السبت، 4 نوفمبر 2023

أيَا ابْنَةَ غَزَّةٍ... الشاعر..عبدالحميد العامري


 أيَا ابْنَةَ غَزَّةٍ


أيَا ابْنَةَ غَزَّةٍ والعِزُّ عَهْدُ

ويَا مَنْ ضَمَّهَا بِالعِزِّ مَهْدُ


أمَامَكِ كلُّ زَهْوٍ قد تَهَاوَى

ودُوْنَكِ كلُّ مَجْدٍ لا يُعَدُّ 


شُمُوْخُكِ مِن ذُرَى الغَايَاتِ أعلَى

وجَدُّكِ فوقَ هَامِ المَجْدِ جَدُّ


بِكِ انْطَلَقَتْ نَوَاصِي الفَخْرِ فَخْرًا 

وزَادَ تَعَالِيًا بِإبَاكِ مَجْدُ


ومِنْكِ البَذْلُ يَدْنُو في خُشُوْعٍ

دَعَاهُ إليكِ بِالتَّسْلِيْمِ حَمْدُ


فهلْ تُضْنِيْكِ زَوْبَعَةٌ أَلَمَّتْ

وجَأشُكِ ضَيْغَمٌ والبأسُ رَعْدُ ؟ 


فَمِثْلُكِ لا يُهَزُّ لهُ جِنَانٌ

 ومِثْلُكِ لا يُضَامُ ولا يُكَدُّ


ومِثْلُكِ لا يُرَوِّعُهُ غُبَارٌ

تُضَخِّمُهُ مُجَنْزَرَةٌ وحَشْدُ


فَأنْتِ لِحَاضِرِ الأيَّامِ أَزْرٌ 

وأنْتِ لِقَادِمِ الأيَّامِ مَدُّ


وأنْتِ ذُؤَابَةُ الهِمَمِ العَوَالِي

وأنْتِ اللَّهْذَمُ الأَمْضَى الأَحَدُّ


وأنْتِ مِن الذِّمَامِ رَكِيْزَتَاهُ

وذُرْوَتُهُ ومَعْقِلُهُ الأََشَدُّ


وأنْتِ العَزْمُ إنْ وَهُنَتْ قِوَانَا

وأنْتِ الوَعْدُ إنْ يَخْتَلَّ وَعْدُ


بِكِ الآمَالُ تَبْلُغُ مُنْتَهَاهَا

وعندَكِ لِلشَّدَائِدِ مَا يَهُدُّ 


رِبَاطُ الصَّبْرِ إنْ طَالَتْ مَتِيْنٌ

وخَطْوُكِ ثَابتٌ أبْدَاهُ كَدُّ


وفَاؤكِ لا يُقَاسُ بِهِ وَفَاءٌ

وجُهْدُكِ في سَبِيْلِ الَّلهِ جُهْدُ


فَلَا خَوْفٌ عَلَيْكِ ولَا ابْتِئَاسٌ

ولا قَلَقٌ يَلُوْحُ بِهِ مَرَدُّ


ومَهْمَا طَالَ بِالطُّغْيَانِ لَيْلٌ

سَيَسْحَقهُ صَبَاحٌ مُسْتَجِدُّ


وإنْ غَرَزَ المَخَالِبَ والثَنَايَا 

فَإنَّ الحَقَّ حَقٌّ مُسْتَرَدُّ 

***

أيَا ابْنَةَ غَزَّةٍ مَا هَانَ عِرْقٌ

ولا شَرَفٌ كَبَا أو غَابَ رُشْدُ


عَلَيْكِ هَمَتْ خَلَايَا الرُّوْحِ دَمْعًا 

وبَاتَ مُهَيَّجًا بِالوَجْدِ وَجْدُ


فَلَا زَارَ الكَرَى عَيْنًا إذا مَا

عَنَاهَا مَا دَهَاكِ ومَا يُعَدُّ


فإنْ يَطْغَي بَنِي صُهْ يُونَ إنَّا

عُتَاةٌ لا نُطَاقُ ولا نُبَدُّ 


تَصَدَّرَهَا ( ابنُ كُلْثُومَ ) وكُنَّا 

وهَا نَحنُ نُكَرِّرُهَا ونَعْدُو 


تَدَاعَيْنَا إلى خَوْضِ المَنَايَا 

تَطِيْرُ بِنَا إلى السَّاحَاتِ جُرْدُ


نُسَالِمُ إنْ دَعَانَا السِّلْمُ لَكِنْ

إذا حَمِيَ الوَطِيْسُ فنحنُ أُسْدُ 


ولَكِنْ ؛ آه  يَا لَكِنَّ مَاذا ؟

أمَا لِمَدَاكِ بِالتَّبْرِيْحِ حَدُّ ؟


تُعَاوِدُنِي المَوَاجِعُ نَاهِبَاتٍ

ويَطْرَقُنِي الأَنِيْنُ ويَسْتَقِدُّ


تِسَائِلُنِي البَوَاكِي : مَا بَدَا لِي ؟

وهلْ لي مِثْلُهُنَّ أَسَىً وفَقْدُ ؟


وتَسْبِقُنِي دُمُوْعِي هَاطِلَاتٍ

تُبَيِّنُ مَا اخْتَفَى عَنِّي ويَبْدُو 


أوَاصِرُنَا أذَابَتْهَا المَآسِي

وفَرَّقَنَا هَوَانٌ ثُمَّ حِقْدُ


تَنَصَّلَت العَشِيْرَةُ عَن حِمَاهَا

وأَحْجَمَ صَاحِبٌ وانْهَارَ وُدُّ


وبِالأَوْجَاعِ تَعْصِرُنَا اللَّيَالِي

وتُشْغِلُنَا بِمَا يَهْوَاهُ وَغْدُ 


حَسَبْنَا لِلقَرَابَةِ ألفَ بَابٍ

ومَا قَدِمَ المُعِدُّ ولا المُعَدُّ 


تَمُرُّ بِنَا اللَّيَالِي عَاثِرَاتٍ 

ويَنسَدِلُ الغِيَابُ ويَسْتَبِدُّ


ومَازِلْنَا نَعِيْشُ علَى انْتِظَارٍ

ومَا انْزَاحَتْ عَن الأَنْظَارِ بَعْدُ !!


عبدالحميد العامري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق