بين الأمسِ واليومِ
...........
اليوم قامتْ تَشْتَكي......تَهْجُو حبيبا ما غَدَرْ
جاءت تُمَاري في الهوى...أني أنا مَن قد هَجَرْ
واللهُ يَشهَدُ في العُلَا.....ما خُنتُ عهديَ في السَمَرْ
نَقََضَتْ هناكَ عُهُودَنا...نَسِيَتْ هوانا في السَّحَرْ
قد كان عشقي فى الوري...شوقا فريدا لا غَرَرْ
صارتْ لها فى وحدتي...كلّ الأعاجبِ في الفِكَرْ
وعَشَقْتُ فيها لُطفهَا...في صوتها كل الخَدَرْ
وعيونُها في وجهِهَا...حَوراءُ ما أحلَى الحَوَرْ
لو ما أّعَدِّدُ حُسْنَهَا..أبهَى وأجملُ مِن قمَرْ
ناهيكَ عن أخلاقها...طُهْرُ العفافِ بها بَهَرْ
ولئن شَدَوتُ بفضلها...تأتي الحَكَايا كالمطرْ
لكن ومهما إن حَكَتْ...تلك الحروفُ مِن الدَّرَرْ
يَبقَى لها في مُهجتي...ماليس فى قولِ البشَرْ
ولقد عَشَقْتُ نداءها...بالشوقِ فى قلبي انتشَرْ
ولقد مَضَتْ مِن يومِها...غابتْ وذابتْ فى القدَرْ
أخّذَتْ لها أحلامَنَا...والقلبُ مِن قهْري انشَطَرْ
ولَكَم رَجَوتُ بقاءَها...لكنها تنوي السَفَرْ
غابتْ فماتتْ مهجتِي...واللَّمعُ في عينى انصَهَرْ
مَلَأتْ شُجُوني لَحظَتِى...والفرْحُ فى قلبي انكسَرْ
حين استباحتْ عالَمي...صَدَّقتُها دون النَّظَرْ
واليومُ أنكَرَتِ الهوى...تلك النساءُ بها العِبَرْ
قالت فإني لم أكن...يوما حبيبا قد ظَهَرْ
هذا جنونٌ في الورى...يا صاحَ لا تقْفُو الأثَرْ
أكْفُفْ فؤادَكَ وانتهِ...واحفظْ فؤادَكَ والبصَرْ!!!
يا ويلتِي فى غُربتي...هل صار قلبكِ كالحجَرْ
كيف استحالَ الشوقُ مِن... وَهْمِ الظنُون إذا اشتَهَرْ
مهلا رويدا لم أكن...أنسَى غراما قد بَهَرْ
ولْتَذْكري قولي لكِ....أهواكِ دوما يا قمرْ
جَهرا حَكَيتُ القولَ بل...أسمعتُهُ كلَّ البشرْ
أشْهَرْتُهُ بين الدُّنا...والشوقُ فاضَ كما انهَمَرْ
فلْتَنْتَهِي ولْتَعْلَمِي..أنّي امرؤٌ قلبي انشَطَرْ
قد صرتُ ظِلَّا في الثرَى...ما عُدْتُ لَيثَا بل أثَرْ
عبدالله البنداري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق