السبت، 19 أغسطس 2023

ظمَأٌ مِن سَراب...د. عماد أسعد


ظمَأٌ مِن سَراب

والبحرِ الكامل

♡♡♡♡♡♡♡

هلاَّ أباحَ الياسمينُ بعطرهِ

وتنشَّقَ العبقَ الحَمِيمَ بِدارِيا

واغرَورقَ الدَّمعُ الكَروبُ مَعاتِباً

أزهارَ  غادِيَةٍ تَحُفُّ مَزارِيا

وَلَهٌ غَروبٌ قاحِلُ الأنداءِ شَق 

شَقَ غُربتي وذوى الولا مُتَوارِيا

وتَلَعثَمَت مِنهُ الخَمِيلةُ تَقتَفِي

وِزراً تَراكَمَ  فاستَطالَ مُبارِيا

وأنا الشَّريدُ على مَتاهَةِ أحرُفِي 

مادَت بيَ الأيّامُ تندُبُ غارِيا

ذاكَ الَّذي فاحَت نَسائِمُ عِطرهِ

بينَ الوَرى حتَّى ترمَّدَ سارِيا 

ياحِكمةَ الأبدانِ بُعدُكِ قاصِيَاً

هلَّا تدَانا  كي ألفَّ خِمارِيا

في رُدهةِ الزَّمنِ العتيقِ مُغرِّباً

أيُشَرِّقُ الشَّفقُ الطّلولُ مَسارِيا

حتَّى تُعلِّلَ مهجَتي ضيمَ الفَلا

ويُورِّقُ السَّلَمُ الحَنونُ غُبارِيا

خَضراءُ ظَلَّلَتِ الغَمامَ توَسُّلاً

غَبراءُ أقفرَتِ الرِّداءَ تَمارِيا

أيزُورُنا ذاكَ الخَضِيدُ بِعَرفِهِ

حتّى أنَضِّدَ في العَرينِ وَقَاريا

حُلُمٌ تباهَى في رِياضِ ذُؤَابَتِي

بَقَرَ السّنينَ وما رحَلتُ مَوارِيا

 يابُرهةَ اليَعسوبِ كيفَ المُشتَكى

والحالُ أذراهُ النَّديمُ يُجارِيا

هُزِّي إليكِ  الجَذعَ أرطَبُهُ الجَنا

 وتَعلَّلَي بالوَصلِ  ضاقَ وِزارِيا

عَبساً تَرانِي كم أهدهِدُ وَصلَتِي

بِنَباهةِ النَّارِنجِ  ضاعَ سُوارِيا

دَعنِي أسَوِّرُ كُلَّ نَبعٍ بالوَفا

أروِي الظَّميَّ وما ندَبتُ  نَهارِيا

إنِّي  وأيمُ  الله أنشُدُ حالِماً

مِثلَ الغَزالِ على تُخُومِ صَحارِيا

♡♡♡♡♡°♡♡♡

د. عماد أسعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق