الاثنين، 8 يناير 2024

بقلم سمير حسن عويدات


البهلوان

********

دارت برأسِ سآمتي الحلقاتُ

واسْتُنْفِرتْ مِنْ فُلْكِها الأشتاتُ

صوتٌ ويَسألُ عن بَيانِ هُوِيَّتي

حَيٌّ يُرَى أمْ في الثيابِ رُفاتُ

قيلَ اسألوا عن مُستحيلِ يقينِهُ

ولأيِّ مِحرابٍ لهُ الصلواتُ

ولِمَنْ يُبايعُ لو أجازَ سَقِيفةً

رَحَلَ الصحابةُ في التُّراثِ وماتوا

عُقِدَ اجتماعٌ واجتماعٌ بعدَهُ

والصَّمتُ عُرْفٌ بُوقُهُ الإنصاتُ

صوتٌ يُجَلجلُ بالجهادِ إلى الفنا

صوتٌ حكيمٌ مِلؤهُ الآهاتُ

والسِّرْكُ في ساحِ المدينةِ قائمٌ

تعلو بهِ الصَّرَخاتُ لا الضَّحِكاتُ

أطفالُ غَزَّةَ مِنْ حَياءِ شُعُورِهِمْ

رَحَلُوا بجَمْعٍ والشُّهُودُ عُرَاةُ

رَحَلوا وما أبصَرتُ ظِلَّ مُدافِعٍ

رَحَلُوا لِخُلْدٍ ليس فيهِ مماتُ

وحدِي بقَبوٍ مِنْ هُمُومِ عَشيرَتي

ويموجُ في صَدْرِ الهوَى الإفلاتُ

فخَرَجْتُ مِنْ سِرْكِ المدينةِ هائمًا

تُزْجِي بقلبي الجامِحِ الخَطَواتُ

قابلتُ مِرْآةً تريدُ صَرَاحتي

قالت : بوجهِكَ كالغريبِ سِماتُ

فبَصُرْتُ وَجْهَ البَهْلوانِ بصُورَتي

مِنْ صِبْغِهِ أُخِذَتْ لِيَ البصَماتُ

وعَرفتُ ما استحْيَيْتُ كَوْنَ عُرُوبتي

ضَفَرَتْ وأرْخَتْ شَجْوَها العَبَرَاتُ

فجَمَعْتُ نَسْلِي قبلَ ذَرِّ حَصَادِهِ

وأخذتُ عَهْدًا نحنُ فيهِ حُماةُ

لا الأرضُ تُغْصَبُ عُنْوَةً مِنْ أهلِها

أيَّانَ يسعَى للشعوبِ طُغاةُ

والحقُّ حَقٌّ لا سبيلَ لإفكِهِ

مهما اعْتلتْ للكاذبينَ قناةُ

طوبَى لطفلٍ في الترابِ ولا يُرَى

مِنْ صَمْتِهِ خشعتْ لهُ الأصواتُ

طوبَى لأُمٍّ كان يلثمُ صدرَها

طفلٌ وماتا والجميعُ فُتاتُ

طوبَى لقلبٍ حين أشرقَ نورَهُ

وبَدَتْ تُفارقُ جَوْفَهُ الظلماتُ

**********

بقلم سمير حسن عويدات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق