لاحسيةٌ تماماً
أنتَ فيها الأم و أنتَ القابلةْ
قد تكون رتيبةَ التفاصيلِ كالمواويلْ
تحبكَ وحيداً صافيَ السريرةِ كالحمامْ
هي الوعيُ كثيفٌ كرائحة أمكَ
حين يصفو فيأخذكَ الوحيُ
و ينقذ قلبكَ من ورطةٍ وجوديةٍ
لكنك تحتاجُ إلى مهارةِ حزيرانَ
كي تطوعَ الزنبقاتِ الجانحاتْ
و قليلٍ من الموهبةِ
كي تقتفي آثار قلبكَ في الظلامْ
هي مَوالُ نحلةٍ يرددهُ الصدى
ينعشُ دمها الفضيّ عروقَ خيالكْ
و تجعلُ قلبكَ الفقيرَ يستشيطُ سعادةً
قد تجيءُ مشبعةً بالتفاصيلِ المملةِ
كأنها غيمةٌ هلاميةٌ دحرجَها إليكَ السرابُ
طوعَ أهوائكَ
بأقلَّ من إيماءةٍ منكَ ترشحُ نبيذاً
و قد تهزمكَ بمكرِها
فيضحكُ قلبكَ من شدةِ الهذيانْ
فالكنايةُ فيها أختُ الغوايةِ
و الغموضُ امتحانُ البصيرةِ للمجازْ
فجائيةٌ كالموتِ ، قد تأكلُ لحمَ قائِلِها
كلما ظننتَ وصلتَ إليها لم تصلْ
هي هلالٌ زائلٌ
قد تراها على ضوئهِ
لا هي معاديةٌ و لا هي محايدةٌ
بكل ما أوتيتَ من سذاجةٍ تسألها
هل لموتايَ يدٌ لما أنا فيه ...!
أم تكتفي بما علمكَ الغرابُ ...!
أحمد بوحويطا أبو فيروز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق