الخميس، 24 أغسطس 2023

عَــبَـث ُ الـحَيا ة... الشاعر.حكمت نايف خولي


 عَــبَـث ُ الـحَيا ة

في ليلة ٍ خَطف َ الـحَـنين ُ جَوارحي

وَتجـاذبَـت ْ روحي أحابـيل ُ الرَّجـاءْ

وَتناهَشتـْـني في السُّكون ِ مَشــــاعر ٌ

فـهَـفـوت ُ ملهـوفـا ً لأسـرار ِالسَّمـاءْ

وَنزَعْت ُ أطـماري وطوقَ عَـباءَتي

وعلى جَناح ِ خواطري ُجزتُ الجِواءْ

وَطرقـتُ أبـواب َ الحـقيقـَة ِ علــَّنـي

أجـِد ُ الدَّواءَ وأرتـَجي مـنه الشـِّفـاءْ

عَـبث ُ الحَيـاة ِ وزيـفـُها وسـرا بـُهـا

وهم ٌ يُعشـِّـش في خَـفـاياه ُ الشــَّقــاءْ

لا خيرَ في الدّ ُنـْيـا ولا مَعْنى لــهــا

إن كـانت ِالأحلام ُ مَسْـراها الـفـنـاءْ

وإذا الـنـّـَقـائـِصُ والفضائلُ للثــَّرى

بئِـْسَ الوجود ُ وبئـْسَ أرباب ُالسَّـماءْ

بئـْسَ الثـَّريُّ عـلىِ غـِنــاهُ ومـالــه ِ

بئـْسَ القصورُ تصد َّعَـتْ وإلى هَباءْ

بئـْسَ القـياصرَة ُ الأُلى قد فـاتـهـم ْ

أن يُدركوا سِـرَّ العُـبـور ِ إلى البَـقـاء ْ

شادوا القِلاع َ على جَسوم ِ عبيدهمْ

وَسقـَوا تراب َالأرض ِمن تلك َالدِّماءْ

فإذا القلاع ُ تصدَّ عَـت ْ وتهدَّ مَـت ْ

وإذا المَدائـِن ُ والعروشُ إلى خَــواء ْ

وإذا اللـَّذائـِذ ُ والرِّغـابُ تبخَّرتْ

وتلبَّـدَتْ سُـحُبا ً وسيلا ً من دِ مـاء ْ

جرف َالملوك َ ديارَهم ْ ورياضَهمْ

وأتى على ما شـيَّـدوا من كبريــاء ْ

الكـُلُّ أمْـسى لـلخَـراب ِ ولـلـفـنـا

لا عـِزَّة ٌ دامَت ْ ولا خَــلـدَ الـثــَّـراءْ

وإذا بـِهَـمْهَـمَة ٍ وهَـمْس ِ حِجارة ٍ

وأنين ِ مَكلوم يُـرَجـِّعُهُ الفــضــاءْ

بئسَ ابنُ آدمَ قد أضَـلَّ بهِ الثــّرى

أعْـمْـتْ بَصيرتـَهُ الحَماقة ُ والغبـاءْ

وتمَـز َّقـَـتـْهُ مخالـِبٌ من شـهْـوة

طبَعَـت ْ على حَوبـائِهِ سِـرَّ الـبَـلاءْ

هو من بَـهـاءِ الـلـَّه ِنورٌ خالدٌ

وحَـنيـنـُهُ أبدا ً لـيُـنـْبـوع ِ الــبَـهـاء ْ

سَـكن َ التــُّراب َ فَغَلـَّـفـَتهُ عَـباءَة

حَجَبتْ بزيِف ِ بَريقها صورَ النـَّقاءْ

هُو في صِراع ٍ دائـِب ٍ معَ ذاتــهِ

مُـتـألـِّما ً حتـَّى يَـعـودَ إلى الصَّــفاءْ

الحوباء : النفس

حكمت نايف خولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق