الجمعة، 31 يناير 2020

خالد الحسين. نحن شعب .... لا نساوم

نحن  شعب ....   لا نساوم 

         نحن  شعب      لا نساوم 
         درب   أقصانا     جماجم 

         قد عشقنا   الموت    عزّاً     
         طفلنا     سيفٌ     مقاوم 

         قدسنا    دِينٌ        ودَينٌ  
         عهدنا      حدُّ    الصوارم 

        نرفع      السيف       لواء      
       لم نعد   نهوى      الحمائم 

       لا تقولوا     أين       كنتم 
       أين أنتم     في   المعاجم 

        كلُّ قبرٍ          بوح  فجرٍ
         كم جهلتم   في التراجم 

       نحن  عكا       نحن   يافا
       نحن       من غزة   هاشم 

        نحن    أبناء       المعالي 
        عنتر     والزير      سالم 

         خالدٌ    قد  عاد      فينا 
         صرخةٌ  في وجه  ظالم 

          قد  ورثنا  المجد  ديناً
         جدُّنا    الطائيُّ    حاتم

         أمّنا  الخنساء     فاعلَمْ
         أرضعتنا         بالعزائم

         نحن موسى نحن طارقْ
         ليس    ظنّاً  أو  مزاعم 

         هل نسيتم ؟!  ذا صلاحٌ
         عاد   من حطين   غانم

         فاعلموا     أنّا      أسودٌ
         ما  خلقنا    كي  نساوم

خالد الحسين

بغداد -------------- الحسن عباس مسعود --------------

بغداد

--------------

الحسن عباس مسعود

--------------

ســمــع الــغــرام ســؤالـهـا وجــوابــي

فـاسـتـمطرت نـفـسي بـغـير سـحـاب

تـتـنقل " الـروحـاء" مــن كـتـب الـنـدى

لــهـوى الـقـلوب ، لـدهـشة الإعـجـاب

شــفـة الـعـلوم ودوحــة الـحـب الـتـي

شـــفــت الــعـلـيـل بــدجـلـة ورضــــاب

وجــزالــة الــشــدو الـصـهـيل وخـيـلـها

والــخــيـر مــعــقـود عـــلــى الأجــنــاب

ومــــــــآذن الــتــهـلـيـل شـــاهــقــة إذا

صــدحــت تــــوارت ضــجــة الأصــخــاب

هـبـط الـمـساء " بــذات حـزن " طـاويا

كــــــل الــنــجــوم بــظـلـمـة ومـــصــاب

بــكـت الـمـجـرات الــتـي كـــم هـلـلت

أسـفـت عـلـى أســد الـشرى بـالغاب

هـطـل الأســى كـالـسيل زمـجرجارفا

جــــنـــات تــــاريـــخ وألــــــف حـــجـــاب

والـــعـــاديـــات تـــجـــمــدت كـــراتـــهــا

والـــمـــوريــات تـــمــرغــت بـــخــضــاب

غــلـب الـضـباب فــأي عـاصـفة تــرى؟

وكـــانـــهــا دارت رحـــــــى بـــشــهــاب

ضـــرر تـسـتـر فـــي الــفـلا مـتـخـفيا ؟

أم كـــــان مـخـتـبـئـا مـــــن الأعــــراب؟

وَبَـــدَتْ لــهـمْ فـــوق الـخـيـال سـفـينة

فــمـضـوا إلـيـهـا بــيـن مـــوج ســـراب؟

فــتـحـطـمـوا ظـــمـــأً بــيــابــس أمـــــة

وتــألــمــت بـــغـــداد عـــنـــد عــتــابـي

بـــغــداد أنـــــت هــديــتـي وصـفـيـتـي

وحـبـيـبتي . ضـيـعـت كـيـف صـوابـي؟

شـــردت وأسـكـتـت الـمـنـي مـقـهورة

وكـــأنــهــا جـــبـــل مــــــن الأوصــــــاب

وبــكــت "بـمـربـدهـا" الــقـوافـي مـــرة

واســتـنـزفـت مــطــرا مــــع الــسـيـاب

يــا بـنت "بـابل" قـد سـفكت قـريحتي

وسـكـبـت نـــار الــحـزن فـــوق تـرابـي

فــقـدت لــديـك " الـعـامـرية " قـيـسها

فــتــمـلأت قـــصــص الــهــوى بــعــذاب

هـي مـا رأت فـي "الأعـظمية" هـائما

مـــــن " بــابــك الــشـرقـي" لــلأبــواب

وبــهـا ســألـت " أبـــا دشــيـر" كـاتـمـا

لــون الـسـؤال يـذوب فـي اسـتجوابي

هــل مــا تــزال هـنا الـعراق حـبيبتي؟

ولــم " الـهـوا الـشـرجي" بـلا إيـجاب؟

عصفت به حمم " الهوا الغربي" التي

آلــــت إلــــي " الـبـيـاع" أم لـمـرابـي؟

فــتـألـم " الـعـشـريـن " مــــن عـــداده

بــشــبــابـه وبــوجــهــه الــمـتـصـابـي؟

سـكـبـت عــلـي "الـجـادريـة" عـطـرها

حـيـن احـتـمت مــن هـجـمة الأغــراب

وبــــدت تــمـشـط شــعـرهـا بـأنـامـلي

فــتــكـفـل " الــمــنـصـور" بــالإعــجــاب

يـــا عـمـنـا " الـكـنـدي" بـــدل لـهـفتي

وانــقـل لـقـلـب " الـحـارثـية" مـــا بــي

أولــــم تــــزل راقٍ بـشـيـمـة حـسـنـها

وهــدوئــهــا وجــمــالـهـا الــمـنـسـاب؟

وعـلـى جـبـين "الـغـرب" بـانت "دورة"

بــنــخـيـلـهـا الــمــعــقــود كـــالأعــنــاب

يـــا ويـحـهـم قــتـل الـمـغـول مـديـنتي

وتــراقــصـوا فـــــي حــانـهـا بــشـرابـي

عـبـروا إلــى مـدن الـعروبة فـي دمـي

جــعــلــوا الــمــدائــن رثــــــة كــيــبــاب

كــســروا الــــدواة فـبـعـثـرت أحـبـارهـا

مـــا عـــدت أكـتـب غـيـثهم بـسـحابي

طـــغــت الــهــمـوم وحـــرهــا وتــرابـهـا

هـطـلت عـلـى قـلـمي وفــوق كـتابي

وغـــنـــاء أوطـــانـــي تـــبــدل شــاكــيـا

حَــــزِنَـــاً كـــبـــوم أو نــعــيــق غــــــراب

فـبـكي " أبــو نـوّاس" مـن فـيض الـبلا

وتـغـافـل " الـسـعـدون" عــن إطـرابـي

فـطـفقت فــي الـتاريخ أخـتلق الـهوى

عـــــــل الــــزمـــان يـــعـــود بـــالأتـــراب

ويــعـيـد أطـعـمـتـي وطـاولـتـي الــتـي

مـــن مـــاء دجــلـة أتــرعـت أصـحـابـي

ويــــلــــي أذاك فـــراتـــنــا وضـــفـــافــه

مــصـلـوبـة وبـــــدت بــلــون مــصـابـي؟

وطــن إذا اسـتـعصى وفــل مــن الـعدا

نــجــبــا لـــهـــم بــكــيـاسـة الالـــبـــاب

ســـاقــوا لـــــه أبـــنــاءه غـــــدروا بـــــه

لــيـمـوت فـــي عــيـش وبــيـن خـــراب

غــرســوا بــــه خــوفــا بــأبــدان بــــدت

عــربــيــة مـــــن غـــيــر مـــــا إعـــــراب

فـوجـئـت بــابـن سـلـول فــي إعـلامـه

وصــــدمـــت بــالـعـنـسـي والـــكـــذاب

وســجــاح صــــارت نــخـبـة بـمـسـائـنا

تــــدعـــو لـــردتــهــا بـــغــيــر جـــــــواب

وسـمـعـت فــيـه أبــا الـجـهالة يـعـتلي

كــــرهـــا مــنــابـرهـا بــغــيــر صــــــواب

قــتــلـوا الـــجــذور ومــزقــوا أشــلاءهــا

وتـــفـــاخــروا بـــأصـــالــة الأنــــســــاب

بـرقـت لــدى الأســلاف مــن أسـيـافنا

هــــنـــديـــة حـــجـــريـــة الأهـــــــــداب

فــــإذا بـــدوا مـــن شــرفـة الـتـاريـخ أو

نـــظــروا إلــــى الأحــفــاد بـاسـتـغـراب

لـتـبـرأوا خــجـلا عــلـى طــول الـمـدى

مــــاذا بــنــا يــدعــو إلــــى الإعــجـاب؟

أيــفــاخـر الــصــبـح الـــوضــئ بـلـيـلـه؟

والـشـمس هــل تـزهـو بـطول غـياب؟

تـــلــك الــفــروع أفــارقــت أغـصـانـهـا؟

وتـزاحـمـت فـــي كــومـة الأخــشـاب؟

هـــل تـسـتـوي ونـضـيـرة فـــي أيـكـها

وتـعـيـش فـــي رغـــد وفـــي تـرحـاب؟

وهــل الـفـريسة تـصـقل الـنـاب الــذي

سـيـفُـتُّ فـــي الأشـــلاء والأصـــلاب؟

وتــعــد فــيــه مــــن الـمـدائـح مـلـحـما

وتــهــيــم تـــذكــر رحـــمــة الأنـــيــاب؟

ودمـــاؤنـــا لـــــو مـــــا تـــــزال دمـــاؤنــا

لـــتــبــرأت مـــــــن خــيــبــة وعــــــذاب

أألـــــوم فـــرســا مـــزقــوا وتــطــاولـوا؟

وأعــاتـب الأحــبـاش وســـط ضـبـابي؟

وأقــــــول لـــلـــروم الـــذيـــن تــكــالـبـوا

ذبــحــوا الـنـخـيـل وتـمـرهـا بـحـرابـي؟

شــكـرا لــكـم فـلـقـد حـمـيـتم مـجـدنا

وقــتــلــتــم الأعــــــــراب بــــالأعـــراب؟

وجــعـلـتـم الأحـــــزان طـــعــم فــراتــنـا

وقـــديـــدنـــا وتـــراثـــنـــا الــمــنــســاب

دانــــت لــكــم ســبـأ وشـــام أذعــنـت

وتـــســـابــق الــجــبــنــاء بــالــتــرحـاب

أســـرت بـــلادي فـــي زنـــازن نـفـطها

وهــمـومـهـا صـــــارت كـــعــود ثـــقــاب

رســمــوا مـذلـتـهـا الـقـمـيـئة بـالـخـنـا

وتـــــدثــــروا بـــالـــخـــوف والأذنــــــــاب

قـــالــوا لــنــا عــــن طــفـلـة مــذعــورة

أصـــــل الـــشــرور وبـــــذرة الإرهـــــاب

فـــــإذا الـعـجـيـبـة فــارقــت أصـحـابـهـا

وتـــــبـــــدل الأعـــــــــداء بـــالأحـــبـــاب

ســلــبــت بــراقـعـهـا ومـــــزق ثــوبــهـا

فــــزهـــت بــعــفـتـهـا بـــغــيــر ثـــيـــاب

وحـــــروف مـعـجـمـنا أتــــت مــهـزومـة

قـــــد صـــفــدت مــكـسـورة الإعــــراب

مــــــا لــلــخـلافـة كـــســـرت أنــيـابـهـا

وتــفــرقــت فــــــي كـــثــرة الــحــجـاب

قـــد أوهــمـوا فـيـها الـثـعالب بـالـمنى

، وعـــــدوا الــجــبـان بــجــنـة وثـــــواب

وتــعــيــســة بــجــراحــهــا وتـــألـــمــت

مــخــضـوبـة لـــكـــن بــغــيــر خـــضــاب

وإذا الــخـيـانـة قـــــد بـــــدت مـــزهــوة

وفـــــخـــــورة بــربــيــبــهـا الـــمـــرتـــاب

الـــفــخــر ولـــــــى وانــــــزوت آمـــالـــه

وبـــكــت عــيــون الــقــوم بــالإسـهـاب

يــــا زهـــرة عــبـقُ الــزمـانِ زَهَـــا بــهـا

ثــــــم انــــــزوت لـــضـــراوة الــحــطــاب

أهــل " الـرشاد" تـعجبوا مـن صـبوتي

وتـــظـــاهــروا بــمــكــامـن الإطــــنـــاب

" يـالـلرصافة " هــل سـتـبدي شـرقها

وتـعـيد " دجـلـة " فــي مـتـون كـتـابي

أنـعـم " بـحـي الـشعب " يـحيي عـزه

وكـــرامـــة نــســيـت كــهــمـل تـــــراب

و " الـشعلة " انـتفضت لـتدفئ أهلها

" ذات الـسـلاسـل" أتــرعـت ألـقـابـي

رســمـت بـوجـه " الـصـالحية " نـورهـا

ولـــزهـــوة " الــطـوبـجـي" والـــطــلاب

وكـظـمـت غــيـظ "الـكـاظـمية" مـتـعـبا

ولـــغــضــبــة الـــتـــاريــخ والأحــــقــــاب

“ حــــي الــربـيـع " إذا أتـــى مـتـمـايلا

و" بــســبــع أبـــكــار" يـــــرد جـــوابــي

ولأعـــرف " الـيـرمـوك " أنـهـض خـالـدا

لــم أرض أن يـجـبي الـقـبيلة جـابي ؟

ظــهــرت شـمـائـلـك الــتــي أخـفـيـنها

فـي " الـكرخ " قـد لمعت مع الترحاب

عـــودي إلــى دار الـحـقيقة واشـربـي

نــخــب الــكـرامـة "ســيــد الأنــخــاب"

وفاء فواز \\ دمشق. وعدتُكَ أن أبقى ..

وعدتُكَ أن أبقى ..

أن أوقظَ العُمرَ الغافي

منحتُكَ نفساً أمارة بالشوق

أبحثُ عن شيء ما أهبهُ لك

تواقةٌ هي روحي للامتلاء بك

بضع لحظات فقط ..

تنتظرنا في آخر الكون

علينا أن ننتظر نهاية الحلم

أن نشرّع نوافذنا المترعة بالغيوم

تعال ودع عنك عناء الشوق

اهزم خوفي عليك

عاتبني .. انهرني بقوة إن

غفل قلبي عنك

ارسمني كنسمة ربيع تهفو بين ..

السماء والأرض

أو كَ زهرة نمت على كفّكَ وقلبك !

وعدتُكَ أن أبقى ..

أن أُسقيكَ الفرح ألوان وألوان

أن أُفسّرَ أحلامكَ وأُداعبَ حنينك

أن أرتكب جناية سرقةً جميلة ..

يُعاتبني الليل عليها بطول السهر

لاتدعني أهذي بوجه المسافات

ففي موطئ أقدامنا ينبتُ على الأثر..

زهراً أوعطراً !

كم تحلو ممارسة التسكّع على وقع

أنغام المطر

وعناق الثلج ومرافقة رياح الأمل

وتوهّجِ أُنشودة تصدح بنبضي ..

على ايقاع الشوق

ولوكنتُ طيراً لغرّدتُ لكَ بلا ملل

ورفرفتُ بجناحي حتى أسقط ..

بمصيدة قلبكَ ............!!!!!!!!!!!!!!!!!

وفاء فواز \\ دمشق

شيت العساف// سنبني جدار العز رغم الزلازل

سنبني جدار العز رغم الزلازل
باثواب صدق من تراث الاماثل

بايام فخر نالها من يعيشها
ليدني صهيل الخيل سوح المحافل

فما نال ذو خوف عظيما ورفعة
ولا سار يوما في ركاب الاوائل

على درب تبني اسارير فرحة
يكون لقاها رغم انف الاراذل

فنردعها حينا وحينا يذيقنا
وبالا من الايام باسم التنازل

ارى نشجة الاحزان تبكي فراقها
وتشكوا نواح الحزن سير الرواحل

ليدنو من الضلام من كان ضالم
وتجري دماء الاسد وسط الجداول

ستجري مع الانهار موجات عشقهم
ويعتاش من زور ضباع التجاهل

فان دامت الاحزان دامت لقتلنا
وقد اذنت بالموت كل الوسائل

واضحى كباش القوم يلقوا سيوفهم
ولا خيرهم ياتي ويدنيه باطل

فأن يرتفع عرب ويعلو مقامهم
اذا ما تناهوا عن سفيه وخامل

فيا هادم اللذات من كل جمعهم
ويا هازم الارماح جذ الاباطل

عسى يبدل الاشراق ليل انخذالهم
ويعلو شعاع الشمس نحو الاماثل

ويمضي مع نهر تدانا صفاؤنا
فيدني لغسل الذل عند القبائل

ويبدو ضياء النور من بعد عتمة
وتندي زهور الصبح كل الجداول

ويعلو على سيما الجباه بعزة
لتغدوا من الافراح نحو الخمائل

شيت العساف//

عبدالرزاق الرواشدة \ البسيط التام. ( أين العلاءُ )

    
( أين العلاءُ )
إنِّي كتبتُ نزيفَ الوجدِ من قلمي
لمَّا رأيتُ ربيبَ الكفرِ والصَّنمِ

يرمي البلاءَ ويهوى كلَّ مُرتجِفٍ
ساقَ الخبيثَ وبات الأمرُ للرِّمَمِ

قولوا له إنَّ للأوطانِ راعيةٌ
تشدو الوفاءَ كما الأعلامِ في القِمَمِ

كلُّ الزَّوابعِ للتاريخِ مزبلةٌ
اسألْ عليها ترى الأوراقَ كالعدمِ

كم كان عصفٌ من الأشرارِ مُغترفا
ألهى العيونَ ولبَّى كلَّ ذي نِقمِ

حتى تنادى مُنيرُ الحقِّ يردعُه
ولَّى بعيدا وذاك الغدرُ لم يدُمِ

لن نستكينَ ومهما الليلُ أرَّقنا
لا بدَّ يوما يُنيرُ الصُّبحُ مُبتسمي

عهدا علينا سيرحلُ كلُّ مُغتصِبٍ
الصِّدقُ نورٌ ولن يشكو من الَّلممِ

لن نرتضي خادِعا جاء يُرعبُنا
ذرَّ الرَّمادَ على ضعفٍ من الهِممِ

يا أيُّها العُربُ ليس الصَّمتُ يرحمُكم
أين العلاءُ وأين الشَّوقُ للقيمِ
================= عبدالرزاق الرواشدة \ البسيط التام

(لا لصفقة القرن )

نحنُ أو نحنُ
لا خيار سوانا 
هذه أرضنا وهذي سمانا

نحن أو نحنُ
قدسنا و ذُرانا
و الكنائسُ تحتفي بهوانا

ولها نبضنا يضجّ حنينا
ولها الروح في الوغى قربانا

منذ كانت ونحنُ أصلُ رباها
زيتها سرّنا  الذي ربّانا 

ملء أحجارها  عزائمُ صبرٍ
وعلى سفحها  تجودُ دمانا 

هاهنا  الرب كلّم موسى 
فبدا الطور خاشعا ً ولهانا

مريمُ الطهرِ  والمكانُ قصيٌّ 
ونبيٌّ  قد اصطفاهُ حنانا 

وإمامُ الأنامِ حين يصلي
قِبلَةَ الحق  لم تزل برهانا

ياجناح الملاكِ رفّ عليها
ياطريق البراق في مسرانا

كيف للصمتِ أن يكون  ملاذاً
حينما يغدرُ  الجميعُ عيانا ؟

أيّ عذرٍ  لنا ؟ و كيف سنحيا
والمرابون  يأكلون  حِمانا؟ 

وحده الموت من يكون دليلاً
في خضم الغثاءِ  .. في بلوانا

وسبيلاً إلى رجوعٍ قريبٍ 
إنهُ الله  من يقودُ خُطانا ...

(لا لصفقة القرن )

الثلاثاء، 28 يناير 2020

حافظ لفته عباس. عراق الشموخ 🇮🇶🏃‍♂️🌱

عراق الشموخ
 🇮🇶🏃‍♂️🌱
عراقٌ الحسين ورمز العلى
         عزيز عظيمٌ مهابٌ أبي 

عراق الشموخ وتاريخه
          كماءٍ يلذُّ لدى المشرب ِ

وكم طامع غادر غاشم
         لئيم حقود جهول غَبِي

كما جاء عاد وصُبَّتْ لَه  
 كؤوس من الموت لم تنضب ِ

وعاد الطغاة إلى موطني
     بليلٍ شديد الدجى مُرعب ِ

فهذا يريق الدماء وذا
    من الشعب يسرق كالثعلب ِ

بَليدٌ غَبيٌ ولم تتعظ ْ
 من الأمسِ في سالفِ الأحقب ِ

فهذا عراق الأُباة إذا
         يثورُ فما لك من مهرب ِ

فإنّ الشموس لدى موطني 
       ستشرقُ يوماً ولم تغرب ِ
🌱🏃‍♂️🇮🇶
✏️حافظ لفته عباس

ضمد كاظم الوسمي العراق. بؤس الحياة *

بؤس الحياة *
*
عَنْ وَرْدَةٍ سَلْ بُلْبُلَ الْأَفْياءِ
هَلْ نالَها رَغْمَ الْعَنا وَالدَّاءِ
*
مُذْ صارَ ذاكَ الْعَنْدَليبُ بِقُرْبِها
قَدْ صَدَّهُ في الْوَرْدِ شَوكُ بَلاءِ
*
رُوحي تَرى أَصْلَ الْجَمالِ مَحَبَّةً
وَالْعَقْلُ يُفْزِعُهُ هوى الدَّهْماءِ
*
كَالْبَبَّغا فَرِحَتْ بِقِطْعَةِ سُكَّرٍ
لكِنَّها وَجَدَتْهُ مَحْضَ هُراءِ
*
أُشْقى بِعَيْشٍ وَالْحَبيبُ مُفارِقي
شَتّانَ بَيْنَ مَماتِكُمْ وَبَقائي
*
يا راحِلٌ مَهْلاً فَإِنَّ رَحِيْلَكُمْ
تَرَكَ الْهُمومَ أَنِيسَةَ الْأَحْياءِ
*
يا راحِلٌ لَمْ يَبْقَ لي حَمْلٌ وَلا
في الرَّكْبِ راحِلَةٌ سِوى إِعْيائي
*
حَتّامَ تَتْرُكُني وَأَنْتَ صَبابَتي
وَنَدى لَماكَ مُدامَتي وَدَوائي
*
لا تَخْجَلَنَّ مِنَ التُّرابِ عَلى فَمي
وَدُموعٍ تَحْكي قِصَّةَ الْبُؤَساءِ
*
فَلَعَلَّ ذاكَ الطِّيْنَ مَبْنى كوخِهِ
يَأْوي إِلِيهِ مِلَّةَ الْفُقُراءِ
*
عَجَباً لِذاكَ الْقَمْحِ يَبْسَمُ نَشْوَةً
وَالصَّيفُ لُجَّتُهُ بِلا أَنْداءِ
*
مِزْمارَةُ الرّاعي سَقَتْ تِلْكَ الرُّبى
أَمْ ذِكْرَياتُ اللَّهْوِ وَالْإِصْباءِ
*
ما لِلنِّجومِ وَقَدْ حَسَدْنَ نُجَيمَتي
يَومَ احْتَوَتْها ثَورَةُ الْأَنْواءِ
*
يا وَيْلتا أَنّى لِيَ الْيَومَ الَّذِي
أَصْطادُ فِيهِ مَلِيْكَةَ النَّعْماءِ
*
ذُقْ ما زَرَعْتَ مِنَ الْهَوى مُتَجَرِّعاً
بُؤْسَ الْحَياةِ وَوَحْشَةَ الْأُخْراءِ
*
ضمد كاظم الوسمي
العراق
(( إنّما أشكو بثّي وحزني إلى الله )) بعد سبعة أيام على رحيلها كأنّني أفقت من هول الصدمة على وجع الفراق ، الى روح زوجتي الصاعدة الى بارئها أهدي قصيدتي .

الاثنين، 27 يناير 2020

د. محمد... ككم... وكيف

ككم... وكيف
---؛ -----
كَمٌّ بِلا كَيْف ٍ غُثاءٌ بلْ كما

        غِمْد ٍ بلا  سَيْف ٍ ،خواءٌ كالدُّمى

عَجَباً لِمَنْ سَمّى السّرابَ بِقيعَة ٍ 

       جنّات ِ عَدْن ٍ هامَ فيها واحْتمى

عَدَّ ما جابَ الخواطِرَ تُحفَة ً 

             وقصيدةً ، تَبّاً لِهاذ ٍ تَمْتَما

نثَر َ الحروفَ كحنْطة ٍ لدجاجة ٍ

     مُستدبِراً وزْنا ً ، وجَرْسا ً أعدما

واخْتالَ مُعتَدّا ً كَديك ٍ عِزّة ً

         لمْ يَدْر ِ أنّهُ جيفة ً قدْ  أوْلَما 

يا مؤمِنا ً باللّه ِ أنكَرَ رَبُّنا

 أكْلَ الفطائس ِ في الكتاب ِ وحرّما !

د.  محمد...

"وسط" البلد ----- حسين جبارة كانون ثان 2018

"وسط" البلد 

--------- 

               عرّج على وسطِ البلدْ 

               في ساحها الجمعُ التقى 

               للأرضِ للعِرْضِ احتشد 

               بعثَ المناهضَ غاصبٍ صوتاً يجلجلُ هادراً 

               أعلى الهتافَ مُردّداً بالروحِ نفدي والجسد 

               يا نهضةً تدعو الحشودَ لغضبةٍ 

               لمسيرةٍ 

               بالأهل تزحفُ كم تُباهي بالمدد 

               مِن طيرةٍ صعبيّةٍ أو باقةٍ غربيّةٍ 

               مِن أمِّ فَحْمٍ بالكفاحِ تعَطّرتْ  

               أو كفرِ قاسمَ بالضحايا طُهِّرتْ 

               كلٌّ أتى متظاهرا مرفوعَ هاماتٍ صمد 

               وتماوجتْ افواجُ سيلٍ دافقٍ

               عبرتْ شوارعَ قريتي 

               طافت بنبضٍ ما ركد 

               وتوافدَ الأحرارُ هبّةَ مؤمنٍ  

               زحْفَ الحرائرِ والرجالِ ووالدٍ يحذو الولد 

               كلٌّ أتى 

               لبّى النداءَ وما تقاعس في الخدورِ 

               وما ارتعد 

               شَحَنَ الحريصَ مسانداً ومؤيّداً 

               بحضورهِ أحيا انتماءَ عروبةٍ 

               رفعَ الإباءَ على عَمَد 

               عربيْ النهوضُ وكاملٌ 

               عبدُ العزيزِ وشاكرٌ 

               باقيْ وفهميْ اخوةٌ 

               ومحمّدٌ ورفاقُهمْ 

               زرعوا نضالاً معتمَد  

               للفتحِ يبقى ساعداً في القدسِ يعلنُ دولةً 

               بالأمنِ تحيا للأبد 

               بذلوا الجهودَ إرادةً

               كانوا دعاةً للرؤى 

               وبسعيهم ذاقوا الكَبَد 

               زينُ المنصّةِ صالحٌ ألقى خطابَ مفوّهٍ 

               شحنَ الشبابَ بعزَّةٍ 

               أروَى شهيَّةَ ظامئٍ 

               عذبَ البحيرةِ قد ورد 

               عرّج على ساح الشّرى ميدانِ تحريرِ الحمى 

               هيَ قلعةٌ  

               كم ابرقت كم ارعدت 

               حثّتْ حراكاً 

               لم تهبْ حبلِ المسد 

              حسين جبارة كانون ثان 2018

منى الهادي ماقالَ إبراهيمُ في رؤياهُ

ماقالَ إبراهيمُ في رؤياهُ
هو نفسهُ ما الآن أنتَ تراهُ 

هو ذا الفداءُ !
ولا مناصَ !
فهل ترى
ستكونَ عند  الصبرِ ياأبتاهُ !

عهدتكَ أنيابُ الشقاءِ مكابراً
لا تلقِ بالاً  للذي تخشاهُ 

هل للعذابِ  على جبينكِ من قرى
لتعيشَ  فيه ويجتبيكَ لظاهُ ؟!

قلبٌ على بابِ الرجاءِ معلّقٌ
والموتُ كالسكينِ في يمناهُ 

وجعٌ يصبّ الحزنَ في أجفانهِ 
وملامحُ الإيمان ملء هواهُ 

سيقدّم القربانَ !
ذي أقدارهُ
وملاذهُ الربّ الذي سوّاهُ 

سيقولُ للأحبابِ أنّ طريقهُ
موجوعةٌ .. لكنه أوّاهُ 

بالأرضِ موصولٌ
وفي أقدارهِ
نذرُ البطولةِ
والوفاءُ  عُراهُ 

يمشي إلى الموت النبيلِ مكابراً
وجهُ النبوةِ صادقٌ سيماهُ 

وله الخلودُ
وإن طوتهُ مدافنٌ
نور الشهادة  ثوبهُ ورِضاهُ 

في كل معجزةٍ يعودُ لأنهُ 
وجه الحقيقةِ 
غيرهُ الأشباهُ ...

( رحم الله شهداء مصراتة)
# منى الهادي 
26/1/2020

محمد جلال السيد. من الإكثار

من الإكثار 
*******
مِنَ الإكثارِ ما حَمَلَ افتئاتًا ..
به الإِغراقُ والأثرُ المُدَمِّرْ

وفي الإقلالِ أحيانًا حياةٌ ..
عليهِ براعمُ الإحساسِ تُزهِرْ

رعانا الله وليحفظْ فؤادًا ..
حوى الإخلاصَ في الإظلامِ مُقمِرْ

لنبضِ القلبِ في الظلماءِ نورٌ ..
إذا استهواه   برٌّ   لا   يُدَمَّرْ

نُكفكفُ أدمعًا وبنا حنينٌ ..
كبيرٌ موجعٌ والصبرُ أكبرْ

فبالله استعنَّا فهْو يدري ..
خفيَّاتِ القلوبِ وكلَّ مُضْمَر

عليه القَصدُ إن رُمنَا رضاهُ ..
رياحُ الدهرِ فينا لا تُؤثِّرْ

سيمنحنا الإلهُ فَتِيَّ قلبٍ ..
وأفئدةً أمامَ الريحِ تَجسُرْ
...
محمد جلال السيد

حـسـيـن أحـمـد الـحـسين.. لِــكُــلِّ نَــبَــأٍ مُـسْـتَـقَرّ


.....( " لِــكُــلِّ نَــبَــأٍ مُـسْـتَـقَرّ " ) .....

لَـمْـلِمْ حِـرَابَكَ  مِــنْ جِـرَاحِ الـخَاصِرَةْ
وَارْفَــــعْ لِــــوَاءَكَ فَـالـبِـلَادُ مُـهَـاجِـرَة

وَانْــشُــرْ عَـسَـاكِـرَكَ الـبُـغَـاةَ بِـطُـهْـرِنَا
فَـالشَّمسُ تُـشْرِقُ مِـنْ دِمَـانَا الطَّاهِرَةْ

إنّـــــا غَــزَلْـنَـا بِــالـرُّمُـوشِ صَـبَـاحَـنَـا
وَدُمُـوعُـنَـا نَـــزْفُ الـغُـيُـومِ الـمَـاطِرَةْ

نــحــنُ الّــذيــنَ تَــجَــذَّرَتْ أَشــلاؤنَـا
نَـــخْــلَاً وَزَيـتُـونَـا..خِـيَـاماً سَــاهِــرَةْ

إنَّــــــا خُــلِــقْـنَـا كَــالــمَــآذِنِ حُــــــرَّةً
بِـهَـدِيـلِـنا تَـصْـحُـو الـحَـيَـاةُ الــهَـادِرَةْ

إنَّــــــا سُـــيُـــوفُ مُــحَــمَّــدٍ لَــكِــنَّـنَـا
دَارَتْ عَـلَـيْـنَا فـــي الــظَّـلَامِ الـدَّائِـرَةْ

نَـــحــنُ الـــجِــرَاحُ بِـــأُمَّــةٍ عَــرَبِــيَّـةٍ
حُـكَّـامُـهَـا بِــــدَمِ الـقَـتِـيـلِ مُـتَـاجِـرَةْ

طَـعَـنُوا قِـيَامَتَنَا ضُـحَىً واسْـتَوطَنُوا
فـــي كُـــلِّ جُـــرحٍ دَولَــةً وَسَـمَـاسِرَةْ

وَكَـأَنَّـهُـمْ قَـــدْ أَقْـسَـمُـوا أَنْ يُـحْـرِقُوا
فـــي كُـــلِّ نَـاصِـيَةٍ مَـسَـاجِدَ عَـامِـرَةْ

وَرِثُـوا صَـهِيلَ الـخَيْلِ لَكِنْ ( شَفَّرُوا )
بِــأَصَـابِـعِ الــبِـتْـرُولِ بُـــرجَ الــذَّاكِـرَةْ

وَرِثُــوا صَـلِـيلَ الـسَّـيفِ لَـكِن كَـسَّرُوا
فــــي كُــــلِّ أُنْــمُـلَـةٍ عِـظَـامَـاً ثَــائِـرَةْ

نَــبَـذُوا كِـتَـابَ اللهِ خَـلْـفَ ظُـهُـورِهِمْ
وَ وُجُـوهُـهُـمْ فَـــوقَ الـمَـنَـابِرِ بَـاسِـرَةْ

نَــبَــذُوا تَـعَـالِـيـمَ الــنُّـبُـوَّةِ أَطْــفَــؤُوا
فــي سِــدْرَةِ الـمِـحْرابِ شَـمْسَاً نَـائِرَةْ

مَــهَــدُوا جِــــرَاحَ الـمُـتْـعَبِينَ أَسِـــرَّةً
لِـيَـقِـيْـلَ فِـيـهَـا..قَـيْصَرٌ ..وأَكَــاسِــرَةْ

عَـــدْلَاً.. سَـتَـلْفِظُهُمْ عُـيُـونُ جِـرَاحِـنَا
فَـالـعَـيـنُ لاتُـــؤوي الْــقَـذَاةَ الـعَـابِـرَةْ

نَـصَـبَـتْ مَـشَـانِـقَنَا حِـبَـالُ عُـرُوشِـهِمْ
فـــي ظِـــلِّ دَاعِـــرَةٍ وفَـتْـوَى دَاعِــرَةْ

(فَـمَـشَايِخُ) الـسُّـلْطَانِ أَصْـقَـعُ لِـحْـيَةٍ
فـــي كُـــلِّ عَـنْـفَقَةٍ خُـيُـوطُ مُـؤامَـرَةْ

............

تَــبْـكـي مَـدَائِـنُـنَـا حُــطَــامَ عِـظَـامِـهَا
فَـالـشَّـامُ تَـذْرِفُـهَـا دُمُـــوعُ الـنَّـاصِـرَةْ

والـقُـدْسُ فـي الـشَّهْبَاءِ تَـسْتُرُ عُـرْيَهَا
(سَقَطَ النَّصِيفُ) عَنِ الوُجُوهِ النَّاضِرَةْ

وَتَــجَــرَّدَتْ صَـنْـعَـاءُ مِـــنْ أَسْـتَـارِهَـا
صَـلَبُوا الـعِرَاقَ عَـلى نَـخِيْلِ الـسَّامِرَةْ

فَـمِـنَ الـمُـحِيْطِ إلـى الـخَلِيجِ مَـظَالِمٌ
لِــلـه ... تَـرْفَـعُـهَا الـشُّـعُوبُ الـصَّـابِرَةْ

ثَـقُـلَـتْ مَــوَازِيـنُ الـشُّـعُوبِ حَـضَـارَةً
إلّا مَـــوَازِيــنَ الــعُــرُوبَـةِ.. خَــاسِــرَةْ

فَـــكَــأَنَّ إسْــرَافِـيـلَ أَيْــقَــظَ بُــوقُــهُ
فـــي هَـــذِهِ الأوطَــانِ رِيــحَ الآخِــرَةْ

يَــاأيُّـهَـا الـشُّـعَـرَاءُ..أَيْـنَ خُـيُـولُـكُـمْ؟
هَـلْ أَحْـرَقَتْهَا فـي الـنَّجِيْعِ الـهَاجِرَةْ؟

أَمْ أَنَّ (غَـــادَاتِ الــسَّـرَابِ) أَسَـرْنَـهَا؟
فَـحُـرُوفُـكُـمْ إنْ لَـــمْ تُـقَـاتِـلْ..فَاجِرَةْ

شَـابَـتْ نَـوَاصِـي الأُمْـنِيَاتِ وَلَـمْ نَـزَلْ
فَـــوقَ الــحُـدُودِ مَـصَـاحِـفَاً مُـتَـنَاثِرَةْ

إنَّـــا الأَحَـادِيـثُ الّـتـي رُوِيَــتْ عَـلـى
شَـــفَــةِ الـخَـرَابِ..وَكُـلُّـهَـا مُــتَـوَاتِـرَةْ

......................

مِـــنَّـــا.. سَــتُــولَــدُ أُمَّـــــةٌ عَــرَبِــيَّـةٌ
دُسْـتُـورُهَا الـقُـرآنُ شَـمْـسُ الـبَـاصِرَةْ

مِــنَّـا.. سَـتُـولَـدُ أُمَّـــةٌ قَـــدْ أَرْضَـعَـتْ
أَبْــنَـاءَهَـا سُــــوَرَ الــكِـتَـابِ الــزَّاهِـرَةْ

وَتَــعُــودُ أَسْــــرَابُ الـسُّـنُـونُو غَـيـمَـةً
كَـانَـتْ عـلـى كَــفِّ الـغِـيَابِ مُـسَافِرَةْ

فَــغَـدَاً.. سَـيَـنْشُرُنَا الـصَّـبَاحُ ضِـيَـاءَهُ
شَــمْـسَـاً تُـفَـتِّـقُـهَا الْــجِـرَاحُ الـغَـائِـرَةْ

( وَغَـــدَاً لِـنَـاظِـرِهِ قَــرِيـبٌ )..عِـنْـدَمَا
بَـغْـدَادُ تَـحْـضُنُ فـي دِمَـشْقَ الْـقَاهِرَةْ

..........................................

حـسـيـن أحـمـد الـحـسين.....سورية

سمير احمد تشتوش. عـلـى أبـواب حجـرتـهـا

عـلـى أبـواب حجـرتـهـا
شربت العشـق أقداحــا
وصـرت بكأسـهـا ثـمــلا
سُقيتُ الخـمـر والـراحا
ففي أعـتـابـهــا طـوعــا
تــركــت القلب صداحـا
يـنـاجـيــهـا يحــادثــهـا
من الأشواق قد طاحـا
يداعـب طـرف بـردتـهـا
ويسقي العشق أرواحـا
ينـاديها صـدى شـوقـي
وريدي فيك كم سـاحا
يـغــازل كـحـل أعيـنهـا
وميل العشق قد صاحا
يشــم أريــج مـبسـمهـا
فـعـطـر شفاهها فـاحـا
دعوني أجمـع الحلـوى
دعوني الآن ســواحــا
أداعب صدرها الحاني
و أجـنـي اليـوم تفاحا
لسانـي بالهوى رطـب
بـذكــر سليمـتي باحا
أحـاول كتـم أشواقي
ودمـعـي بات فضاحا
فروحي ترتجـي قـربا
وعـقلـي نام وارتـاحـا
أياسـلـمـاي يــاولــهـي
فؤادي بالغـوى انزاحا
وإن أبــوابـكم غلقـت 
جعلت القلب مفتاحا
سمير احمد تشتوش

الأحد، 26 يناير 2020

عمر عبد الله الحاجي. شتاء الصمت

16/1/2020

《 شتاء الصمت 》
☆▪☆▪☆▪☆▪☆▪☆▪☆▪☆
أشفقْ ...على شفتي... يا أيها المطر 
فالروح عطشى، وورد القلب ينتظر

شطآن حلميَ تبدو...... لا ضفافَ لها
حدودُها الشمس والأشواق.. والقمر

لو ينطق الصمت في عينيك فاتنتي
لأورق اللون ....والأهداب . ..والنظر

على دروب اللقا . ..كابدتُ خارطة
يعانق الوصلَ في وديانها......الخطر

من ألف خفق........وفي قلبي منابته
يشتاق ......يغفو على جدرانه الزهَر

وفي مراياي ....طيف ......لا يزال به
شيء يذكرني أحداق ..... من عبروا

ليت السحاب ..وقد لاحت طلائعه ال
خضراءُ.....يسمح في إنضاجها... القدَر

▪▪▪▪☆▪☆▪☆▪☆▪☆▪☆
عمر عبد الله الحاجي ☆▪☆ سوريا

،،//ليلى ابراهيم الطائي//،،،، صولة الأيام

@@//صولة الأيام //@@

أخذنا قطار العمر، ،،
وظننا بأن المرابع خضراء،،،
وأن العنادل على الغصون تغني،،،
وحسبنا بأننا على الدنيا ضيوف لطفاء،،،
حينها بحثت عنك في طريق بلا نور،،،
فلم أجدك لا عند الجرف ولا على الصخور،،،
لا ديارٌ أتوق سكناها ولا قلوب، ،،
تحتويني فسأبقى غريبا غريبا،،،
مانابني من حياتي إلا نحيب،،،
أكلما رُمتُ لقياك هناك عليَّ رقيبُ
يالائمي لاتَسَل عني فمن غادر لا يؤوبُ،،،
دون إنذار فاجأنا الغروب، ،،
 فزرع الغياب في قلبي آلام،،،
وللعواذِل لومُ سادرٌ وعِتاب،،
ففي فقد الأحبة عيونٌ ساهرةٌ لاتنام،،،
كلما مررنا بربعكم للديار بكاء وظلام،،،
يادار أين ساكنوكِ، ،،؟
أين أقمارُ هذه الديار،،؟
الى أين قوافلهم مضت ؟ بأيِّ اتجاه. ؟،،،،
لألحق بركبهم معلقا كما تتعلق بأرشية دلاء،،،
وأتركُ للدهرِ صروفَهُ تَفعلُ ماتشاء،،،
نسيتُ بأنَّ للزمانِ صولةُ ودُوار،،،
لازلتُ أذكر البهجةَ في عيني قبلَ أن تُغادر،،
وتَمضي لزمن غير هذا الزمان،،،
أينَ اخذتهم السنين والدهر دوّارُ،،،
وَوَدعتنا شمسُ الضحى،،،
عند السفحِ غدت العيونُ باكيات،،
ستبقى حروفي تكتبك في سطور،،،
ويبقي القلم يندب حظه من نزف الوريد،،،
فقد تعطلت لغة الكلام والتعبير،،،
وساد الوجومُ وتبقى ذِكراكُم تَصولُ وتجول،،

                          ،،،،//ليلى ابراهيم الطائي//،،،،

عنان محمود الدجاني. لمن لا يعرف

لمن لا يعرف
في رحلة مدرسية داهمت السيول الأطفال و المعلمين و المعلمات وحصدت قرابة عشرين شهيدا

ألم ٌ و يم

شهداء كلية فيكتوريا

رياحٌ تهبُّ كعصفِ الجنونْ
تدكُّ الصخورَ تقلُّ المنونْ

سيولٌ و وادٍ و رعدٌ يثورْ
أطاحت بعشرٍ و عشرٌ يلونْ

تعالى النداء و ما مِن مغيثْ
ولا مَن يلبي ولا مَن يمونْ

يلوح الشقاء بكل اتجاهْ
و تُصلى النفوسُ بجمرِ الأتونْ

سوادٌ يزيلُ بقايا الأمانْ
وأهلاً سقتهم بحارُ الشجونْ

وسعدٌ قريرٌ يطوفْ الجِنانْ
تهاوى أبوه بيأسٍ هتونْ

وهندٌ و ريمٌ وميسٌ طلالْ
أذابوا كياني بناتٌ بنونْ

برحبِ الجمالِ و سحرِ المكانْ
يحِلُّ المصابُ ليرخوا الجفونْ

****************************
صحوتُ و صبحي كثيرُ الحماسْ
لأني شغوفٌ ببعض الفنونْ

أروم المعالي و مجدًا يضيءْ
أحاكي النجوم و أرفض دونْ

تلاشى الطموح و حلمي الصغير
و لحدي دعاني بلحنٍ حنونْ

غدوت  بموتي كصنو الشهيدْ
دعاؤك أمي نجاةٌ و عونْ

أزيحوا سريري و ثوبي الجديدْ
و جلَّ متاعي كأن لم أكونْ

وركْلي و لَهْوي و ذكرى معي
ستذهبُ حتما، تمرُّ السنونْ

****************************
صراخُ الثكالى يهز القلوبْ:
أطفلي البريءُ عجزت أصون؟!

و بيتي كئيبٌ و صمتٌ رهيبْ
وبعد الهناء يحطُّ السكونْ

إذا جمّ خطبٌ فما من معينْ
وعند القضاء لَتعمى العيونْ

سيمحو البلاءَ رحيلُ الزمانْ
بذكرِ الإلهِ لَصعبٌ يهونْ

تُداوى الجراحُ و يُجلى الضنى
بِسرِّ الكتاب و كافٌ و نونْ

عنان محمود الدجاني

السبت، 25 يناير 2020

صفوان ماجدي. حدّثيهم يا سليْمى

حدّثيهم  يا  سليْمى  عن  هوانا
                      حدثيهم  عن  غرام  قد حوانا

عن  رياض  العشق عن  ورد الربى
                       عن رقيق  الغصن  زهرا  قد  رمانا

عن  لحون  الشدو  عن  أحلى الغُنى
                      عن  رنين العودِ  بالعزف  شجانا

حدثيهم  عن حميَّات  الصفا 
                      في  كؤوس الشرب خمرا قد  روانا 

حدثي  الأكوان  يا سلمى  على 
                      أفقنا  المغمور  بالنور  غشانا

عن جمال  الليل لما  أن  بدا 
                       بدره  الوضاح في عتم  دجانا 

حدثيهم  عن أقاصيص الصبا 
                       كم  ذرفنا  الدمع  شوقا وحنانا

عن  وصال رائع  قد  ضَـمَّـنا 
                      يا حبيب  القلب  بالغيث  سقانا

خبريهم  يا  سليمى  أننا 
                      لفَّنا  الهجران  بالبعد  كوانا 

فافترقنا  يا لأهوال  الجوى 
                      وابتعدنا  والتجافي  قد  طوانا 

ليت شعري يا سليمى أننا 
                      ما  تجافينا  وما كان و كانا 

٠٠٠
٠٠
٠
صفوان ماجدي

التصوير في الشعر العربي القديم :

التصوير في الشعر العربي القديم :
ما الذي يميز شاعر عن شاعر آخر , هل هو اجادة النظم على بحور الشعر وكفى أم هناك عوامل أخرى تجعل هذا الشاعر يشار اليه بالبنان ويتصدر بنتاجه المشهد الشعرى , وقد رأينا أمثلة عبر تاريخ لغتنا الجميلة فكان أبو تمام والبحتري المتنبي وأبو العلاء المعري ,ومن المحدثين أحمد شوقي وبدر شاكر السياب والرصافي والجواهري ونزار وأخرون لا يتسع المقال لذكرهم .

اذا ذكرنا عمق الفكرة وبراعة الصورة والموسيقي الداخلية , والبديع واختيار البحر والقافية المناسبة , نقول أن تقنيات حديثة مثل التصوير السينمائي اضافت بعداً عظيما للقصيدة العربية , ومعا مع البحث التالي في التصوير في الشعر العربي القديم , وسوف نتبعه باذن الله بعرض هذه التقنية في شعرنا الحديث .

مقدمة : رأيت لأمانة العرض أن أقدم لكاتب هذا المقال وكم أحزنني أن تنتهي حياته عن عمر يناهز الثلاثين عاما , إنه الشاعر والمؤرخ الأدبي الشاب فخري أبوالسعود ( 1910-1940):
• تخرج من مدرسة المعلمين العليا وإبتعث لتفوقه الي جامعة اكستر بانجلترا

• احتفل في شعره بالطبيعة والوطنية والوجدان , وعنى بكل لفظ جزل وبالروي الناعم وارتفع الى مصاف كبار الأدباء علي الرغم من حداثة سنه .
• فاز بجائزتين بكتابيه ( الخلافة ) و(البارودي) .
• برع في دراسته عن الأدب المقارن وهو الذي تملك ناصية العربية والانجليزية .
• صدر له ديوان بعنوان ( ديوان فخري أبو السعود) جمع وتقديم وتحقيق د. علي شلش – اصدار الهيئة العربية العامة للكتاب 1985

"الوصف من أهم أغراض الشِّعر وأخصِّ فُنونِهِ، وكُلَّما كَثُرَ في شِعر لغةٍ وآثارِ شاعرٍ، دَلَّ على رُقِيِّهِما الفنيِّ؛ إذ إنَّ مناظر الطبيعة خاصَّة، وروائعَ المشاهدات عامَّة من أشد العوامل تأثيرًا في النفس الشاعرة وتحريكًا لعاطفتها، وبَعْثًا لها إلى القول، والوصف في الشعر العربي غزير يتناول شتَّى الموضوعات، ويبلغ في يد كبار شُعراء العربيَّة غاية الإجادة، فكثيرًا ما تخلَّص شعراؤنا من قيود المدح والرثاء، والنسيب الاستهلاليِّ - مهما كان تَقَيُّدُهم بهذه الأغلال الثقيلة التي كَبَّلَتِ الشِّعرَ العربيَّ - وعَرَجُوا على وصف أثر من آثار الطبيعة أو المدنية، فأبدعوا وأرضَوُا الفنَّ أضعافَ ما أرضَوْهُ بمبالغات المدح والرثاء، والنسيب المُدَّعَى.

ولكنَّ الذي أريد الإشارة إليه في هذه الكلمة، أن اعتماد الوصف في الشعر العربي كان دائمًا على المعنى دون اللفظ، على التشبيه والاستعارة والمجاز دون جَرْسِ الألفاظ، وتتابُع التراكيب ووَقْعِ الأوزان والقوافي، بينما الشعر الوصفيُّ الغربي اعتمد على هذه الأشياء الأخيرة اعتمادًا كبيرًا، فبلغ الغاية في المطابقة بين المعنى واللفظ مطابقةً تملأ الوصف حياة وجلاء، وتوفَّرَ بعضُ الشعراء على هذا الضرب منَ التَّصوير، ومنهم ملتون وتنيسون، ولا سيما الثاني الذي بلغ في القدرة على تذليل اللفظ للمعنى، واستخدامه في تصوير ما يشاء حدًّا منقطع النظير، وأضحتْ آثار أولئك الشعراء مهبط وحيٍ لكبار المصورين، يستلهمون ما حوت من روائعِ الأوصاف، ومحكَمات الصُّوَر، ويسجِّلون ذلك على لَوْحاتهم.

إذا كان في المنظر المراد تصويرُهُ حركةٌ؛ كجَرَيانِ نهر، أو عَدْوِ جَوَادٍ استخدم الشاعر الغربي بحرًا من بحور الشِّعر يلائم تلك الحركة ويحكيها، وإذا كان به صوت أو أصوات مختلطة؛ كهدير أمواج البحر، أو قصف المدافع في الحرب، اختار منَ الألفاظ تلك التي تحتوي على حروفٍ خَشِنَةٍ قَوِيَّة، وإذا كان يصف منظرًا ساكنًا وادعًا لم يذكر ذلك في القصيدة ذِكْرًا، وإنَّما استَعْمَل الألفاظ ذات الحروف اللَّيِّنَة؛ كالسِّين مثلاً، وهناك عدا هذا وذاك ضروب شتَّى منَ المُلاءمة بين الصيغة والمعنى، يَفْتَنُّ فيها الشاعر الوَصَّاف ما شاء له اقتدارُهُ؛ ككثرة العطف، وتكرار الحروف، والكلمات والتراكيب، والأبيات الكاملة.

ولقد وقع شيء من ذلك في بعض أشعار الوصف العربيِّ؛ ولكنه كان إلهامًا محضًا أوِ اتفاقًا عارضًا، ساقت الشاعرَ إليه المصادفَةُ السعيدة أوِ السَّلِيقَةُ المجيدة، دون أن يتعمَّدَهُ أو يتكلَّفَ في صَوْغِهِ عَنَاءً، ويقرؤه القارئ العربي فيستطيبه ويعزو موقِعَهُ من نفسه إلى مجرد معانيه، وحُسْنِ تشبيهاته، ويَجْمُل ذكرُ شيء من هذا للتمثيل والبيان:
ففي مُعَلَّقَتِهِ يصف امرؤُ القَيْس اللَّيلَ في بيته المشهور:
فَقُلْتُ لَهُ لَمَّا تَمَطَّى بِصُلْبِهِ وَأَرْدَفَ أَعْجَازًا وَنَاءَ بِكَلْكَلِ

وفضلاً عن جَوْدة المعنى، وحُسن التشبيه في هذا البيت، يزيد الوزنُ والتركيبُ الوَصْفَ المرادَ ظهورًا؛ فالبحر الطويل ذو الحركة الوَئِيدَة، وتكرارُ العطف بالواو يمثلان بُطْءَ مَسِيرِ الليل، ولَجَاجَهُ في الإقامة، وتمادِيَهُ في الطُّول خيرَ تمثيل، وفي بيته الآخَرِ حيث يصف جواده بقوله:
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعًا كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ
نرى تتابُعَ الصفات بلا فاصل في الشطر الأول، واستعمالَ الألفاظ الضخمة الخَشِنَة في الشطر الثاني يمَثِّلان تَوَثُّب الجواد، وسرعةَ انطلاقه وارتداده، ومفاجآتِ حركاته تمثيلاً جيِّدًا بصرف النظر عن تشبيهه بانحطاط الصخر من شاهق.
وفي قول المتنَبِّي:
أَتَوْكَ يَجُرُّونَ الحَدِيدَ كَأَنَّمَا سَرَوْا بِجِيَادٍ مَا لَهُنَّ قَوَائِمُ
خَمِيسٌ بِشَرْقِ الأَرْضِ وَالغَرْبِ زَحْفُهُ وَفِي أُذُنِ الجَوْزَاءِ مِنْهُ زَمَازِمُ
نرى وصفًا رائعًا لجيش كثيف وَئِيدِ الزحف لكثافته، وليس في البيتين معنى كبير، وليس فيهما سوى مبالغة غير معقولة؛ ولكنه البحر الطويل يمثل هذه الحركة البطيئة أتمَّ تمثيل، هذا فضلاً عن فخامة الألفاظ التي تَخَيَّرَها الشاعر، ونرى البحر الطويل يؤدي مثل هذا الغرض، ويرسُمُ صورةً أخرى رائعة في قول جَمِيلٍ:
وَلَمَّا قَضَيْنَا مِنْ مِنًى كُلَّ حَاجَةٍ وَمَسَّحَ بِالأَرْكَانِ مَنْ هُوَ مَاسِحُ
أَخَذْنَا بِأَطْرَافِ الأَحَادِيثِ بَيْنَنَا وَسَالَتْ بِأَعْنَاقِ المَطِيِّ الأَبَاطِحُ
فهنا حركة الإبل البطيئة واضحة ماثلة، وقد كان جميلٌ ملهمًا، حيث ذَكَرَ كلمة أعناق في البيت الثاني، فإنها وَحْدَهَا تَرْسُمُ الصورة التي أراد؛ فإنَّ ذكر الجزء الأهمِّ منَ الصورة كثيرًا ما يبعث إلى المُخَيِّلَة باقيَ الأجزاء، ويُبْرِزُ الصورة جَلِيَّةً كاملة، ويترك البحرُ الطويل مِثْلَ هذا الأثر أيضًا في قول البارُودِيِّ الذي أشار إليه الدكتور صبري في كتابه عن الشاعر:
وَنَبَّهَنَا وَقْعُ النَّدَى فِي خَمِيلَةٍ

فإذا قُرِئ هذا الشطر بِتَأَنٍّ وجدنا الوزن يُمثِّل تساقُط قطرات الندى متتابعةً، أما الحركة السريعة فيمثلها البحر الكامل، ومن ذلك قول المتنَبِّي:
أَقْبَلْتَ تَبْسِمُ وَالجِيَادُ عَوَابِسٌ يَخْبَبْنَ بِالحَلَقِ المُضَاعَفِ وَالقَنَا
عَقَدَتْ سَنابِكُهَا عَلَيْهَا عِثْيَرًا لَوْ تَبْتَغِي عَنَقًا عَلَيْهِ لأَمْكَنَا
ففي البيت الثاني نرى مبالغةً أخرى من مبالغات المتنَبِّي، وهي وحدها لا تكاد تؤدي معنى، ولكن البحر الذي صِيغَتْ فيه القصيدة يؤدي خَبَبَ[1] الجياد خيرَ أداء، حتى لَيكادُ يريك تَوَثُّبَ الفرسان فوق ظهورها، ولو حاول الشاعر وصف الخَبَبِ في البحر الطويل لما استقامت صورته.

ولِتكرار الألفاظ أو التعبيرات أحيانًا أثرٌ بليغٌ في إبراز الصُّوَرِ، وبَعْثِ الأَخْيِلَةِ؛ ففي قول ابن هانئٍ الأندلسيِّ:
وَفَوَارِسٌ لاَ الهَضْبُ يَوْمَ مَغَارِهَا هَضْبٌ وَلاَ الوَعْرُ الحَزُونُ حَزُونُ
يوحي تكرارُ كَلِمَتَيْ هضب[2]، وحزون[3] إلى المُخَيِّلَة تتابُعَ الهضاب والرُّبَى أثناء عَدْوِ الفرس، فكأنَّه يعرض أمام العين شريطًا سينمائيًّا متحرِّكًا، أَضِفْ إلى ذلك صَوْغَ البيت في البحر الكامل، واختيار الكلمات الفخمة، وفي قول الأستاذ المازنيِّ:
لَغَطُ اليَمِّ إِذَا اليَمُّ طَمَا وَالْتَقَتْ فِيهِ هِضَابٌ بِهِضَابْ
ترى صورة رائعة لجَيَشانِ اليَمِّ، ولا يرجع هذا إلى معنى البيت وحده، ولكن إلى وزنه وألفاظه كذلك؛ فبحر الرَّمَلِ يُمَثِّلُ الحركة المتضاربة أَدَقَّ تمثيل، وتكرارُ كلمتي اليَمِّ وهِضَاب يوحي إلى المُخَيِّلَة تتابُع اللَّجَجِ، وتكرارُ حرف الهاء ثلاث مرات في الشطر الثاني يَزيد الحركة تصويرًا وبروزًا.

كان ذلك في الغالب كما ذكرتُ محضَ اتفاق أو إلهام، ولم يقم في العربية فردٌ أو مدرسة تتوفَّرُ على هذا الضرب منَ النظم والتصوير؛ وإنَّما حين اتَّجه نظر الشعراء إلى اللفظ صادَفَ ذلك عصرَ انحلال الأدب؛ فلم يُسَخِّروا اللفظ لإبراز المعنى؛ بل صرفوا كلَّ همهم إلى اللفظ دون المعنى، ووُلِعُوا بالألاعيب اللفظيَّة التي سمَّوْهَا محسناتٍ، وأَوْغَلُوا هذه الغُثاثاتِ على أَجَلِّ فنون الشِّعر خَطَرًا؛ كالرثاء والنَّسِيبِ، فأَسِفَتْ وانعدم فيها الحِسُّ والشعور، فرأينا شاعرًا ينسب فيقول:
نَاظِرَاهُ فِيمَا جَنَى نَاظِرَاهُ أَوْ دَعَانِي أَمُتْ بِمَا أَوْدَعَانِي
وآخَر يتوجَّع فيقول:
لِي مُهْجَةٌ فِي النَّازِعَاتِ وَعَبْرَةٌ فِي المُرْسَلاَتِ وَفِكْرَةٌ فِي هَلْ أَتَى
وثالث يمدح فيقول:
وَإِنْ أَقَرَّ عَلَى رَقٍّ أَنَامِلَهُ أَقَرَّ بِالرِّقِّ كُتَّابُ الأَنَامِ لَهُ
وليس في كلِّ هذا تعبيرٌ عن شعور أو أداءُ غَرَضٍ، وما هو إلا عَبَثٌ بالألفاظ، واقتناصٌ للجناس والطِّباق والسَّجْعِ والتورية، وإنما أكثَرْتُ من هذه الأمثلة الغَثَّةِ؛ لأُوَضِّحَ كمْ كان الشِّعر العربي يربح لو أنَّ المجهوداتِ التِي صُرِفَتْ في مثل هذا التحايُل العقيمِ وُجِّهَتْ إلى تسخير اللفظ لِلمعنَى، والاستعانة بِهما معًا على إبراز الوصف المقصود؛ كما يصنع شعراء الغرب.

وليس في طبيعة اللغة العربية قُصورٌ يَحول بينها وبين مُجَارَاةِ اللغاتِ الأُخرى في هذا الباب، بل لها من الميزات ما يقدِّمها على غيرها، فهي كثيرة البُحور التي يؤدِّي كلُّ منها غَرَضًا مختلِفًا، غزيرةُ الألفاظ الوَعْرَة الضخمة، والرقيقة اللَّطيفة التي توحي بخُشُونَتِها أو رِقَّتِها مختلِفِ الصفات، غَنِيَّةٌ بالحروف السَّلسة اللَّيِّنَة، والحروف الخَشِنَة الجافية التي تطاوِع الناظمَ القدير، ليس يُعْوِزُ العربيةَ شيءٌ من ذلك؛ وإنما يُعْوِزها الجرأةُ منَ الناظِمِينَ بها، والعَزْمُ والجَلَدُ."

[1] خبب الجياد: هو عدوها السريع، وفي "المعجم الوسيط": خب الفرس أي نقل أيامنه وأياسره جميعًا في العدو.
[2] هضب: جمع هضبة.
[3] حزون: جمع حَزْن (بفتح فسكون)، وهو ما غلظ من الأرض.

المصدر: مجلة الرسالة العدد (44) لسنة: 1934م